31/10/2010 - 11:02

قبل الف تاريخ/ علي محمد علي جعص

-

قبل الف تاريخ/ علي محمد علي جعص
انطلق...اخترق حدود الخيال. لا تحاصر حريتك بغابات الغباء. ولا تستبدل نهر الايمان بنهر الدماء. وفجر فكرك وحلق فكل الواقع من تحتك رماد وحرك لسانك بشتى انواع الكلام. ولا تخشى زلة فكل خطأ في العلم صواب

***********************

قبل الف تاريخ لم يكن هناك اله يحمل اعباءنا اليومية ولا همومنا الليلية. بل كان ولكن لم تعترف به السنتنا واتهمناه وزورناه حينها بالطبيعة السحرية. وعندما كثرت اخطاؤنا احتجنا له فحاولنا انتزاع رحمته من خلف التلال السماوية. لكنا نسينا بين مشوارنا هذا وذاك طبيعتنا الانسانية

***********************

وبعد الف تاريخ لم ندر اكان الكون يهتز ام يفجر في النشاة الاولى سيمفونيته المستقبلية وما ذنب الكون ان اصطدمت انغامه باسماعنا الطفيلية او رصدت اطرافه برؤى مظلمة سديمية. فويل لنا ان حاصرنا تاريخه بمسيرة وخطى بدائية

***********************

قبل الف تاريخ كان اللعاب يسيل من السنة الذئاب فنعرفها ذئاب. وبعد الف تاريخ صار الى جوف الصدر ينزلق اللعاب فلم ندر اذرفتها القلوب ام سالت منها بقايا دماء فبتنا لا نعرف للمتدين ديانة ولا للوطني شهادة ولا للامين امانة ولا للصادق رسالة ولا للدرب علامة

***********************

قبل الف تاريخ كان الحب وحيدا ينتظر من يحتويه بين الاضلاع وكان الشوق تائها بين خريف وشتاء .وبعد الف تاريخ وجدنا الربيع والصيف فتركنا فيهما الحب منبوذا في الارجاء .واحطناه بمواصفات واشترطنا عليه فعاد من حيث جاء .فهو لا يعرف حدودا واصبحت حدودنا ان نبحث عنه بيننا كمن يبحث عن سحر او سراب وان نطمح ان يحبنا الاخر .فما بالك والاخر هو انت وانت الاخر فلن تجد في المعمورة الا ما استبدلت من زيف وخداع

***********************

قبل الف تاريخ كانت الرغبة جزء من كيان وكانت الامور يسيرة والطبيعةالمخلوقة معطاء. الى ان حولناها فنا يغزو الاعلام والصلات وحففناها باغراءات مبتذلة واغواء لحظي كاننا نستخرج شيئا مفقودا من الابدان. وعندما وجدنا ضالتنا المستعصية. صرنا نبحث بعدها عن بقايا انسان

***********************

قبل الف تاريخ كان التاريخ يكتب بحبر الايام معالم حضارات بشرية. فهل سيتجاوزنا التاريخ ونقع في مطبات قد نعزوها قدرية وهل ابقينا حبرا لبعد التاريخ ام زمانا فوضويا همجيا .فلا قبل التاريخ يتمنانا ولا بعده يلقانا بذكر لاجيال اتية قد تستخدمنا مادة لمسرحيات هزلية

***********************



ام الفحم

التعليقات