31/07/2022 - 08:49

تيك توك وتأثيراته المختلفة على الفئات العمرية

قد يظن الشخص العادي أن الغالبية العظمى من مشتركي تطبيق "تيك توك" ليسوا إلا مراهقين في ريعان الشباب وأن طلاب الجامعات أو الشبان في بداية العشرينيات قد يشاركون أيضا بتحدياته ويصنعون الفيديوهات ويتابعونه

تيك توك وتأثيراته المختلفة على الفئات العمرية

(توضيحية - unsplash)

قد يظن الشخص العادي أن الغالبية العظمى من مشتركي تطبيق "تيك توك" ليسوا إلا مراهقين في ريعان الشباب وأن طلاب الجامعات أو الشبان في بداية العشرينيات قد يشاركون أيضا بتحدياته ويصنعون الفيديوهات ويتابعونه عن كثب. إلا أن الإحصائيات الرسمية لهذا الموقع تشير إلى غير ذلك.

الفئة العمرية

نسبة المشتركين على تطبيق تيك توك

10- 19 سنة

25%

20- 29 سنة

22.4%

30- 39 سنة

21.7%

40- 49 سنة

20.3%

تعود هذه الإحصاءات لعام 2021 وتترك للفئة العمرية التي تتجاوز سنّ الـ50 حوالي 10% من مجمل المشتركين في التطبيق وتعتبر هذه النسبة ضخمةً بالمقارنة مع غيره من التطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات التي تعد بالمال والشهرة.

في الحقيقة فإن التطبيقات المشابهة لتيك توك لا تؤثر فقط على الأطفال والمراهقين وإنما على مختلف الفئات العمرية وهذا ما تتناوله هذه المقالة.

تأثير تطبيق "تيك توك" على الأطفال

تأثير تطبيق تيك توك على الأطفال

  • عادة ما يميل الأهل إلى توبيخ الطفل وحثه على ترك الهاتف الخليوي والخروج أو إمضاء الوقت في أمور أخرى، لكن من الصعب على الطفل التخلي عن هذه التطبيقات وخصوصا أنها تستحوذ اهتمام الأبوين الذين يفترض أنهما قدوته وخصوصا أن الأطفال تحت سن العاشرة لا يفترض أن يدخلوا التطبيق أبدا.
  • تعمل تطبيقات التواصل الاجتماعي وغيرها من تطبيقات الهاتف الذكي على شد المستخدم بوسائل عديدة ما يؤثر على حياة الشخص ولياقته البدنية وخصوصا عند الأطفال لأنهم بحاجة إلى تنمية مواهبهم في العالم الواقعي أكثر من العالم الافتراضي لما في ذلك من أهمية على صحتهم العقلية والجسدية.
  • تعتبر مرحلة الطفولة مهمة بالنسبة لاعتماد الطفل العادات التي غالبا ما تلازمه طوال حياته فهي المرحلة التي يتعود فيها تنظيم الوقت والعادات الصحية وتخصيص وقت للدراسة واللعب والمطالعة والمساعدة في المنزل إلا أن "تيك توك" يستحوذ على معظم هذا الوقت.
  • بنفس الطريقة التي يكون فيها الطفل عاداته الحياتية يمكن أيضا القول إنه يكوّن مفاهيمه الشخصية حول كل ما حوله ويمكن لتطبيق مثل "تيك توك" مليء بالتمثيل والتلاعب البصري وحيل الفيديو أن يحور هذه المفاهيم ويشوهها.
  • توصلت بعض الدراسات العلمية مؤخرا إلى ربط التوحد بساعات طويلة من مشاهدة التلفاز أو منصات التواصل الاجتماعي.
  • من المعروف أن تطبيق "تيك توك" هو أقل التطبيقات حرصا على خصوصية مستخدميه ولذلك يمكن أن يقع الأطفال ضحية بعض المجرمين أو المتحرشين.

