الأمم المتحدة: "انهيار كامل للإنسانية" في حلب

اتهمت الأمم المتحدة الجيش السوري بقتل 82 مدنيا على الأقل أمس الإثنين في شرق حلب

الأمم المتحدة: "انهيار كامل للإنسانية" في حلب

اتهمت الأمم المتحدة الجيش السوري بقتل 82 مدنيا على الأقل أمس الإثنين في شرقي حلب، وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ظهر اليوم الثلاثاء، إن على الحكومة السورية أن تحمي حق الحياة لكل المدنيين والمقاتلين الذين استسلموا وألقوا السلاح أو توقفوا عن القتال. وأكد الناطق: الأمر يبدو 'انهيارا كاملا للإنسانية' في حلب.

ودعا رئيس مجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الانسانية، والتابعة للامم المتحدة في سورية، روسيا والحكومة السورية إلى الموافقة على وقف إطلاق النار في حلب، حتى يتلقى المصابون العلاج. وقال يان إيجيلاند على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي 'تويتر': 'دعوتنا العاجلة والمتجددة لروسيا (و) دمشق: أوقفوا إطلاق النار اليوم حتى تسمحوا لنا بإجلاء المصابين وغيرهم من الأشخاص المعرضين للخطر، من بين الحطام في حلب'.

كما قال إن موسكو ودمشق 'مسؤولتان عن جميع الفظائع التي ترتكبها الميليشيات المنتصرة... حاليا في حلب'.

وفي أنقرة، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش، ظهر اليوم الثلاثاء، إن بلاده ستكثف اتصالاتها مع روسيا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في مدينة حلب.

وقال الوزير التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره التشيكي في أنقرة 'اليوم، غدا وكل يوم، سنكثف محادثاتنا مع روسيا ودول أخرى من أجل التوصل إلى حل لهذه المأساة الانسانية... ستتواصل جهودنا، أساسا للسماح للمدنيين بالمغادرة ومن أجل وقف إطلاق النار'.

وفي السياق ذاته، قال مصدر عسكري سوري اليوم الثلاثاء إن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا بشكل كامل على جميع أحياء مدينة حلب التي انسحب منها مقاتلو المعارضة.

وانهارت دفاعات المعارضة أمس الاثنين مما أدى لتقدم واسع للجيش في أكثر من نصف الجيب المتبقي تحت سيطرة المعارضة في حلب وأجبر مقاتلي المعارضة إلى التقهقر إلى بضعة أحياء على الضفة الغربية من نهر حلب.

وبالنسبة لقوات المعارضة سيمثل ذلك خسارة فادحة وسيحرمها من أي وجود كبير في أي مدينة سورية رئيسية. وما زالت المعارضة تسيطر على معظم ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب الواقعة أيضا شمال غرب البلاد.

وقالت مراسلة رويترز في المدينة إنه بعد أيام من القصف المكثف للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، انخفضت وتيرة القصف والضربات الجوية بشكل واضح في وقت متأخر أمس الاثنين وطوال الليل.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، قال إن القصف الصاروخي استمر على مناطق في الأحياء التي لا تزال الفصائل تسيطر عليها بالقسم الشرقي من مدينة حلب، مضيفا أن الاشتباكات استمرت إلى ما بعد منتصف ليل أمس في عدة محاور تشكل نقاط تماس في القسم المتبقي من الأحياء الشرقية في المدينة بين الفصائل المقاتلة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى.

وقال المصدر العسكري: 'وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تستعيد السيطرة بالكامل على المدينة القديمة وباب أنطاكية والكلاسة والفردوس وبستان القصر وتلاحق فلول الإرهابيين الهاربين أمام ضربات وحداتنا وهم في حالة من الذعر والهلع.'

لكن مسؤولا في الجبهة الشامية وهي إحدى جماعات المعارضة الموجودة في حلب قال من تركيا في وقت متأخر أمس إن المقاتلين فتحوا جبهة جديدة للقتال على طول نهر حلب.

واستمرت الاحتفالات في الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة طول ليلة أمس وقالت مراسلة رويترز إن الرصاص كان 'كالمطر' حيث أطلق المقاتلون طلقات نارية في الهواء للاحتفال.

ومع تغير خطوط القتال بسرعة أمس فر الألوف من السكان من القتال وحملوا كل ما يمكن من متعلقاتهم ودفع بعضهم أقاربهم على مقاعد متحركة قبل أن تبدأ عاصفة ممطرة شديدة في المساء.

-  نازحون

قالت نشرة يومية يصدرها 'مركز المصالحة' في وزارة الدفاع الروسية من قاعدة حميميم الجوية التي تستخدمها الطائرات الحربية الروسية إن أكثر من ثمانية آلاف مدني أكثر من نصفهم أطفال غادروا شرق حلب خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية.

وعرض التلفزيون الرسمي مقطعا مصورا يظهر مئات اللاجئين يسيرون في أحد الشوارع المهدمة ويرتدون ملابس ثقيلة لحمايتهم من المطر والبرد، ويحملون حقائب أو أكياس بها متعلقاتهم.

وشوهد رجل يدفع دراجة محملة بالحقائب وأسرة أخرى تجر عربة صغيرة عليها امرأة مسنة وآخر يحمل طفلة على ظهره.

وفي نفس الوقت، ظهر مراسل من قناة مؤيدة للحكومة السورية وهو يتحدث للكاميرا من جزء خاضع لسيطرة الحكومة في حلب وكان واقفا في شارع نظيف ينساب فيه المرور.

وناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني في وقت مبكر أمس جميع الأطراف بالحفاظ على حياة المدنيين.

وقال ناطق أمس إن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن قلقه بشأن تقارير غير مؤكدة عن ارتكاب أعمال وحشية مع تقدم الجيش.

وقال بيان الصليب الأحمر: 'مع وصول القتال لمستويات جديدة وسقوط المنطقة في حالة فوضى لا يجد الآلاف ممن لا يشاركون في أعمال العنف مكانا آمنا بمعنى الكلمة'.

التعليقات