26/10/2023 - 10:37

مدير مركز "حملة": خطابات كراهية وتحريض غير مسبوقة لقتل العرب في إسرائيل

وصلت الحالات العنيفة أو خطاب الكراهية المصنّفة بواسطة النموذج اللغوي إلى 481,131 حالة تم توثيقها من يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر ولغاية اليوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر، والتي تم رصدها من خلال البرمجيات الإلكترونية.

مدير مركز

(Getty Images)

يواجه الفلسطينيون في إسرائيل حملة تحريض وكراهية غير مسبوقة ضدهم، وذلك من خلال شبكات التواصل الاجتماعي خاصة، وينشط المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي «حملة» لتوثيق ومعالجة حالات التحريض.

وبحسب مركز حملة وصلت الحالات العنيفة أو خطاب الكراهية المصنّفة بواسطة النموذج اللغوي إلى 481,131 حالة تم توثيقها من يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر ولغاية اليوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر، والتي تم رصدها من خلال البرمجيات الإلكترونية.

أما الحالات التي تم التبليغ عنها لمركز حملة، خلال العامين الماضيين، فقد وصل عددها إلى 4,440، بينها 900 حالة وصلت خلال الفترة ما بين 6 تشرين الأول/ أكتوبر ولغاية اليوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر، والتي تم علاجها في مكتب المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي - حملة.

ويتم توزيع هذه الحالات على شبكات التواصل الاجتماعي كالتالي: حذف محتوى: 14.30%، تحريض، 10.59%، حذف حساب/ صفحة 53.40%، اختراق 2.12%، عنف مبني على النوع الاجتماعي 9.36%، خطاب كراهية 1.41%، حملات تشويه 2.74%، أخبار كاذبة 4.15% واحتجاز على خلفية التعبير 1.94%.

"عرب 48" التقى مدير مركز حملة، نديم ناشف، لتسليط الضوء على حملات التحريض ضد الفلسطينيين ودور "حملة" في الرصد والمعالجة.

"عرب 48": كيف يتم التعامل مع حالات التحريض عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟

ناشف: مراحل مواجهة التحريض: استلام الحالة وتلقي التبليغ من خلال منصة حر، التحقق من البلاغ، التحقق من التبليغ وسلامة الادعاء. مراجعة الحالة: العودة للمستخدم في حال وجود نقص أو عدم وضوح في التبليغ. تأكيد الاستلام: مراسلة المستخدم عبر البريد الإلكتروني لتأكيد استلام التبليغ: (رسالة تظهر مباشرة للمستخدم/ة بعد التبليغ تفيد بنجاح عملية التبليغ). مراسلة الشركة المنتهكة: مراسلة الشركة المعنية بخصوص التبليغ. تحديث الرسومات البيانية: تحديث الرسومات البيانية التي تعكس مؤشرات الحقوق الرقمية على منصة حر بعد كل تبليغ. العودة إلى المستخدم: حيث يبلغ بنتيجة جهود مركز حملة بعد القيام بالإجراءات المطلوبة. تقديم الدعم: عند الحاجة يتم تحويل الحالة إلى المؤسسات الشريكة لتوفير الدعم النفسي والقانوني، حيث إنه بإمكان كل شخص التبليغ عن أي تحريض يواجهه من خلال منصة حر.

نديم ناشف

بهذا نحن نعمل بطريقتين، الطريقة الأولى تكون من خلال تلقي الشكاوى بشكل فردي، حيث يرسل المواطنون حالات التحريض التي نتلقاها في مركز حملة، والتي تشمل انتهاك الحقوق الرقمية، بدورنا نتابعها من خلال عدة طواقم معنية بالأمر. لا تقتصر هذه الحالات على التحريض فقط، بل تتعداها لحالات أخرى كاختراق الحسابات الشخصية، والتهديد من خلال الرسائل المباشرة، وانتهاك المضامين والخصوصية، وهذه الحالات نقوم بمعالجتها بشكل مختلف عن الطريقة الأوتوماتيكية القائمة على البرمجيات التي تعمل على فحص لبرامج التواصل الاجتماعي فتقوم على أخذ "المعطيات" وتحليلها.

"عرب 48": ما هي أكثر أنواع التحريض ضد الفلسطينيين في البلاد؟

ناشف: هنالك عدة أنواع من أعمال التحريض، يشمل النوع الأول كافة أنواع الشتائم والتهديد بالقتل وإلحاق الأذى. أما النوع الثاني فيقوم على الانتقام من زملاء العمل أو الدراسة الفلسطينيين، من خلال تصوير ونسخ المحتوى الذي ينشرونه على صفحاتهم. ثم يقوم المحرض بنشر ما تم نسخه أو تصويره ضمن مجموعات عائدة للمؤسسة المشتركة التي تجمعهم، أو إرسال تلك المضامين للإدارة بغية فصلهم أو طردهم من الجامعات وأماكن العمل، كما ينطوي هذا النوع من التحريض على ملاحقة المحامين، وهذه الظاهرة شهدت ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، بغية دفع النقابة لسحب التراخيص الممنوحة لهؤلاء المحامين.

