الجزائر تنتظر رد الرئاسة على الرفض الشعبي لترشيح بوتفليقة

تنتظر الجزائر رد المعسكر الرئاسي على التظاهرات الحاشدة رفضا لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات 18 نيسان/أبريل والتي يتعين ان يقدم بوتفليقة ملف ترشحه لها، غدا الأحد، آخر يوم ضمن المهلة القانونية لذلك.

 الجزائر تنتظر رد الرئاسة على الرفض الشعبي لترشيح بوتفليقة

حراك شعبي بالجزائر رافض لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة (أ.ب)

تنتظر الجزائر رد المعسكر الرئاسي على التظاهرات الحاشدة رفضا لترشح الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة في انتخابات 18 نيسان /أبريل، والتي يتعين أن يقدم بوتفليقة ملف ترشحه لها، غدًا، الأحد، آخر يوم ضمن المهلة القانونية لذلك، فيما أعلن حزب العمال الجزائري عن مقاطعته للانتخابات.

ولم يعلق حتى الآن أي مسؤول جزائري على التظاهرات الحاشدة للجزائريين، حيث نزلوا بكثافة إلى الشارع تعبيرا عن رفضهم ولاية خامسة لبوتفليقة الذي يبلغ  من العمر 82 عاما.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وسائل إعلام غربية أن صحة بوتفليقة تدهورت بشكل كبير جدًا.

إرجاء محتمل للانتخابات

من جهتها، رجّحت مصادر جزائريّة لصحيفة "العربي الجديد" اللندنيّة أن تطرح أوضاع بوتفليقة الحرجة "احتمالًا أكيدا لإنهاء المسار الانتخابي في الجزائر وإرجاء الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 نيسان/ أبريل المقبل، وتفعيل المادة 102 من الدستور والتي تعني إقرار شغور منصب رئيس الجمهورية وإحالة صلاحياته الدستورية إلى رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، لمدة 45 يوما، قبل أن يتم استدعاء الهيئة الناخبة لإجراء انتخابات رئاسية جديدة في غضون الـ 90 يوما اللاحقة".

وبحسب "العربي الجديد"، فإن مراقبين توقعوا أن تقر السلطات الجزائرية بحرج الوضع الصحي لبوتفليقة في غضون الساعات المقبلة، عبر إصدار بيان من الرئاسة الجزائرية بشأن التطورات. كما لوحظ نشر أعداد إضافية من قوات الدرك الوطني في العاصمة الجزائرية بشكل لافت.

ولم يعلن الرئيس الموجود في سويسرا منذ ستة أيام رسميا، لإجراء "فحوص طبية دورية"، موعد عودته إلى البلاد قبل أقل من 48 ساعة من انقضاء المهلة القانوني لتقديم ملف الترشح منتصف ليل الأحد. لكن لا يوجد مسوغ قانوني يجبر المرشح للتقدم شخصيا بملفه إلى المجلس الدستوري.

وقال النائب وعضو المكتب السياسي لحزب العمال الجزائري، رمضان يوسف تاعزيبت، لفرانس برس "باستثناء امتناع عضوين، صوت كافة أعضاء اللجنة المركزية لصالح عدم المشاركة في الانتخابات"، كما أن الحزب لن يقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية في 18 نيسان/أبريل، ما يحدث للمرة الأولى منذ 2004.

إقالة سلال من منصبه بعد تهديده المتظاهرين

ورغم ما أشيع عن سوء حالته الطبيّة، أقال بوتفليقة مديرَ حملته الانتخابية، عبد المالك سلّال، حسب ما نقلت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية، بعد يومين من تسجيل صوتي مسرّب للسلّال هدّد فيه المتظاهرين ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.

ومنذ يومين تداول ناشطين على موقع "فيسبوك" تسجيلا صوتيا تسرب عن لقاء جمع سلّال وهو رئيس وزراء سابق، مع علي حدّاد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات (أكبر تنظيم لرجال الاعمال في الجزائر) أثار جدلا في البلاد.

وظهر سلّال خلال التسجيل وهو ينتقد وزراء بسبب تخوفهم من الحراك الشعبي، كما أنه تحدى المتظاهرين بالسلاح في حال احتجوا على لقاء كان سينشطه مع جمعيات الزوايا (تجمع للطرق الصوفية الدينية‎)، بمدينة الجلفة جنوب العاصمة.

وباستثناء الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الذي أعلن نيته الترشح لولاية خامسة، لم يؤكد أي مرشح بارز حتى الآن ترشحه.

ومع إعلان نيته الترشح في 10 شباط/فبراير كان بوتفليقة أنهى أشهرا من التخمينات بهذا الشأن، لكن الإعلان أدى إلى حركة احتجاجات ضد النظام لا سابق لها منذ توليه الحكم في 1999.

مرشّحون محتملون... وانسحابات

وأضاف المسؤول في حزب العمال "من واجب الحزب أن يأخذ في الاعتبار المسار الثوري الجاري في البلاد. هناك ملايين الجزائريين الذين يطالبون برحيل هذه المنظومة، وهذه الانتخابات الرئاسية لا يمكن أن تستجيب لهذا التطلع الحقيقي للتغيير".

وتابع تاعزيبت "إذا تم الإبقاء على الجدول الانتخابي كما هو، فإن البلاد عرضة لمخاطر كبرى. لا يمكننا المشاركة في أمر ينذر بإغراق البلاد فيما لا يمكن إصلاحه".

وكانت لويزا حنون الأمينة العامة للحزب ترشحت للانتخابات الرئاسية في 2004 و2009 و2014، وحصلت على نسب ضئيلة من الأصوات (بين 1 و4,2 بالمئة).

من جهة أخرى، ينتظر أن يعلن علي بنفليس أبرز منافسي بوتفليقة في انتخابات 2004 و2014 ورئيس وزرائه الأسبق، الأحد، عن قراره بالترشح من عدمه.

أما اللواء المتقاعد علي الغديري الذي دخل فجأة عالم السياسة في نهاية 2018 دون أن يكون لديه حزب أو تاريخ عسكري معروف، فقد أعلن ترشحه واعدا بإقامة "جمهورية ثانية" في الجزائر، لكنه متكتم جدا منذ عدة أسابيع.

من جهته، رشح أبرز حزب إسلامي "حركة مجتمع السلم" الذي كان انسحب من الائتلاف الرئاسي في 2012، رئيسه عبد الرزاق مقري للاقتراع. لكنه لم يقدم حتى الآن ملف ترشحه.

 

التعليقات