08/08/2023 - 08:30

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات

سهلت وسائل التواصل الاجتماعي التواصل بين أفراد الأسرة والأهل والأصدقاء من خلال استخدام الكثير من مواقع المحادثة "التشات" أو مكالمات الفيديو وغيرها.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات

(توضيحية)

أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على كافة نواحي الحياة، أما عن تأثيرها على العلاقات فقد جمعت بين العيوب والمميزات، إذ يمكن استغلالها بشكل إيجابي للاستفادة من كافة المميزات التي تمنحها لمستخدميها أو بشكل سلبي مما ينعكس على شكل العلاقات الاجتماعية والأسرية بشكل كبير.

لذلك إذا كنتم مهتمين بتجنب التأثير السلبي الذي تتسبب به وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات واتباع الاتجاه الإيجابي عليكم بقراءة هذه المقالة.

1. التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات

أولًا التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات

تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من المميزات التي ينعكس عددًا منها على العلاقات، ومن أبرز هذه المميزات:

سهولة التواصل بين أفراد الأسرة

سهلت وسائل التواصل الاجتماعي التواصل بين أفراد الأسرة والأهل والأصدقاء من خلال استخدام الكثير من مواقع المحادثة "التشات" أو مكالمات الفيديو وغيرها، فأصبح التواصل في أي وقت وأي مكان لا يشكل عائقًا لأفراد الأسرة أو الأصدقاء المسافرين خارج البلاد.

توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والتعرّف على أشخاص مختلفين

أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي سهولة التعرّف على أشخاص مختلفة لهم نفس الاهتمامات والاتجاهات، بالإضافة إلى التعرّف على أشخاص من بلاد أخرى ما ساعد على التعرف على ثقافات مختلفة وتشجيع فكرة السفر إلى الخارج وتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية.

متابعة أخبار العالم أولًا بأول

التعرّف على أخبار العالم أولًا بأول يخلق نوعًا من الترابط بين الأفراد من خلال مناقشة الأخبار، فقد يجتمع جميع أفراد الأسرة أمام التلفزيون للاطلاع على آخر الأخبار الخاصة ببلد أخرى.

كسر حواجز التواصل بين الأفراد

يجد البعض صعوبة في التعرّف على أشخاص جدد في الواقع ربما بسبب الخجل أو الشعور بأنه شخص غير اجتماعي بالقدر الذي يجعله يتعرّف على أشخاص جدد في الواقع، وقد ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي على كسر هذه الحواجز وسهلت التواصل بين الأفراد الغير اجتماعيين وجعلتهم أقرب للمجتمع.

تقليل تكلفة وسائل الاتصال التقليدية

4. تقليل تكلفة وسائل الاتصال التقليدية 

قبل التطور التكنولوجي الهائل والتوصل إلى ابتكار ما يُسمى بوسائل التواصل الاجتماعي كانت فكرة الاتصال بالأهل والأصدقاء من خارج البلاد مرتفعة التكلفة نوعًا ما، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة المجانية أتاحت لمستخدميها إمكانية التواصل باستخدام خاصية مكالمات الفيديو التي سمحت للمستخدمين رؤية بعضهم بالصوت والصورة مثل تطبيق "واتس آب" و"كاكاو توك" و"وي تشات" و"زووم" و"مايكروسفت تيمز" وغيرها.

مشاركة الجانب الترفيهي بين الأهل والأصدقاء

يجد الكثير سواء إن الكبار أو الصغار جانبًا ترفيهيًا مميزا في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال مشاركة الفيديوهات أو لعب الألعاب الإلكترونية التي تقوم على المشاركة بين الأصدقاء الأمر الذي يعمل على توطيد العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء وقضاء وقت ممتع معًا.

2. سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات

وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين فهي تحمل جانبًا إيجابيًا كما ذكرنا وجانبًا سلبيًا إذا أساء الأفراد استخدامها فيؤثر على العلاقات بشكل سلبي، ومن أبرز هذه السلبيات:

العُزلة

يُفرط بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في استخدامها فيقضون وقتًا كبيرًا في اللعب والمحادثات وغيرها، مما يعزل الفرد عن أسرته ومجتمعه الواقعي، فهناك الكثير من المراهقين الذي يقضون ساعات طويلة جدًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون الالتفات إلى مشاركة الأسرة وقضاء وقت معهم.

التقصير من قبل الآباء في الواجبات الأسرية

يقع الكثير من الآباء في فخ وسائل التواصل الاجتماعي مما يدفعهم إلى قضاء أوقات طويلة جدًا في مشاهدة الفيديوهات أو لعب الألعاب الإلكترونية أو محادثة الأصدقاء أو تصفح الإنترنت عمومًا، مما يُشكّل عائقًا في أدائهم لواجباتهم الأسرية تجاه بعضهم البعض وتجاه الأبناء، ودائمًا ما يكون الأبناء في حاجة إلى التواصل والمشاركة والشعور بتماسك جميع أفراد الأسرة معًا.

