16/11/2013 - 23:36

"النسوية والإسلام" على طاولة منتدى بلدنا الثقافي بجامعة تل أبيب

نظم "منتدى بلدنا الثقافي- جامعة تل أبيب"، الثلاثاء الماضي (12/11/2013)، ندوة ثقافية بعنوان "النسوية والإسلام: هل من الممكن التوفيق بينهما؟"، حضرها العشرات من طالبات وطلاب الجامعة. افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية من مركز نشاطات جمعية "الشباب العرب – بلدنا" في الجامعة، الطالب جاد قعدان، إذ عرّف الحضور بالجمعيّة واستعرض أهداف المنتدى الثقافي المتمثلة بتنشيط الحياة الثقافية والنقاش السياسي والاجتماعي حول قضايا الساعة.

نظم "منتدى بلدنا الثقافي- جامعة تل أبيب"، الثلاثاء الماضي (12/11/2013)، ندوة ثقافية بعنوان "النسوية والإسلام: هل من الممكن التوفيق بينهما؟"، حضرها العشرات من طالبات وطلاب الجامعة. افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية من مركز نشاطات جمعية "الشباب العرب – بلدنا" في الجامعة، الطالب جاد قعدان، إذ عرّف الحضور بالجمعيّة واستعرض أهداف المنتدى الثقافي المتمثلة بتنشيط الحياة الثقافية والنقاش السياسي والاجتماعي حول قضايا الساعة.

عرين هواري: حضور المرأة في الحركات الإسلامية يفوق العلمانية والليبيرالية

استُضيفت في الأمسية الناشطة النسوية والباحثة في مجال العلاقات الجندرية بين المرأة والرجل في المجتمع الفلسطينيّ، الأستاذة عرين هواري، لتقدّم مداخلة بعنوان "النسوية الإسلامية- قضية جدلية"، عرضت خلالها حال التيار النسوي في الإسلام في العالم العربي عمومًا، وفلسطين خصوصًا، من طرح وسياسة وأيديولوجية، وخلصت إلى أن التيار النسوي الإسلامي حاضرٌ بقوة على الساحة، لكنه مُختلف بمرجعيته عن التيارات النسوية الأخرى، فهو ذو مرجعية إسلامية أساسًا، بالإضافة إلى انشغاله بحقوق الإنسان، وينطلق من الإيمان الديني بالقرآن، ويعمل على إعادة قراءة الموروث الإسلامي قراءة نسوية تهدف إلى تحسين ظروف المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع.

وأكدت هواري على أن هناك حركات سياسية إسلامية حضور المرأة فيها التمثيلي والإداري كبير جدًّا، أكبر حتى من حركات علمانية وليبيرالية، وهذا يعني أن المرأة العربية والمسلمة نجحت إلى حد كبير في فرض نفسها على الحيز العام وتطوير من مكانتها الحقوقية والقانونية.

علي مواسي: النسوية الإسلامية أسقطت النقاب وأخرجت المرأة إلى الحيز العام

بعد ذلك كانت مداخلة قدّمها الشاعر والباحث في حقل الدراسات العربية والاسلامية، علي مواسي، بعنوان "مسألة الحجاب في الإسلام"، تحدث ففيها عن "الحجاب" بصفته مؤسسة تشمل الزي، والاختلاط، والقرار في البيوت وعدم مشاركة المرأة في الحيز العام؛ مستخدمًا أدوات القراءة النسوية الإسلامية في التعامل مع النصوص المرجعية الدينية، ومستعرضًا مجمل الآراء الفقهية المختلفة في هذه المسألة، مبينًا مسألة الخلط في مصطلحات مثل "النقاب" و"الحجاب" و"الخمار" و"الجلباب".

وقد سلِّطَ مواسي الضوء على آراء الفقهاء والباحثين غير المنتشرة والمعمول بها في المؤسسة الدينية الرسمية وعموم الفقهاء والمشتغلين في العلوم الدينية، مبينا أن هناك آراء فقهية وتفسيرات تستخدمها النسوية الإسلامية وتبرزها دون غيرها كونها تتماشى مع قيم ومبادئ النسوية والعدالة الاجتماعية، مثل رأي الطبري مثلًا عند تفسيره لآية "وقرنَ في بيوتكنّ"، إذ يقول إن للآية قراءتان، بفتح القاف أو كسرها، وهو يجعل قراءة الكسر بمعنى "كن صاحبات وقار في بيوتكن" هي الأصوب، لا قراءة الفتح التي تعني: "اقررن في بيوتكن"، لكن مجمل الفقهاء ورجال الدين تركوا القراءة التي يعتبرها صوابًا واعتمدوا القراءة الثانية، فقال كثيرٌ منهم بضرورة لزوم المرأة البيت، وهذا بالنسبة للنسوية الإسلامية متناقض تمامًا مع مبادئ الإسلام وروحه وغاياته.

وارتكزت مداخلة مواسي على مقولة أن التشريع الإسلامي فيما يتعلق بحقوق المرأة التي نص عليها، مقارنة مع الحضارات السابقة له، يمكن اعتباره بمفاهيم ومصطلحات العصر نسويًّا أكثر بكثيرٍ منها، وأكد على أن المرأة المسلمة والنسويين الإسلاميين حققوا في القرن العشرين إنجازات مهمة، فقد خرجت المرأة من وراء الجدران والحريم للمشاركة في الحيز العام، تعليمًا وعملًا، وصارت المرأة تختلط مع الرجال كما كان الأمر في صدر الإسلام، وأصبحت تمارس أدوارا اجتماعية عديدة، ثم إنها أسقطت النقاب في كثير من الدول الإسلامية، وكل تلك الأمور لازمتها 1000 عام تقريبًا وهي ليست من أصل الدين الإسلامي في شيء، وهي دخيلة عليه.

منتدى بلدنا الثقافي في الجامعات

اختُتمت الأمسية بحلقة أسئلة ومداخلات قيّمة عديدة من جمهور الحضور، منها استفسارية عمّا قيل مُسبقًا، ومنها طرح لجدل آخر، دون قضية الحجاب، تحت عنوان النسوية والإسلام، ومنها المُداخلات التي اقترحت عدم التشدّق بأقوال وتفاسير مؤسّسة الفقهاء في الدين الاسلاميّ.

يذكر أنّ "منتدى بلدنا الثقافي" هو مشروع تديره جمعية "الشباب العرب – بلدنا" في الجامعات الأربع المركزية: حيفا، والعبرية (القدس)، وتل أبيب، وبئر السبع، ويهدف إلى تحريك الحياة الثقافية في الحرم الجامعي، وإثارة النقاش في مواضيع الساعة التي تهم شبابنا ومجتمعنا.

التعليقات