أولادكم ليسوا للمساومة - الروضات والحاضنات

حيرة الأهل وتخوفاتهم الآخذة بالازدياد يوما بعد يوم، خاصة بعد "موجات" العنف التي نشهدها في الآونة الأخيرة والتي كشفت بالكاميرات الخفية، عن قصص مربيات الأطفال والحاضانات المسلطة على الأطفال، والتي تشكل عائقا مهما في تربية الأطفال وتنشأتهم وشعورهم بالأمان، ما قد يترك الأثر السلبي عليهم مستقبلا، على عكس ما يتوقعه الأهل من العملية التربوية "الحضانية"، خاصة الأهل الذين يضطرون لترك الأولاد في أيدٍ أمينة داعمة ومتفهمة لحاجاتهم الأولية العاطفية والجسدية والانفعالية، ولكن ما نشهده اليوم من كثيرات من هؤلاء الحاضنات ما تهتز لها الأبدان من لؤم ومكر وإيلام للأطفال بغيات أهلهم، ويكون الأطفال بمجرد ضحايا لا حول لهم ولا قوة، خاصة إذا كانت اللغة والكلام  لديهم لا زال غير متطور بعد، ولا يسمح لهم بالكلام، لعدم نضوجهم، بالبوح بما يجري في تلك الغرف التي تغدو بمثابة سجون تعذيب إذا لم يطيعوا أوامر ورغبات السجانات(المربيات) ، للأسف نقول ذلك.

هل عرفتن أيتها الأمهات وأيها الآباء، بالمرحلة الأولى ما هي الشروط التي يجب أن تستوفيها الحاضنة التي ستتسلم مهمة حماية وتربية أطفالكم بالمثابة عنكم يوما:  

شروط عمل الحاضنة العام:

شروط العمل للحاضنة يمكن أن تختلف من بلد لآخر وفقًا للقوانين والتشريعات المحلية. ومع ذلك، فيما يلي بعض الشروط العامة التي قد تنطبق على الحاضنات كافة:

1. التعليم والمؤهلات: يتطلب العمل في الحضانة مؤهلات تعليمية معينة. فعلى سبيل المثال، قد يتطلب الحصول على شهادة في التربية العصرية أو التعليم المبكر أو الرعاية الطفولية.

2. الترخيص والتصريح: من الضروري بأن تكون الحاضنة مرخصة ومصرحة من قبل السلطات المختصة مع معايير وشروط تتعلق بالمساحة والسلامة والصحة ونسبة المربين لجيل الأطفال وغيرها.

3. الخلفية والخبرة:  يُفضَّل أن يكون لدى المربيات في الحضانة خلفية أو خبرة في مجال رعاية الأطفال وتعليمهم. ويتطلب ذلك تجربة سابقة في العمل مع الأطفال أو الحصول على شهادات ودورات تدريبيةلها علاقة بالمجال.

4. الصحة وسلامة الأطفال: من المهم أن يكون لدى المربيات في الحضانة حس الاهتمام بالصحة وسلامة الأطفال، وقد يتطلب ذلك فحوصات طبية منتظمة وتحقق من ضبط النظام الغذائي وتطبيق إجراءات النظافة والوقاية من الأمراض.

5. قواعد وسياسات الحضانة: يجب أن يكون للحضانة قواعد وسياسات واضحة ومناسبة لرعاية الأطفال. يجب أن تتضمن هذه السياسات توفير بيئة آمنة وصحية وتوزيع الأنشطة التعليمية والترفيهية وتعامل مناسب مع الأطفال.

علامات العنف  لدى حاضنات الأطفال:

من الأمور المهمة التي يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على دراية بها للكشف عن أي علامات للعنف في حضانات الأطفال. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن العلامات التالية قد تشير إلى وجود مشاكل في الحاضنة نفسها، ولكن لا يعني بالضرورة وجود عنف بناءً على هذه العلامات بل يجب والتحقق من الأمور بعناية.

1. تغير سلوك الطفل: إذا لاحظت تغيرًا في سلوك طفلك بعد حضور الحاضنة، مثل العصبية المفرطة، الانعزال، الخوف، فقد يشير ذلك إلى تعرضه لأشكال مختلفة من العنف.

2. إصابات متكررة: إذا كان طفلك يعود من الحضانة بإصابات متكررة أو غير مبررة، مثل كدمات أو جروح، فقد يكون هناك سبب للقلق ويجب التحقق من ذلك.

3. تغير في المزاج والسلوك لدى الطفل: إذا لاحظت أن طفلك أصبح متوترًا أو مهمومًا بشكل غير عادي بعد العودة من الحضانة، أو أصبح محبطًا أو عدوانيًا، فقد يكون هناك سبب للقلق.

4. انخفاض الثقة بالنفس وتدهور تقدمه العام: إذا لاحظت تدهورًا في التقدم العاطفي والاجتماعي واللغوي والحركي لطفلك، فقد يكون هناك تأثير سلبي يحدث في الحضانة.

5. شكاوى مستمرة أو سلوك غير عادي: إذا كان طفلك يشتكي بشكل مستمر من الحاضنة أو يظهر سلوكًا غير عاديًا مثل رفض الذهاب إلى الحاضنة أو البكاء الشديد عند التوديع، فقد يكون هناك سبب للقلق.

إذا لاحظت أي من هذه العلامات، ينبغي عليك أن تتحدث إلى المشرفين على الحضانة وتبحث عن تفسير لهذه العلامات وتأكيد سلامة طفلك. قد تكون هناك أسباب أخرى لهذه العلامات، ولكن من الأفضل أن تتصرف بحذر وتحقق بالشكل الصحيح.

مع أية أجيال تعمل الحاضنات؟

عادةً تتراوح أعمار الأطفال بين بضعة أسابيع وحتى أربع سنوات. تهدف الحاضنات إلى توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، حيث يتعلمون المهارات الاجتماعية واللغوية والحركية. تشمل الأنشطة التي يشارك فيها الأطفال في الحضانة مثل اللعب والغناء والقصص والحرف اليدوية واللعب في الهواء الطلق وغيرها. قد تتضمن الحضانة أيضًا تقديم وجبات غذائية ورعاية صحية أساسية للأطفال. يساعد تواجد الأطفال في الحضانة على تطوير مهارات التعاون والتحمل والاستقلالية، ويمنح الآباء والأمهات الفرصة للعمل أو المشاركة في الأنشطة الأخرى خلال فترة رعاية الأطفال.

استنتاج عام:

بالرغم من وصول الكثيرات من المربيات لمستوى تعليمي رفيع المستوى من التعليم، ولكن هنالك فرق كبير بين التطبيق للنظريات والممارسة المهنية، نحن لا نزال نلحظ أن إنسانية وتفهم وأسلوب المربية له فرق كبير عند الكثيرات، ولكن مهنة معلمات الحضانة هي مهنة مقدسة تحتاج إلى أن تكون في داخلها الرحمة والمحبة والضمير والرأفة والحنان والإيجابية في التعامل والتسامح وغيرها من الصفات التي يجب أن تتوفر في المربية أولا لكي يحبها الأطفال ويقبلون إليها برغبة.