تأثير تطبيق "تيك توك" على المراهقين

تأثير تطبيق تيك توك على المراهقين

  • مجددا تكمن المشكلة بتطبيق "تيك توك" والتطبيقات المشابهة له باستماتته لشد المستخدم وإبقائه مندمجا به بشكل دائم ما يشكل مشكلة الانفصال عن الواقع وخصوصا أن المراهقين دون استثناء يفترض بهم أن يتابعوا دروسهم وأن يجتهدوا لكي يصنعوا مستقبلا أفضل.
  • يعتبر المراهقون أكثر الفئات العمرية التي يمكن أن تنجرف خلف الأحلام وتطبيق "تيك توك" يقدم أحلاما مقولبة لهم خصوصا أن المستخدمين الذين تحصل فيديوهاتهم على عدد كبير من المشاهدات يتلقون عائدا ماديا وبذلك يعتبر المراهقون أن "تيك توك" يمكن أن يكون عملهم في المستقبل عوضا عن العمل الحقيقي.
  • بالرغم من تركيز المواقع والتطبيقات الأخرى على حقوق الملكية الفكرية خصوصا بالنسبة للموسيقى والأغاني، إلا أن "تيك توك" يضرب هذه القاعدة عرض الحائط ما يعطي فكرة للمراهقين أن كل شيء مباح وأن القوانين يمكن تجاوزها.
  • قد يكون "يوتيوب" قد سبق "تيك توك" في معظم نقاط النقد التي ذكرناها سابقا إلا أن "يوتيوب" لا يتيح الفرصة بالنجاح لمن ليس لديه هواية حقيقة أو مهارة معينة أو محتوى مميز بينما انتشر تطبيق "تيك توك" في بدايته بين آلاف المستخدمين الذين يحركون شفاههم مع أغنية ما دون أي موهبة أو تميز ثم أخذت أنواعا أخرى من الفيديوهات بالانتشار وأهمها التحديات الجسدية والرقص وغيرها.
  • قد يتأثر المراهقون ببعض التعليقات السلبية التي يضعها البعض على فيديوهاتهم أو المحتوى الذي يقدمونه على تطبيق "تيك توك" خصوصا أنهم قد يكونون بحالة نفسية غير متزنة بهذا العمر وقد انتشر مؤخرا مصطلح cyber bullying أو التنمر الإلكتروني كدلالة على الممارسات السيئة التي يتم رؤيتها على الإنترنت وما لها من تأثير سلبي على حياة المراهقين والتي قد تكون هدامة في بعض الأحيان.
  • يوصف المراهقون بالحماسة والنشاط والإقبال على الحياة إلا أنهم في بعض الأحيان متهورون أيضا. قد تكون هذه الصفات مؤذية جدا أمام الكثير من التحديات التي تنتشر على تطبيق "تيك توك" بشكل يومي. إحدى هذه التحديات التي انتشرت خلال السنتين الماضيتين على "تيك توك" هو "تحدي لعق كرسي الحمام العمومي". لحسن الحظ أن هذه التحدي لم يصل إلى منطقتنا لأنه قذر ويمكن أن يسبب أمراضا مثل السالمونيلا والإيكولاي والإيبولا والتهابات الكبد والجهاز الهضمي وغيرها من الأمراض التي قد يكون أبسطها الإنفلونزا.

تأثير تطبيق "تيك توك" على الفئات العمرية الأكبر

  • يعمل تطبيق "تيك توك" على إلهاء أفراد الفئات العمرية الأكبر عن مسؤولياتهم تجاه أسرهم وعملهم وقد يتسبب التأخير عن المواعيد وعدم الالتزام بمتطلبات العمل من جراء متابعته لساعات متواصلة دون إدراك الشخص للوقت الذي قضاه بتصفح التطبيق.
  • من واجب الكبار أن يكونوا قدوة جيدة لأولادهم في الحياة وفي الالتزام بواجباتهم وإدارة الوقت بشكل جيد، لذلك من المستحيل لأبٍ أو أم يقضيان معظم الوقت على تطبيق "تيك توك" أن يكون أولادهما مهتمين بدراستهم أو على تفاعل مع أفراد الأسرة الآخرين.
  • قد يسبب "تيك توك" وغيره من التطبيقات مشاكل زوجية بين الكثير من المتزوجين خصوصا أن بين ميزاته ما يسمى بالفلتر الذي قد يخفي العيوب أو يعدل القوام والشكل ثم تتم المقارنة من قبل الزوج أو الزوجة مع شريك الحياة ويزول الرضا والود تدريجيا ما يؤدي إلى انتهاء الكثير من العلاقات.
  • يمثل تطبيق "تيك توك" خطرا صحيا على بعض الأشخاص من الفئات العمرية الكبيرة لأن هؤلاء غالبا ما يعانون من أمراض المفاصل والعمود الفقري والرقبة ويجب أن يعتنوا بهذه الأعضاء عبر تمرينها وتحريكها بشكل دائم إلا أن وضعية استخدام الهاتف الذكي غير رفيقة باليدين والكتفين والرقبة أبدا وتبعد المستخدمين بشكل عام عن التحرك وممارسة الأنشطة الجسدية.

التعليقات