تقرير: دول عربية تطالب إسرائيل بعدم وقف الحرب دون هزم حماس

"المشكلة هي أنه في غضون أيام معدودة ستجد إسرائيل نفسها تقترب من الحائط وسيتبدد الوهم بأن إسرائيل قادرة على القتال وتحرير باقي المخطوفين. وستكون هناك حاجة إلى صفقة أخرى، بدونها ستزداد المخاطر على حياة المخطوفين"

تقرير: دول عربية تطالب إسرائيل بعدم وقف الحرب دون هزم حماس

دبابات إسرائيلية عند حدود غزة، اليوم (Getty Images)

تتواصل اليوم، الخميس، وفي الأيام القليل المقبلة الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحماس، بعدما أعلنت الأخيرة أنها ستفرج عن رهائن ضمن فئة تبادل الأسرى الحالية، أي قاصرين ونساء ومسنين. وتشير التوقعات في إسرائيل إلى أن التبادل على أساس هذه الفئة سيستمر حتى مساء يوم الأحد المقبل.

وحسب تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، فإنه سيتم استئناف الحرب على غزة، وستشمل توسيع التوغل البري إلى جنوب القطاع، حيث يتكدس مليونا فلسطيني، بعدما أرغم الجيش الإسرائيلي سكان شمال القطاع على النزوح إلى جنوبه، ويعانون من كارثة إنسانية.

ويتخوف المسؤولون الإسرائيليون من أن حماس ستفرض عليهم وقف إطلاق نار طويل المدى، من خلال مفاوضات طويلة حول صفقة تبادل أسرى أكثر تعقيدا. وأفاد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، بأن بحوزة حماس "أوراق مساومة هامة جدا – قرابة مئة إسرائيلي، من الجنود والمجندات وكذلك نساء شابات ورجال".

وتوقع هرئيل أن المفاوضات حولهم "من شأنها أن تصل إلى طريق مسدود، في بداية الأسبوع المقبل على ما يبدو. وظروف كهذه ستصعد جدا احتمال استئناف الهجوم الإسرائيلي في القطاع، وبقوة بالغة".

وأشار إلى تقارير، وصفها بأنها "تكهنات بالأساس"، حول صفقة تبادل "الجميع مقابل الجميع"، وأن قطر طرحت مقترحا كهذا، ويقضي بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، مقابل جميع، "أو معظم"، الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، إلى جانب وقف إطلاق نار طويل المدى".

وصول دفعة الأسرى المحررين إلى رام الله، بعد منتصف الليلة الماضية (Getty Images)

واعتبر هرئيل أنه "حتى لو كانت هناك محادثات غير رسمية حول هذا الموضوع، فإنها لا تبدو عملية الآن. وثمة شك إذا كانت ستلقى تأييدا شعبيا واسعا في البلاد".

وتابع أن "حماس، من وجهة نظرها، حققت النصر في 7 أكتوبر"، من خلال هجومها على بلدات في "غلاف غزة" وخارجه. "وتحرير حشود من الأسرى سيرسخ مكانتها على أنها الجهة الفلسطينية، وعمليا العربية، الوحيدة التي فرضت على إٍسرائيل ذلّا مزدوجا وحققت لنفسها تأييدا كبيرا في المناطق (المحتلة) والعالم العربي".

واعتبر هرئيل أن "للقطريين مصلحة أيضا بصفقة تنقذ حكم حماس في النهاية. وهم استثمروا مليارات الدولارات في نظام يحيى السنوار، وتسوية جديدة في القطاع المدمر بمساعدتهم يمكن أن تضمن لهم موطئ قدم أكبر، اقتصادية وسياسية، في ساحل البحر المتوسط".

وأضاف هرئيل أنه في المقابل، "تتحدث الدول السنية في المنطقة بصوتين. وبشكل علني، جزء منها، مثل مصر والأردن، تلائم نفسها مع الرأي العام في بلدانهم وتندد بقتل المدنيين في عمليات رد الفعل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي. ومن وراء الكواليس، جميع قيادات المنطقة تقريبا، وبضمنها معظم دول الخليج، تطالب إسرائيل بإنهاء الحرب بهزم حماس فقط، التي ينظرون إليها كعدو داخلي خطير".

وبحسبه، فإن الولايات المتحدة "تسعى إلى فرض كوابح على خطوات عسكرية إسرائيلية، لكنها لا تحاول في هذه المرحلة أن تفرض على إسرائيل صفقة أو منعها من مواصلة العملية العسكرية في القطاع".

ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولهم إن "المشكلة هي أنه في غضون أيام معدودة ستجد إسرائيل نفسها تقترب من الحائط. وحماس ستنتهي من إعادة المخطوفين المشمولين في القائمة الأولى، الأمهات والقاصرين والمرضى والجرحى، أو ستعلن أنها لا تنجح في العثور على بعضهم".

وأشار هرئيل إلى أنه "في هذه النقطة سيتبدد الوهم بأن إسرائيل قادرة على تنفيذ كلا الأمرين، القتال وكذلك دفع تحرير باقي المخطوفين. وستكون هناك حاجة إلى صفقة أخرى، سيكون من الصعب إنجازها على إثر الثمن الذي ستطلبه حماس من إسرائيل. ومن دون صفقة، سيعمل الجيش الإسرائيلي بقوة شديدة وستزداد المخاطر على حياة المخطوفين، إن كان ذلك بسبب القتال نفسه والظروف القاسية النابعة منه أو بسبب تنكيل (أي مقاومة) محتمل من جانب حماس".

وأضاف هرئيل أن "حماس تكبدت خسائر كبيرة وأضرارا هائلة في شمال القطاع، وفقدت هناك سيطرتها المدنية، لكن يبدو أنها بعيدة عن كونها مهزومة عسكريا. ومن الجائز جدا أن يفضل السنوار المخاطرة ومواصلة القتال، انطلاقا من فرضية أن إسرائيل ستتورط وحسب في عملية عسكرية في الجنوب. ولا يمكن استبعاد إمكانية أنه حتى عندما يكون ظهره نحو الحائط لاحقا، سيفضل زعيم حماس الشهادة في المعركة".

التعليقات