14/09/2023 - 21:22

كيف غيّرتنا مواقع التواصل الاجتماعيّ؟

فقد غيّرت مواقع الشبكات الاجتماعيّة الطريقة الّتي نتواصل بها، خاصّة مع ظهور تطبيقات المراسلة، والتي جعلت من المراسلة الفوريّة هي القاعدة، حيث وجدت مؤسّسة "بيو ريسيرش"، أنّ 69٪ من البالغين في الولايات المتّحدة، يستخدمون تطبيقات المراسلة الفوريّة

كيف غيّرتنا مواقع التواصل الاجتماعيّ؟

(Getty)

لا شكّ أنّ ظهور مواقع الشبكات الاجتماعيّة ومواقع التواصل الاجتماعيّ، أحدث ثورة في الطريقة الّتي يتفاعل بها البشر ويتواصلون ويحافظون على العلاقات، حيث أصبحت منصّات مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر على سبيل المثال، جزءًا لا يتجزّأ من الحياة اليوميّة، ممّا أدّى إلى تغيير سلوك مليارات البشر حول العالم.

وأعادت مواقع التواصل الاجتماعيّ تعريف حدود العلاقات الاجتماعيّة، حيث وجدت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث أنّ 69% من البالغين في الولايات المتّحدة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعيّ، حيث أصبحت القيود الجغرافيّة أقلّ أهمّيّة، ممّا يسمح للأفراد بالتواصل مع الأصدقاء والمعارف في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، فإنّ هذا الاتّصال المكتشف حديثًا له عواقب إيجابيّة وسلبيّة، فعلى الجانب الإيجابيّ، تسهّل مواقع التواصل الاجتماعيّ الحفاظ على الصداقات والعلاقات الأسريّة بعيدة المدى، حيث تشير الأبحاث المنشورة في مجلّة "أجهزة الكمبيوتر في سلوك الإنسان" إلى أنّ الأشخاص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعيّ للبقاء على اتّصال مع أحبّائهم الّذين يعيشون بعيدًا، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون خدمات هذه المنصّات بمثابة أدوات قيمة للتواصل والتطوير المهنيّ، كما أشارت دراسات عديدة، إلى أنّ كمّيّة الاتّصالات عبر الإنترنت لا تترجم دائمًا إلى علاقات ذات معنى، حيث سلّطت دراسة في مجلّة "سوشيال ميديا سوسايتي" الضوء على كيف يمكن أن تؤدّي خدمات الشبكات الاجتماعيّة إلى علاقات ضحلة وسطحيّة، ممّا قد يقلّل من جودة التفاعلات بين الأشخاص.

وحسب الدراسة، فقد غيّرت مواقع الشبكات الاجتماعيّة الطريقة الّتي نتواصل بها، خاصّة مع ظهور تطبيقات المراسلة، والتي جعلت من المراسلة الفوريّة هي القاعدة، حيث وجدت مؤسّسة "بيو ريسيرش"، أنّ 69٪ من البالغين في الولايات المتّحدة، يستخدمون تطبيقات المراسلة الفوريّة.

وأدّت الطبيعة الفوريّة القائمة على النصوص لهذه المنصّات إلى تغيير ديناميكيّات المحادثات، حيث أشارت الأبحاث المنشورة في مجلّة ""نيو ميديا سوسايتي" إلى أنّ التواصل عبر الإنترنت يميل إلى أن يكون غير رسميّ، ممّا يؤدّي أحيانًا إلى سوء فهم أو تفسير خاطئ، ومع ذلك، فهو يوفّر أيضًا طريقة ملائمة للبقاء على اتّصال في الوقت الفعليّ، وتجاوز الحدود الجغرافيّة، وعلاوة على ذلك، فإنّ دمج عناصر الوسائط المتعدّدة مثل الصور ومقاطع الفيديو في خدمات الشبكات الاجتماعيّة جعل التواصل أكثر تعبيرًا، إذ يمكن للمستخدمين مشاركة تجاربهم بصريًّا، ممّا يعزّز الشعور بالتواصل حتّى عندما يكونون بعيدين جسديًّا.

وحسب الدراسة، يمكن مواقع التواصل الاجتماعيّ توفير منصّة للأفراد للحصول على الدعم العاطفيّ خلال الأوقات الصعبة، حيث أشارت دراسة نشرت في "جوورنال أوف كومبيوتر" إلى أنّ المستخدمين غالبًا ما يتلقّون تعليقات إيجابيّة ودعمًا عاطفيًّا من شبكاتهم عبر الإنترنت، كما أتاحت المجتمعات والمجموعات عبر الإنترنت على منصّات مثل "ريديت" للأشخاص ذوي الاهتمامات المتخصّصة التواصل والشعور بالانتماء.

ويسلّط بحث منشور في "علم النفس السيبرانيّ والسلوك والشبكات الاجتماعيّة" الضوء على كيف يمكن أن تؤدّي خدمات الشبكات الاجتماعيّة إلى مقارنة اجتماعيّة، ممّا يؤثّر سلبًا على احترام الذات وصورة الجسم، خاصّة بين المستخدمين الأصغر سنًّا، حيث يمكن أن يساهم التدفّق المستمرّ للمحتوى المنسّق على مواقع التواصل الاجتماعيّ في تعزيز الخوف من تفويت شيء ما، ممّا يؤدّي إلى القلق والتوتّر، كما أشارت دراسة في "جورنال أبنورمال فيسيولوجي".

التعليقات