الوالدية لا تتجزء في النهار أو الظلام الدامس

- الوالدية لا تتجزء في الحرب وفي السلم، في الليل والظلام والنهار والضوء. 

- لا يوجد أهل يفرطون بأولادهم ويهدرون أمانهم وأمنهم في كل بقاع الأرض، إن كانوا أسوياء في العقل والغريزة.

- الأهل واجبهم حماية أولادهم من الشدائد والضيقات والخطر المتربص لهم أينما كانوا.

- الوالدية هي أمانة في أعناق الأهل من المهد إلى اللحد.

هذه مقدمة تذكيرية، وإن نفع التذكر، في وضع الحرب الدائرة اليوم ومأساة الدمار على البشر والحجر والطفل والهرِم وكل ما يتحرك في أرضنا المنكوبة وشعبنا الفلسطيني الذي يدفع ثمنا باهظا جراء الاحتلال.

" لفت انتباهي مقالة كتبتها إحدى النساء اليهوديات التي تم اختطاف ابنتيها بعد حادثة ال- 7/10/2023 الى غزة.

وتقول المرأة بأن ساعات الظلام في الليل الدامس في حياة الأهالي في إسرائيل تتحول إلى جهنم، حين يتخيلون أن الأولاد، وابنتيها بشكل حصري، يقعون الآن في ساعات ظلام غزة الدامس بين أيدي العدو.

وتقول أيضا، إنه "جهنم" الأطفال حين يخافون الظلام، فطفلتيها الجميلتين الغضتين في البيت عادة يخفن من الظلمة ويتخيلن "الغول" يختبئ تحت السرير، فكيف الآن في الأسر في غزة في الظلام. هذا الأمر يدفع الأم إلى الخروج من بيتها والصراخ والبكاء الغير منتهي بغياب طفلتيها في الأسر.

ندرك تماما مدى كمية الألم التي تعانيه كل أم في العالم، بدون أي فرق للشعور الوالدي الغريزي، لفقدان الأولاد.  

ولكن هل يبدي هؤلاء الأهل أي تعاطف تجاه أطفال غزة وأهل غزة وما يحدث يوميا لهم من دمار وتشرد وموت وفقدان وخوف وألم "وغول" الحرب والأسلحة التي تقتل وتبطش بدون أي شعور بالأمان لهم ولأهلهم وأمهاتهم وأقاربهم، ودفع الثمن، ولكن الفرق أن الأمهات في غزة يُقصفن هن أيضا ولا شارع يخرجن إليه ولا زاوية تحميهن،  لا ملاجئ آمنة سوى الردم وما تبقى من أرواح".  

فأين الطفولة المبتورة من قبل أن تولد؟ ليس الظلام مشكلة هؤلاء فقط، إنه الجوع والعطش والتهجير والتيتم والخوف والنزوح في داخل الوطن.

بقلم: سوسن غطاس والدية برعاية موقع عرب 48