جنرال إسرائيلي: اغتيال المسؤولَين الإيرانيين بدمشق هو رد على هجمات ضد إيلات

الجنرال الإسرائيلي يستبعد أن يؤدي اغتيال العميدين بالحرس الثوري الإيراني، أمس، إلى تصعيد ضد حزب الله، "واستهداف مبنى قريب من السفارة الإيرانية في دمشق هو إشارة لإيران بأن استمرار عملياتها يقرب هجوما إسرائيليا ضدها"

جنرال إسرائيلي: اغتيال المسؤولَين الإيرانيين بدمشق هو رد على هجمات ضد إيلات

حطام المبنى في دمشق الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية، أمس (Getty Images)

استبعد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، يعقوب عميدرور، أن اغتيال قياديَين في الحرس الثوري الإيراني في دمشق بغارة إسرائيلية، مساء أمس، "أن يؤدي إلى تصعيد القتال في لبنان"، بين إسرائيل وحزب الله، "لأنه ليس لدى إيران مصلحة بخوض حرب كبيرة الآن سيتضرر خلالها حزب الله بشكل كبير".

وأشار عميدرور، في مقال نشره موقع القناة 12 الإلكتروني اليوم، الثلاثاء، إلى أن إيران أقامت طوال سنين "إستراتيجية ذكية لمحاربة إسرائيل"، من خلال تطوير "قدرة نووية عسكرية"، و"حلقة نيران" حول إسرائيل، متمثلة بحسبه بحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني وميليشيات في سورية.

وجاء مقال عميدرور على خلفية مقتل 13 شخصا في الغارة الإسرائيلية، أمس، وبينهم العميدان في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حاجي رحيمي، وهما من كبار المستشارين الإيرانيين في سورية. ويشار إلى أن عميدرور تولى في الماضي منصبي رئيس مجلس الأمن القومي ورئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية.

ووفقا لعميدرور، فإنه "يصعب على إسرائيل مواجهة منظومة القوات التي أقامتها إيران حول إسرائيل. ولذلك، ثمة أهمية بالغة للقضاء بشكل مطلق على القوة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي في غزة، من أجل التوضيح للأخطبوط وأذرعه أنه إذا تجاوز الخطوط الحمراء سيدفع إسرائيل إلى شن عمليات عسكرية شديدة، إذ إن عناصر ’حلقة النيران’ القريبة من إسرائيل تسمح لها بممارسة القوة العسكرية بشدة بالغة".

السفارة الإيرانية في دمشق، أمس (Getty Images)

واعتبر أن "المبدأ الذي يوجه ’حلقة النيران’ واضح: إيران تبقى بعيدة وكأنها غير ضالعة، لأنها لا تتحمل مسؤولية مباشرة على أي عملية تنفذها أذرعها ولا توجد أي طريقة لإثبات أنها اليد التي تحركها. وهذا أخطبوط يبدو كأن مركزه ودماغه ليسا مسؤولين عن عمليات أذرعه الطويلة، ولذلك لا توجد إمكانية شرعية للعمل ضده بوسائل علنية".

وأضاف أنه "حتى لو نجحت إسرائيل من خلال عمليتها العسكرية في غزة إلى أن تقلص للحد الأدنى قدرة إيران على استخدام أذرعها في غزة، فإن إيران ستبقى خارج اللعبة، أي أنها لن تتضرر وستبقى بعيدة ومحمية".

وبحسب عميدرور، فإن الغارة على دمشق، أمس، "توضح لإيران أنه إذا صعدت عملياتها ضد إسرائيل، مثل شن هجوم من العراق ضد قاعدة سلاح البحرية في إيلات، فإنه على الرغم من عدم وجود أي إثبات على ضلوع إيران في هذا الحدث، إلا أن أي إيراني سيقترب من إسرائيل سيكون بمثابة هدف شرعي. واستهداف مبنى قريب من السفارة الإيرانية في دمشق هو إشارة قوية للغاية لإيران، مفادها أن استمرار عملياتها يقرب إسرائيل من هجوم مباشر في إيران".

وتابع أن اغتيال المسؤولين في الغارة على دمشق لن يؤدي إلى انهيار الحرس الثوري الإيراني، "لكنهم سيواجهون صعوبة أكبر في تنفيذ عملياتهم في أنحاء المنطقة المحيطة بدولة إسرائيل. ولا يوجد لدى الإيرانيين رصيد بتعيين خلف ملائم للقادة الذين تمت تصفيتهم، وحتى اليوم لم يجدوا بديلا ملائما لقاسم سليماني مثلما لم يجد حزب الله بديلا لعماد مغنية".

وتوقع عميدرور أن ترد إيران على اغتيال القياديين في دمشق "بالبحث عن هدف مؤلم ووحيد، لا يؤدي إلى تصعيد إقليمي، لكن سيكون (هذا هجوم) شديد من حيث هجم الضحايا. ويبدو لي أن العملية ضد سفارة إسرائيل في الأرجنتين بعد اغتيال أمين عام حزب الله السابق هو مثال لغاية كهذه".

وحسب عميدرور، فإن "الغارة على دمشق ينبغي فهمها على أنها جاءت على خلفية الصراع المباشر الآخذ بالتطور بين إسرائيل وإيران. وفي هذه الحالة، الاستهداف هو لعنصر هام في الإستراتيجية الإيرانية، وهو عنصر إبعاد إيران وقدرتها على التهرب من عمليات أذرعها في المنطقة. ولن تقضي هذه الغارة على الإستراتيجية الإيرانية المتبعة منذ سنوات طويلة، لكنها ستضع مصاعب أمام استمرار تنفيذها، وسيبذل الإيرانيون كل ما بوسعهم من أجل التغلب على ذلك ومواصلة أنشطتهم الهجومية، والتي أصبحت هجومية أكثر خلال الحرب في غزة".

التعليقات