13/10/2023 - 14:17

"إعلام" يدين المسّ بالصحافيّين ويقدّم توصيات للتغطية الميدانيّة

ناشد "إعلام" الزملاء والزميلات الصحافيّين في الميدان "توخّي الحذر قدر الإمكان في هذه الأيّام، الفاقدة لكلّ بوصلة قانونيّة، مع العمل على نشر الحقائق بدقّة، الّذي يلزمنا أخلاقيًّا ومهنيًّا، تجاه المستهلك، والانتباه قدر الإمكان إلى الأخبار المضلّلة الّتي تنتشر بكثافة

(Getty)

دان مركز " إعلام" الاعتداء الّذي وقع على الزملاء الصحفيّين خلال تغطية أحداث الحرب الواقعة على الحدود الشماليّة، أمس (الخميس)، ويرى "إعلام" بهذا الاعتداء مسًّا سافرا بحرّيّة العمل الصحافيّ المكفول في المواثيق والمعاهدات الدوليّة.

وقال المركز إنّه "سبقت هذا الاعتداء أخبار من الزملاء في قطاع غزّة تشير إلى استشهاد 7 صحافيّين خلال التغطية الميدانيّة، الأمر الّذي يؤكّد أنّ الصحافيّ اليوم مستهدف إلى حدّ بعيد، بحكم عمله المقدّس في الحفاظ والكشف عن الحقيقة".

وكان قد تعرّض كلّ من الزملاء الصحفيّ محمّد خيري مراسل التلفزيون التركيّ (TRT) والمصوّر محمّد أبو سنينة، إلى الاعتداء والتهديد.

وفي شهادته قال خيري "في اللحظة الّتي كان من المفروض أن نكون ببثّ حيّ ومباشر من رأس الناقورة الحدوديّة لرصد ما يحدث هناك، وبعد أن نجحنا المرور من الحواجز كلّها، تعرّضنا لهجوم من قبل جنود، أحدهم أشار بصريح العبارة أنّ عودتنا إلى المنطقة، ستعرّضنا للقتل!". ووصف خيري اللحظات في حينه مشيرًا إلى أنّها كانت مخيفة جدًّا، وتواجد في الحدث إلى جانبه أيضًا الزميل عبد القادر عبد الحليم (راديو الناس)، حيث اضطرّوا إلى مغادرة المكان دون إتمام عملهم الصحافيّ.

وأضاف المركز "يشار إلى أنّه منذ الأمس، سجّل عدد من حالات التضييق والتعرّض للصحافيّين، منها تهديد مباشر للزملاء الصحافيّين في قناة الجزيرة، حيث ذكرت مصادر يمينيّة أنّ وزير الإعلام، موشي كرعي، يعمل على فحص إمكانيّة إغلاق وتحديد بثّ القناة في البلاد، كما أشارت الزميلة إيمان جبور (قناة الغد) إلى تعرّضها لمضايقات وصلت حدّ رفع السلاح بوجه الطاقم في أثناء تغطيتها للأحداث الجارية على حدود غزّة، فيما قام الجيش بتوقيف المصوّر الصحافيّ أحمد غرابلي ( AFP ) لمدّة 3 ساعات ومنعه من التغطية".

وناشد "إعلام" الزملاء والزميلات الصحافيّين في الميدان "توخّي الحذر قدر الإمكان في هذه الأيّام، الفاقدة لكلّ بوصلة قانونيّة، مع العمل على نشر الحقائق بدقّة، الّذي يلزمنا أخلاقيًّا ومهنيًّا، تجاه المستهلك، والانتباه قدر الإمكان إلى الأخبار المضلّلة الّتي تنتشر بكثافة في الآونة الأخيرة".

وتابع، "يرى مركز "إعلام" بدوره ضرورة تزويد الإرشادات اللازمة لتوخّي الحذر خلال التغطية الإعلاميّة وقت الصراعات والحرب الّتي نشهدها هذه الأيّام، ويطالب الصحفيّين بداية؛ التغطية ضمن مجموعات وليس أفرادًا، معرفة المناطق الأكثر عرضة للخطر والابتعاد عنها والالتزام بالمناطق الأكثر أمانًا، عدم دخول أيّ مناطق معرّفة كمناطق عسكريّة مغلقة (المطلّة، مثلًا) بتاتًا إلّا بتنسيق أمنيّ مسبق، التزوّد بالهويّات الشخصيّة والبطاقات الصحافيّة كما وشارات تظهر أنّكم صحافيّون في الميدان، إبقاء الكاميرات مفتوحة طوال الوقت، حتّى وإن لم يكن هنالك أحداث للتصوير، التركيز على تصوير بكاميرات وليس هواتف نقّالة، خوفًا من مصادرتها، تجنّب النقاشات مع أفراد في الميدان، أيًّا كانوا، وتجنّب التواصل معهم إلّا لضرورة إجراء مقابلات، عدم إبقاء المعدّات الصحافيّة بعيدًا عنكم، حتّى لا يتمّ المسّ بها، وفي حال كان هنالك محاولات مصادرة "كرت" الذاكرة، إخراجه حتّى لا يتمّ إتلافه أو فقدانه، وفي حال كان الصحافيّ يعاني من أمراض معيّنة، عليه التزوّد بالدواء الخاصّ به".

وأكّد المركز على أنّه وفقًا للمواثيق والمعاهدات الدوليّة، فإنّ الصحافيّين في مناطق النزاع محميّون، حيث تنصّ المادّة 79 من القانون المعدّل من معاهدة جنيف الرابعة لعام 49 على "أنّ الصحافيّين المدنيّين الّذين يؤدّون مهامّهم في مناطق النزاعات المسلّحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيّين، وحمايتهم من كلّ شكل من أشكال الهجوم المتعمّد، شريطة ألّا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيّين"، لكن من الواضح أنّ التصعيد الحاليّ يستدعي توخّي الحذر إلى حدّ بعيد.

وتوجّه "إعلام" للزملاء الصحافيّين، أنّه "في حالة تعرّضتم إلى انتهاكات أو مضايقات، التوجّه لنا، وسنعمل على مرافقتكم، وفي حال وصلتكم معلومات عن صحافيّين بحاجة إلى مساعدة، يُرجى إبلاغنا".

التعليقات