اكتشاف النفق: تراجع الردع وتعاظم قدرات المقاومة

محلل إسرائيلي: ضباط الجيش الإسرائيلي تحدثوا الأسبوع الماضي عن تراجع العمليات إلا أن الانفجار في الحافلة كان صفعة على وجنتهم

اكتشاف النفق: تراجع الردع وتعاظم قدرات المقاومة

وصف ضباط في الجيش الإسرائيلي النفق الذي حفرته حماس ويمتد من داخل قطاع غزة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بأنه فريد من نوعه في العالم، واعترفوا بأنه من الصعب كشف الأنفاق الأخرى، في ظل تقديرات أن حماس حفرت عدد من الأنفاق كالذي كشف عنه أمس.

وأشارت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' اليوم، الثلاثاء، إلى أن الجيش الإسرائيلي اكتشف النفق قبل عشرة أيام تقريبا، وأن طوله يصل إلى حوالي كيلومترين وعمقه يزيد عن ثلاثين مترا. ومخرج النفق داخل الأراضي الإسرائيلية على بعد عشرات الأمتار عن الشريط الحدودي مع القطاع. وبسبب عمق النفق فإنه كان من الصعب اكتشافه.

ويحاول الجيش الإسرائيلية معرفة ما إذا كان هذا النفق قد حفر قبل العدوان الأخير على غزة، في صيف العام 2014، أم بعده، وأين يقع مدخل النفق داخل القطاع.

ورغم أن الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن تطوير آلة لكشف الأنفاق، إلا أن الرقابة تمنع نشر تفاصيل كثيرة حولها، باستثناء أن فيها مجسات قادرة على رصد أخف اهتزاز في باطن الأرض. ورغم ذلك، فإنه من الصعب اكتشاف كافة الأنفاق التي حفرتها حماس، وحتى تلك التي تمتد إلى إسرائيل. وقالت 'يديعوت' إن المشكلة تكمن في المكان الذي لا توفر فيه التكنولوجيا ردا، وفي هذه الحالات ثمة حاجة إلى جمع معلومات استخبارية كثيرة وتنفيذ مهام عسكرية.

إلا أن الإسرائيليين فوجئوا من النفق وحجمه وطبيعته. ونقلت صحيفة 'معاريف'، اليوم، عن ضابط كبير في قيادة الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، قوله إنه 'عثرنا على نفق أول منذ عملية الجرف الصامد، وهذه ثمرة أولى لمجهود حماس منذ الجرف الصامد. ويتعين علينا أن ندرس النفق وتحويل الاكتشاف إلى طريقة من أجل العثور على أنفاق أخرى في الأشهر القريبة'.

وأردف الضابط نفسه أن 'هذا النفق عميق جدا وله قدرات لم نشهد مثيلا لها في العالم. ونحن نبحث عن فراغات بموجب معلومات من مواطنين، على عمق 30 و40 مترا'.  

لا ردع إسرائيلي

تبرر إسرائيل استخدامها للقوة المفرطة في الحروب، كما حدث في العدوان الأخير على غزة، وقبل ذلك في حرب لبنان الثانية وبات يسمى في إسرائيل 'عقيدة الضاحية'، بأنها تريد إحداث ردع. لكن النتيجة هي أنه في أعقاب أي عدوان إسرائيل، استأنفت حماس، أو حزب الله في حالة لبنان، تطوير قواتها والاستعداد لمواجهة عدوان إسرائيلي آخر.

في مقال بعنوان 'هم لا يخافون'، في إشارة إلى حماس والمقاومة عموما في غزة، كتب محلل الشؤون الاستخبارية والأمنية في 'يديعوت'، رونين برمان، اليوم، أن حكومة بنيامين نتنياهو تذرعت عندما شنت العدوان على غزة بالحاجة إلى تدمير الأنفاق وتجديد الردع. وفي نهاية العدوان، أكدت أن الجيش الإسرائيلي دمر كافة الأنفاق الهجومية، 'وهذا الادعاء، مثل إدارة العملية العسكرية كلها، بحاجة إلى تحقيق'. ونقل برغمان عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله في اجتماع هيئة سرية إن 'الحقيقة الكاملة عن إدارة الحرب مرعبة أكثر'.

ووفقا لبرغمان فإن 'خطا مباشرا يربط بين انتفاضة السكاكين، مشروع أنفاق حماس الهجومية، وعدد لا نهائي من إحباط عمليات حماس التي كشفها الشاباك والعملية (انفجار الحافلة) في القدس. وإسرائيل تفقد مدماكا تلو الآخر في قدرتها على الردع، ولا تجد حكومتها أي مخرج'.

اقرأ/ي أيضًا | نتنياهو يدعي أن اكتشاف النفق بفضل تطور تكنولوجي فريد

وأشار برغمان إلى أن ضباطا تحدثوا مؤخرا عن تراجع العمليات إلا أن 'الانفجار في الحافلة كان صفعة على وجنتهم'.     

 

التعليقات