15/02/2016 - 12:51

رحيل الأديب الفلسطينيّ سلمان ناطور

يعدّ رحيل الأديب الفلسطينيّ سلمان ناطور خسارة للثّقافتين الفلسطينيّة والعربيّة، فقد خصّص الأديب قلمه لتوثيق الذّاكرة الفلسطينيّة، قصص ناسها والمكان، وقيم الإنسانيّة والوطنيّة، في الأدب والمسرح والمقالات الثّقافيّة، وفي نهج حياته.

رحيل الأديب الفلسطينيّ سلمان ناطور

أعلن اليوم، الإثنين، 15 شباط (فبراير) 2016، عن وفاة الأديب الفلسطينيّ سلمان ناطور (67 عامًا) من قرية دالية الكرمل، بعد معاناته من وعكة صحيّة أُصيب بها في الأيّام الأخيرة.

وكان ناطور قد نقل إلى مستشفى الكرمل قبل أيّام، وخضع لعمليّة جراحيّة في القلب، إلّا أنّ تدهورًا طرأ على حالته في السّاعات الأخيرة، أدى إلى وفاته.

وعُلم أنّ مراسيم الوداع ستجري اليوم، الإثنين، على النّحو التّالي: وصول الجثمان السّاعة الثّالثة إلى بيته في دالية الكرمل، وعند السّاعة السّادسة ستُلقى النّظرة الأخيرة عليه، وعند السّاعة السّابعة ستقام الصّلاة، ومن ثمّ يؤخذ إلى المقبرة.

خسارة للثّقافة الفلسطينيّة

يعدّ رحيل الأديب الفلسطينيّ سلمان ناطور خسارة للثّقافتين الفلسطينيّة والعربيّة، فقد خصّص الأديب قلمه لتوثيق الذّاكرة الفلسطينيّة، قصص ناسها والمكان، وقيم الإنسانيّة والوطنيّة،’ في الأدب والمسرح والمقالات الثّقافيّة، وفي نهج حياته.

يقول سلمان ناطور في 'ذاكرة':

'ستخونني الذّاكرة وأفقدها يومًا بعد يوم، وقد يأتي يوم أسود فأجد نفسي بلا ذاكرة. مجرّد جسد يتحرّك إلى لا مكان. أهيم في الشّوارع المزدحمة أو في الوعور الخالية أبحث عن أرنب أسأله: أين أسكن؟ ويخاف منّي الأرنب فأركض خلفه، أهيم إلى أن يعثر عليّ صياد، كان يومًا ما رفيق طفولة أخذ الحياة على علّاتها واستقى منها فرحتها فصان ذاكرته. ويمسك بيدي، أنا الّذي ناطح طواحين الهوا، ففقد ذاكرته وصار لا شيء. تمامًا لا شيء. ويأخذني إلى البيت الّذي وُلدت فيه ويسلّمني إلى أهلي، ثمّ يعود هو إلى بيته ليحدّث أهله عن شيخ فقد الذّاكرة، ويقول متفاخرًا أمامهم: لولاي لأكلته الضّباع. ستأكلنا الضّباع إن بقينا بلا ذاكرة. ستأكلنا الضّباع.'

في سطور

أنهى سلمان ناطور دراسته الثّانوية في بلدته، دالية الكرمل، ثمّ واصل دراسته الجامعيّة في القدس ثمّ في حيفا. درس الفلسفة العامّة، وعمل في الصّحافة منذ عام 1968 حتّى 1990، وحرّر الملحق الثّقافيّ في جريدة الاتحاد الحيفاويّة ومجلة الجّديد الثّقافيّة.

حاضر في مواضيع الثّقافة الفلسطينيّة، وحرّر مجلة 'قضايا إسرائيليّة' الّتي تصدر عن مدار المركز الفلسطينيّ للدّراسات الإسرائيليّة في رام الله.

أدار ناطور معهد إميل توما للدّراسات الفلسطينيّة الإسرائيليّة في حيفا، وشارك في تأسيس وإدارة عدد من المؤسّسات العربيّة، من بينها: الرّئيس الأوّل لاتّحاد الكتّاب العرب، وجمعيّة تطوير الموسيقى العربيّة، ورئيس مركز إعلام للمجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل، ورئيس حلقة المبدعين العرب واليهود ضدّ الاحتلال ومن أجل السّلام العادل، وعضو إدارة مركز عدالة.

صدر له حوالي ثلاثين كتابًا، من بينها كتاب باللّغة العبريّة وأربعة كتب للأطفال، وخمس ترجمات عن العبريّة. مثّل الثقافة الفلسطينيّة في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العربيّة والأجنبيّة.

التعليقات