12/08/2016 - 20:27

استنكار عقب حظر المايوه الشرعي في كان

مشيرا أن قراره لا يحظر الرموز الدينية، من قبيل الحجاب وغطاء الرأس اليهودي (كيباه) أو الصليب، بل يمنع لباسا يرمز للتطرف الإسلامي

استنكار عقب حظر المايوه الشرعي في كان

أثار قرار بلدية مدينة "كان" الواقعة جنوبي فرنسا، حظر ارتداء زي البحر (المايوه) الشرعي المعروف باسم "البوركيني" على شواطئ المدينة، بحجة "احترام العلمانية ودعم الجهود الأمنية"، استنكار مؤسستين أهليتين و"مرصد العلمانية" الحكومي في البلاد.

ويحظر قرار دافيد لسنار، رئيس البلدية الذي صدر أمس الخميس، "ملابس الشاطئ التي تعرض بتفاخر الانتماء الديني، ومن شأنها خلق مخاطر قد تؤدي إلى الإخلال بالنظام العام"، في حين أن "فرنسا وأماكن العبادة فيها تعتبر هدفًا للهجمات الإرهابية”.

ولا يعد "البوركيني" الذي ترتديه المسلمات الملتزمات، وفق القرار، زيًا "يحترم الأخلاق الحميدة، والعلمانية، ويراعي قواعد النظافة وأمن أماكن السباحة التابعة للمجال العمومي البحري”.

وفي تصريح لصحيفة "نيس ماتان" (محلية)، برر لسنار قراره بالقول "ليس لدي الوقت أو الرغبة للدخول في هذا الجدل. اتخذت القرار، مع جملة أخرى من القرارات من أجل حماية مدينتي في إطار حالة الطوارئ"، مشيرا أن قراره "لا يحظر الرموز الدينية، من قبيل الحجاب وغطاء الرأس اليهودي (كيباه) أو الصليب، بل يمنع لباسا يرمز للتطرف الإسلامي”.

تجدر الإشارة أن حالة الطوارئ أُعلنت في فرنسا منذ هجمات العاصمة باريس، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015‎، وتم تمديدها 3 أشهر إضافية بعد هجوم مدينة نيس (جنوب) تموز/يوليو الماضي.

ولم تتأخر ردود الفعل المستنكرة للقرار، على مواقع التواصل الاجتماعي، من جانب الجمعيتين الفرنسيتين "اتحاد مسلمي الجنوب"، و"التجمع ضد الإسلاموفوبيا"، فضلا عن "مرصد العلمانية" الحكومي الذي اعتبر أن "حظر ارتداء الـ(بوركيني)، يمثل عقبة أمام مبدأ العلمانية”.

وتعليقًا على القرار، قالت فائزة بن محمد، المتحدثة باسم "اتحاد مسلمي الجنوب" على صفحتها الرسمية بموقع "تويتر": "عندما نتحدث عن العنصرية النظامية والمؤسساتية، نحن لا نتوهم. وخير مثال على ذلك يأتي من (كان) عبر قرار العار هذا!”.

وأشارت بن محمد أن "رئيس بلدية المدينة لم يعارض قدوم ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، الصيف الماضي إلى (كان)، رغم طلبه خصخصة بعض شواطئ المدينة من أجل الوفد المرافق له”.

وأضافت الناشطة المسلمة، في الاتجاه ذاته "هذه الإجراءات لا تستهدف أميرة سعودية ثرية، بل أمًا محجبة كل ما تريده هو اصطحاب أطفالها للاستمتاع على الشاطئ”.

ودعت بن محمد، كل امرأة يُتخذ في حقها أي إجراء قانوني على خلفية القرار، للاتصال بالاتحاد من أجل النظر في رفع القضية أمام المحكمة الإدارية.

من جانبه، كتب مروان محمد، رئيس "التجمع ضد الإسلاموفوبيا" على موقع "تويتر" أن منظمته تلقت استنكار العديد من مستخدمي الانترنت بعد "القرار المثير للجدل لرئيس البلدية"، قائلا: "محامونا يدرسون الإجراءات التي يمكن اتخاذها" في هذا الخصوص.

وفي المقابل، شجب "مرصد العلمانية"، الذي يساعد السلطات الفرنسية في جهودها الرامية إلى ضمان احترام مبدأ العلمانية في فرنسا، على صفحته الرسمية بـ"تويتر"، قرار رئيس البلدية، بالقول: "إذا تقررت قيود على ملابس الأشخاص، ففي هذه الحالة لا نستطيع الارتكاز على مبدأ العلمانية “.

ويأتي قرار حظر ارتداء "البوركيني" على شواطئ "كان"، بعد بضعة أيام من جدل طرحه عدد من النواب الفرنسيين بخصوص "يوم البوركيني" بمنطقة بينز-ميرابو، جنوبي البلاد الذي كانت جمعية النساء المسلمات "سمايل 13" تنوي تنظيمه في الحديقة المائية بالمدينة، في 10 أيلول/سبتمبر المقبل.

وتم إلغاء "يوم البوركيني" من قبل رئيس البلدية، عقب ردود الفعل الرافضة لهذه التظاهرة والتهديدات التي تلقتها الجمعية.

اقرأ/ي أيضًا| ريو 2016: غضب الإعلاميين لانقطاع الإضاءة رغم الكهرباء

والبوركيني، بدلة سباحة تغطي كامل الجسم ماعدا الوجه واليدين والقدمين ولاقت رواجًا كبيرًا لدى المسلمات، وهي مطاطية بما يكفي للمساعدة في السباحة.

التعليقات