تونس: انطلاق محاكمات متهمين مقربين من بن علي

انطلقت في قاعدة العوينة العسكرية قرب تونس اليوم الثلاثاء، محاكمة أكثر من عشرين متهما من عائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بينهم عماد الطرابلسي، بتهم تتعلق بالفساد واستغلال النفوذ.

تونس: انطلاق محاكمات متهمين مقربين من بن علي

 

انطلقت في قاعدة العوينة العسكرية قرب تونس اليوم الثلاثاء، محاكمة أكثر من عشرين متهما من عائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بينهم عماد الطرابلسي، بتهم تتعلق بالفساد واستغلال النفوذ.

وقال رئيس المحكمة فوزي جبيلي، إن المحاكمة تشمل 35 متهما، غير أن الذين وقفوا أمام المحكمة اليوم الثلاثاء هم فقط عناصر من جماعة بن علي يوجدون رهن الاعتقال، وعددهم 23 (14 رجلا وتسع نساء)، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

هذا وقررت الدائرة الجنائية التابعة للمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، برئاسة القاضي فوزي الجبالي، مساء اليوم، تأجيل النظر بالقضية المرفوعة ضد هؤلاء إلى الثاني من آب/أغسطس المقبل.

وقال مصدر قضائي إن قرار التأجيل جاء "استجابة لطلب الدفاع"، لكنه أشار إلى أن القاضي رفض بالمقابل طلبا آخر من الدفاع بإطلاق سراح عدد من الموقوفين.

المدير العام السابق للامن الرئاسي ضمن المتهمين

وكان من بين الماثلين أمام القضاء، الجنرال علي السرياطي، المدير العام السابق للأمن الرئاسي، مثلوا اليوم موقوفين أمام القاضي لمحاكمتهم بالقضية المعروفة في تونس باسم "قضية مطار قرطاج".

ويوجد من بين المتهمين شقيقا زوجة الرئيس ليلى الطرابلسي وعدد من أبنائهما، الذين اعتقلوا في الرابع عشر من يناير/كانون ثاني الماضي، حيث يقبعون حاليا في سجن داخل قاعدة "العوينة" العسكرية الجوية، بتونس العاصمة.

ويواجه المتهمون العديد من التهم، منها محاولة عبور الحدود بشكل غير شرعي، وتهريب نقد أجنبي وذهب ومجهورات.

هذا وأوقف علي السرياطي، المقرب من ليلى طرابلسي، زوجة الرئيس المخلوع، غداة رحيل هذا الأخير في 14 كانون الثاني/يناير بعد الثورة الشعبية، وهو ملاحق بتهمة التواطؤ لإخراج عملات من البلاد بشكل غير قانوني.

وروى علي السرياطي في الجلسة، أنه تم إصدار جوازات سفر مزورة في القصر الرئاسي لعائلة بن علي حصرا، وقد فر الرئيس المخلوع إلى السعودية تحت ضغط الحركة الثورية في 14 كانون الثاني/يناير.

واعتقل السرياطي في اليوم نفسه في العوينة، المطار العسكري في تونس العاصمة، الذي أقلع منه بن علي، وكانت للفريق الامني الرئاسي الذي كان يقوده السيطرة التامة على بقية الأجهزة الأمنية، وكان السكان يخشونه.

يشار إلى أن السلطات التونسية كانت ألقت القبض على هؤلاء الأشخاص بمطار تونس قرطاج الدولي، أثناء محاولتهم الفرار عقب الإعلان عن مغادرة الرئيس بن علي تونس، هربا من الثورة الشعبية التي أطاحت بنظامه، وهم متهمون بالهروب وحيازة عملات بصورة غير قانونية، وهم محتجزون حاليا في قاعدة العوينة العسكرية.

سلسلة محاكمات لمقربين من بن علي وأصهاره

وشهدت تونس في الفترة الأخيرة سلسلة من محاكمات لمقربين من بن علي وأصهاره، كان آخرها محاكمة صهره صخر الماطري وابنته نسرين، يوم 21 يوليو/تموز الجاري.

وكان عماد الطرابلسي، ابن شقيق زوجة بن علي والمقرب منها، أول أفراد عائلة الرئيس المخلوع الذي تدينه المحكمة الابتدائية في مايو/أيار بالسجن سنتين مع النفاذ، بتهمة حيازة مخدرات، ورفعت العقوبة في 25 يونيو/حزيران إلى أربع سنوات في محكمة الاستئناف.

ويعرف عماد الطرابلسي بأنه أحد أبرز رموز الفساد في عهد بن علي، ضمن ما يعرف بمافيا الطرابلسية، ويشار لتورطه بقضايا تهريب ورشوة وسلب أملاك.

وسيحاكم الرئيس المخلوع، الذي أدين غيابيا في محاكمتين بالسجن خمسين عاما، مجددا، في 28 يوليو/تموز مع ابنته نسرين وزوجها صخر الماطري، بتهمة الفساد والتزوير العقاري.

ومنذ انطلاق محاكمته غيابيا في يونيو/حزيران الماضي، صدر في حق بن علي وزوجته حكما يقضي بسجنهما لمدة 35 عاما، وغرامة تفوق قيمتها خمسين مليون دولار، بتهمة الاستيلاء على أموال عامة.

كما صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة حيازة أسلحة ومخدرات، ويواجه بن علي في المجمل نحو 120 تهمة بالاستيلاء على الأموال العامة، وصولا إلى القتل والخيانة.

ويذكر أن هذه المحاكمات تتزامن مع إحياء التونسيين الذكرى الرابعة والخمسين لإعلان الجمهورية، وهي الذكرى الأولى بعد الثورة.

التعليقات