اعتبرت القائمة المشتركة قرار وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، بتجميد التمويل المخصّص لمسرح الميدان في حيفا قرارًا عنصريًا وعنجهيًا مرفوض ويهدف للمساس بحرية التعبير عموما وبحرية الفن والإبداع خصوصا.
وقالت القائمة في بيانا إن 'قرار ريغيف استغلال صلاحياتها لفرض رقابة سياسية وسيطرة على الثقافة من دوافع أيديولوجية، فقط بعد مرور شهر على تعيينها هو قرار بشن هجمة ضد حرية التعبير من خلال المس في حرية الإبداع والفن والثقافة وفي حق المشاهدين'.
وأكدت القائمة المشتركة على أن طبيعة الإبداع الثقافي طرح الأسئلة والتحديات الصعبة، والمؤسسات الثقافية في المجتمع العربي تقوم بذلك تجاه الرواية اليهودية-الصهيونية في البلاد، وتجاه قضايا اجتماعية وثقافية في مجتمعنا. وأضافت أن 'وظيفة الفنان المكاشفة وطرح قضايا تثير التساؤلات وتحفز المواطن على العمل والتحرك. وإن المؤسسات الثقافية العربية لا تختلف عن تلك العبرية، وإن قدرة المؤسسة الإسرائيلية في احتواء ودعم هذا التحدي هو أحد أسس الديمقراطية التي ستكون خاوية من دونها'.
وأوضحت القائمة المشتركة أن 'محاولة فرض عقاب على جسم أو فرد يحملون رواية مخالفة ومختلفة ونظرة مناقضة ومختلفة عن تلك المهيمنة، عبارة عن خطوة قاسية وعنجهية ومرفوضة'.
وتابع البيان أن 'هذا القرار مس مزدوج في حق الفنان والفرد بالتصرف وفق آرائه ومعتقداته من جهة، ومس في الحق الجماعي للمواطنين العرب في التعبير عن روايتهم التاريخية-الثقافية في البلاد، والتي تضمنها المواثيق الدولية'.
وأشارت القائمة إلى أن 'الميزانيات التي تخصّصها الوزارات الحكومية بهذا الشأن للمسارح في المجتمع العربي بالكاد تصل إلى 3% من الميزانية العامة، وهي حق لهم وليست كرمًا ومنة من الحكومة. وللمواطنين العرب الحق في الحفاظ على هويتهم وتطوير ثقافتهم ومن ضمنها الإبداع المسرحي، كما هو من حق الطلاب والطالبات العرب التعرف على هذه المنتجات الثقافية وتعزيز هويتهم وثقافتهم وعلى المكاتب الحكومية إتاحة تحقيق هذا الحق حتى ولو كان يتناقض مع نهجها وروحها.
وطالبت القائمة المشتركة، وزيرة الثقافة، العدول عن قرارها وعدم التدخل في نشاط المؤسسات الثقافية والفنية، وبمواصلة تمويل المسرح وزيادة التمويل.
يذكر أن القائمة المشتركة كانت قدمت أمس الاثنين، اقتراح حجب ثقة عن الحكومة في قضية المساس بالثقافة لاعتبارات سياسية وأيدولوجية، وقالت النائبة عايدة توما-سليمان في خطابها: 'نرفض بشدة سياسة تكميم الأفواه التي تنتهجها ميري ريغيف وملاحقة الكوادر الفنية العربية واليهودية، هذه الحكومة تهدد ما تبقى من الحيّز الثقافي الديمقراطي، ومساندة المؤسسات الفنية والثقافية وصناعة وإنتاج الأعمال الفنية هي حق غير مشروط'.
اقرأ أيضًا: الميدان: الدعم الجماهيري سيواصل نشاط المسرح
التعليقات