النوع الثالث يكون باستهداف شخصيات عامة مثلما حدث مع الفنانة دلال أبو آمنة، على الرغم من أنهم لا يعرفونها بشكل شخصي، سوى أنها فنانة وشخصية مؤثرة وقد تعرضت هذه السيدة لحملة تحريض واسعة النطاق.

النوع الرابع يقوم على محاولة التشهير والإذلال كما حدث مع الفنانة ميساء عبد الهادي التي نشرت الشرطة الإسرائيلية صورها مع خلفية للعلم الإسرائيلي وتسريب هذه الصورة بشكل مهين، مستغلين عدم وجود قوانين أو أنظمة رادعة لمثل هكذا فعل، في محاولة لإشباع غريزة الانتقام لديهم بأي وسيلة ودونما وجل أو رادع أخلاقي أو قانوني. هذا فيما يخص وسائل التواصل الاجتماعي، أما عن التحريض عبر وسائل الإعلام الأخرى فمركز إعلام هو من يقوم بإزالة المنشورات التحريضية، حيث يقتصر نشاطنا في مركز "حملة" فقط على وسائل التواصل الاجتماعي.

"عرب 48": من هي الفئات الأكثر تحريضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

ناشف: ظاهرة التحريض في هذه الفترة كبيرة وغير مسبوقة، على سبيل المثال أجرينا مقارنة مع التحريض في أحداث أيار/ مايو من العام 2021، وكان مستوى التحريض أخف مما هو عليه اليوم، وأغلبه صادرٌ عن الأحزاب اليمينية، مقارنة مع التحريض اليوم فإنه يصدر عن كل الفئات المجتمعية الإسرائيلية، من رئيس الدولة إلى أصغر شرطي إلى المواطن العادي، حتى أنني لاحظت تعليق لافتة كبيرة تحرض على محو غزة في منتصف تل أبيب، وكأن الأمر طبيعي أن يكون هناك تحريض على إبادة مليوني مواطن إبادة جماعية. مثال آخر على ذلك في قضية دلال أبو آمنة، أرسلت لنا المحامية قوائم وكنا نرسل القوائم للشركات، وهم من يقومون بإزالتها، ونقوم بحذف ما بين 30-40 منشورا يوميا، لكن نتفاجأ بنشر أضعاف هذا العدد لاحقا، ولم يتوقف التحريض على الفنانة دلال حتى اللحظة.

"عرب 48": كيف تتعاطى مختلف الشركات: ميتا، وإكس، وغوغل، وتيكتوك، مع التحريضات باللغتين العربية والعبرية؟

ناشف: المرحلة التي نمر بها خطيرة للغاية، وقد عقدنا عدة اجتماعات مع 4 شركات تواصل اجتماعي هي ميتا وإكس وغوغل وتيكتوك، وطالبناهم بتغيير السياسات من خلال برمجيات تتعقب اللغة العبرية كما تتعقب اللغة العربية، حيث تزال المنشورات العربية المخالفة لسياسة النشر بشكل تلقائي على عكس المنشورات باللغة العبرية، إذ أن المنشورات باللغة العبرية حاليا والفيديوهات التحريضية على تيكتوك ويوتيوب، لا يمكن تعقبها لعدم وجود خوارزميات تتيح هذا الإجراء، على سبيل المثال إحدى المجموعات التي تم إنشاؤها على التيلغرام، تنشر صورا لأشخاص مع إضافة إشارات تدل على التهديد المباشر بالقتل، وشركة تيلغرام لا تستجيب للشكاوى للأسف الشديد، إلا أنها ونتيجة للضغط الدولي والضغط من شركة غوغل قامت بإزالة بعض القنوات العائدة للفلسطينيين، ولم تقم بإزالة القنوات الإسرائيلية التي تحرض على الفلسطينيين بشكل دائم.

"عرب 48": كيف تفسر الهجمات التحريضية غير المسبوقة؟

ناشف: اليوم، إسرائيل تحارب كل ما هو عربي، ولا تريد الاستماع لمنطق الحكمة والعدالة، بل تُعرّف الوضع على أنه حالة حرب وتفرض قوانين الطوارئ، ومساحة وهامش الحريات اللذين كانا في الماضي لم يعودا اليوم كسابق عهدهما، حيث يتم الاعتقال لأتفه الأسباب والتي لم تكن سببا للاعتقال فيما مضى، لكن الشرطي هو من يحدد اليوم ما هو قانوني وما هو غير قانوني.

"عرب 48": ما هي التوصيات لمواجهة هذه الأنواع من التحريض؟

ناشف: يجب أن نتكاتف ونتعاضد حتى نتعدى هذه المرحلة بأقل ضرر ممكن، ونحن كجمعيات يجب أن نتبادل المعلومات وأن نقدم الخدمة لجمهورنا، من خلال التوجه لمركز حملة ومنصة حر وعدالة وكيان، وسنقوم من خلال ذلك بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وفي حالة التحريض من خلال وسائل الإعلام فمركز إعلام هو الذي يتابع هذه المضامين وإزالتها.

التعليقات