صالح يدعو التحالف لوقف الهجمات واليمنيين لمواجهة الحوثيين

بعد فشل الوساطات للتهدئة في اليومين الأخيرين، دعا صالح التحالف إلى وقف الهجمات ورفع الحصار عن اليمن كما دعا أنصاره إلى العودة لمعسكراتهم لمواجهة مسلحي الحوثي بينما دعا الحوثي إلى الكف عن "التهور والتصرف اللامسؤول بدون مبرر"..

صالح يدعو التحالف لوقف الهجمات واليمنيين لمواجهة الحوثيين

موقع جرى استهدافه في صنعاء (من الأرشيف)

دعا الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، اليوم السبت، التحالف بقيادة السعودية إلى وقف الهجمات ورفع الحصار عن اليمن، كما دعا اليمنيين إلى "الدفاع عن أنفسهم" ضد الحوثيين. وفي المقابل، دعا عبد الملك الحوثي، ردا على تجدد الاشتباكات، إلى "الكف عن التهور اللامسؤول، والتصرف الذي لا مبرر ولا داعي له".

تأتي الدعوة في وقت تدور فيه اشتباكات في العاصمة صنعاء بين أنصار صالح والحوثيين المتحالفين معه.

وقال صالح في كلمة عبر التلفزيون "أدعو الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم، ويرفعوا الحصار، وأن يفتحوا المطارات وأن يسمحوا للمواد الغذائية وإسعاف الجرحى، وسنفتح معهم صفحة جديدة للتعامل معهم بحكم الجوار وسنتعامل معهم بشكل إيجابي، ويكفي ما حصل في اليمن".

وقال التحالف بقيادة السعودية في اليمن، يوم السبت، في تصريحات أوردتها قناة "الحدث" المملوكة لسعوديين إنه يثق بأن زعماء حزب المؤتمر الشعبي العام، بزعامة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، سيعودون إلى ”المحيط العربي".

وكان قد دعا حزب المؤتمر اليمني، الذي يترأسه صالح، اليوم، اليمنيين إلى التحرك لـ"الدفاع عن أنفسهم" ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وذلك بعد أن سيطرت القوات الموالية لـ"صالح" على معسكر 48 القاعدة الرئيسية لقوات الحرس الجمهوري في صنعاء.

وأعلن الحزب، في بيان اليوم، فشل الوساطات التي سعت إلى التهدئة خلال اليومين الماضيين، وقال إنه "يدعو أبناء "الشعب اليمني"، في كل مناطق ومحافظات الوطن، وفي المقدمة رجال القبائل الشرفاء لأن يهبوا للدفاع عن أنفسهم وعن وطنهم وعن ثورتهم وجمهوريتهم ووحدتهم التي تتعرض اليوم لأخطر مؤامرة يحيكها الأعداء، وينفذها أولئك المغامرون من حركة أنصار الله". على حد قوله.

وكال الحزب عدداً من الاتهامات للحوثيين، وقال إنهم "لم يكتفوا بما ارتكبوه في حق المواطنين من جرائم وممارسات ضاعفت من معاناتهم وزادتهم فقرا وبؤسا وجوعا وحرمانا، وفي مقدمة تلك الممارسات والجرائم قطع مرتبات الموظفين لمدة تزيد عن سنة كاملة، والتسبب في ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، واختفاء السلع الضرورية لحياة الإنسان، بالإضافة إلى ابتزاز التجار وأصحاب رؤوس الأموال وتجار الوسط والتجزئة والباعة المتجولين، واختلاس مبالغ كبيرة منهم وبشكل مستمر تحت مبررات ومسميات وذرائع ما أنزل الله بها من سلطان".

في سياق مواز، دعا صالح اليوم، الجنود المنتمين للوحدات العسكرية الموالية له والذين سبق استبعادهم، إلى العودة لمعسكراتهم، في رسالة ضمنية لمواجهة مسلحي "الحوثي".

وقالت قناة "اليمن اليوم" المملوكة لصالح، إن الرئيس السابق "وجه نداءً لضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن بالعودة إلى أعمالهم ومعسكراتهم".

في المقابل، دعا عبد الملك الحوثي، إلى "الكف عن التهوّر اللامسؤول والتصرف الذي لا مبرر ولا داعي له"، تعليقاً على تجدد الاشتباكات اليوم.

ووصف "الحوثي" في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أحداث صنعاء بأنها "اختراق نجح فيه الأعداء في التأثير على أصحاب القرار هناك، وانزلقوا إلى هذا المنعطف الخطير"، في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام.

وقال زعيم الحوثيين "أناشد رئيس حزب المؤتمر بأن يكون أعقل وأنضج وأرشد من تلك المليشيات، وأن يتفاعل إيجابياً مع جهود إيقاف الفتنة".

وأضاف "أحذر بجد من الاستمرار في هذا المسار التخريبي، وأدعو الدولة لتحمل مسؤولياتها لفرض الأمن والاستقرار".

في السياق نفسه، قال القيادي حسين العزي إن "بيان حزب صالح فضح خط العمالة داخل الحزب وهو امتداد لمؤتمر هادي وبن دغر".

واتهم العزي عبر صفحته على "تويتر" حزب صالح بإعلان الحرب "من عمق العاصمة"، واصفاً ذلك بـ"وقاحة تستوجب التأديب ولن تمر".

وجاءت هذه التراشقات في ظل الحرب المشتعلة في صنعاء، منذ ساعات بين الطرفين، عقب انهيار تهدئة، حاولت احتواء التصعيد الذي تفجر يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

وسرت أنباء عن تمكن القوات الموالية للمخلوع، علي عبد الله صالح، من السيطرة على مواقع ومعسكرات في جنوب العاصمة.

وأفاد سكان لـ"العربي الجديد"، أن المواجهات مستمرة منذ منتصف الليلة الماضية، وحتى صباح اليوم، في أكثر من شارع بصنعاء، وتحديداً في مناطق حدة، وصولاً إلى شوارع "الزبيري"، و"الجزائر"، و"عمّان"، ونقاط متفرقة جنوب العاصمة.

وشهدت الاشتباكات استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وخصوصاً في المنطقة الواقعة في الخط الدائري، قرب شارع صخر، وكانت الاشتباكات تراجعت وتيرتها لنحو ساعتين، إلا أنها عادت بوتيرة أقوى، مع أذان صلاة الفجر في صنعاء.

التعليقات