التأثير على العادات والتقاليد واكتساب مفاهيم مختلفة عن الحياة

يتأثر الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ببعض العادات والتقاليد الخاصة بالغرب والتي لا تتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع الشرقي، ويكون المراهقون والأطفال هم الأكثر عُرضة لذلك نظرًا لعدم امتلاكهم مفاهيم وقواعد ومبادئ واضحة في الحياة بعد، لذلك يشعرون بتشتت كبير عند انجذابهم لتلك العادات والثقافات المختلفة والتي لا تُشبه مجتمعاتهم ما يؤثر على شكل علاقتهم بأسرهم بشكل سلبي ويتسبب في حدوث العديد من المشاكل.

اختراق خصوصية العلاقات

يُعد اختراق خصوصية العلاقات سواء بين الأسرة أو الأهل أو الأصدقاء واحدة من أبرز سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يلجأ أحد أفراد الأسرة بنشر الكثير من المعلومات الشخصية والروتين اليومي للأسرة أو الرحلات أو الأنشطة التي يتشاركها أفراد الأسرة معًا، ما قد يُعرّض أفراد الأسرة للخطر كعمليات السرقة أو الخطف وغيرها، لذلك يجب الحفاظ على خصوصية العلاقات سواء بين الأسرة أو الأصدقاء وعدم مشاركة الكثير من المعلومات الشخصية أو أماكن السفر.

أفكار تساعدك على الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترات طويلة

يجد الكثير منا صعوبة في الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدامها بشكل سليم، فهي بالفعل إدمان للكثيرين منا، ما يجعلها تتحول إلى مسبب قوي للكثير من المشاكل والتقصير في الحياة العملية والاجتماعية، لذلك قررنا عرض عدد من الأفكار التي تساعدك على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل مثل:

  • تخصيص وقت محدد خلال اليوم لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي سواء إن للدردشة أو لتصفح الإنترنت أو حتى للألعاب ومشاهدة الفيديوهات، مع ضرورة الالتزام بذلك الوقت وألا يكون لفترات طويلة فساعة واحدة تكفي في اليوم.
  • الالتزام بوضع خطة تحتوي على المهام المطلوبة والتي يجب تنفيذها خلال اليوم، الأمر الذي يضمن زيادة الإنتاجية لديك سواء في العمل أو في أداء واجباتك تجاه أسرتك بالإضافة إلى تحسين الأداء المطلوب والتشجيع على وضع وقت مخصص لكل مُهمة من المهام المحددة.
  • تخصيص وقت خلال اليوم للاهتمام باللياقة البدنية سواء من خلال ممارسة التمارين الرياضية في النادي أو الجري لمسافات طويلة أو ممارسة التمارين الرياضية في المنزل عبر مشاهدة "اليوتيوب".
  • تعلّم هوايات جديدة ما قد يساعدك في التخلص من وقت الفراغ وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من الوقت بدلًا من إهداره على وسائل التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال بإمكانكم التطوع والعمل على مساعدة الآخرين والانغماس في المجتمع مما يحقق لك شعورًا بالثقة بالنفس.

سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال

يتعرّض الأطفال إلى عدد من المخاطر أو السلبيات نتيجة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أبرز هذه السلبيات:

  • احتمالية التعرّض إلى المواد الإباحية أو الإعلانات غير اللائقة التي تظهر بشكل غير مقصود على بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
  • تعرّض الأطفال إلى بعض حالات التنمر أو الإساءة التي تؤثر بشكل سلبي على معنوياتهم وتخلق أشخاصًا معدومي الثقة بالنفس.
  • استخدام بعض الألعاب الخطرة والتي قد تتطلب من الطفل بعض القوانين التي يوجد بها إساءة أو تعريض حياته للخطر.
  • مشاركة بعض المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق الخطأ مثل مشاركة فيديو لأحد أفراد الأسرة.
  • كثرة تعرّض الطفل إلى وسائل التواصل الاجتماعي تعمل على تشتيت انتباهه وتقليل معدل ذكاءه، لذلك يمكن استغلال هذا الوقت في ممارسة الألعاب والأنشطة وحل الألغاز التي تعمل على زيادة ذكاءه وتنمي مهاراته.

وسائل التواصل الاجتماعي لها العديد من المميزات والسلبيات، وهذا يتوقف على كيفية استخدامها ووقت استخدامها، لذلك يجب التقنين من استعمالها من قبل الكبار والصغار حتى لا تتحول إلى إدمان يؤثر تأثيرًا سلبيًا على جميع العلاقات الاجتماعية والأسرية والعمل.

التعليقات