وأنا العارفُ.. |
أهتِكُ أسرارَ الصَدَفِ وأفشيها |
لا آبَهُ بالخَرَزِ يحملِقُ في شهوَةِ |
الإنسان: |
- أنا حَجَرٌ كغيري إنما تلكَ التواشيحُ |
الخبيثةُ من قادت يديكَ وثمَّنت |
ضَوئي.. |
أنا حَجَرٌ كغيري رغمَ شُحِّ سلالتي |
في البحرِ وندرَةِ مُلاّكي على بَرٍّ |
تحالفهُ الحُظوظْ. |
وأنا العارِفُ.. |
لا همَّ لي ومهِمَّةً إلا المغاليقُ |
أهتِكُ أقفالها.. |
باطِشًا بِيَدٍ من فضولٍ مَكامِنَ |
ظَلماءَ تلتفُّ كالأفعوانِ في جُرْنٍ قديم، |
شَهيقي يكمِشُ الأرض، وزفيري |
ينفُخُها باكسجينٍ أزرَقٍ، |
كلُّ مُغلَقٍ وَجهَتي، |
فالأرضُ تحرُسُ بوّابَةَ الماوراء |
بِنصٍّ تنزَّلَ، |
يا لهذا القلب يحمِلُ ما يُصدِعُ |
الجبلَ الصّلد!. |
كلُّ مُغلَقٍ وجَعي ونَقيضي المُلحّ، |
فالصناديقُ المُتَبرِّجَةُ لا تقوى على الكِتمانِ.. |
كلَّما خمّنتَ جوهَرَها عَظُمتْ هَيولاها، |
تكادُ تُشيرُ: |
هُناكَ مفتاحي، وفي جوفي الحقيقةُ |
تَكتِمُ ضِحكَتها السورياليَّة. |
أيُّها المأخوذُ في الهِتكِ اربِطِ النَّهرَ |
بِجِذعٍ قريبٍ وامضِ في مجراهُ |
بأسمالِ الجاهِلِ، |
قد تحتاجُ إلى الجَهْلِ ليصبِحَ دربُكَ |
للغايةِ أقرَبَ مما في يَدِكَ إلى يَدِكَ، |
فالعارِفُ تحومُ على هدأتِهِ إشاراتٌ |
تُرديهِ على قَرْنِ الثورِ |
فاربِطِ النهْرَ بِجِذعٍ قريبِ. |
النَّهرُ يُنهِكُهُ العَطشى |
وَحَجَرٌ في يَدِ طِفلٍ يبعَجُ بَطنَ البَحْر |
ورصاصَةُ صيّادٍ تقطَعُ ما تتعربَشُ |
فيهِ الأجنِحَة.. |
صافّاتٍ ويَقبِضنَ من سَراحٍ هُلاميٍّ |
إلى كيسٍ بَهيمِ.. |
وسَريرُ الولادَةِ سندانَةٌ |
عليها تُطرَقُ الرّوحُ طوعًا لأبَّهَةِ العَدَم، |
والموتُ يَرميها إذا بَهَتتْ |
بعينِ الشمس. |
نُزهَةٌ.. ويحينُ الغُروبُ، |
نَفيرٌ من الناعياتِ يصِلنَ أعاليَ روحي، |
فيفتَحُ الأفْقُ سِردابَ الكآبَةِ والرّصاص |
على النوارِسِ كُرْمى لمن |
عكّرَ الصَّفو. |
راكِدَةٌ رياحُ الأرخَبيلِ وراءَ منديلِ الحَرير |
لُجَّةٌ سَبَقتْ هُدوءَ العارِفِ بالمصائِرِ، |
يمشي على الأرضِ كأنَّها رُقعة الشَّطَرنج، |
هُدوءٌ وقد فُضَّ لفيفُ الشَّكِ بكَشْفِ |
حِجابِ العَدَمِ المحتوم، |
فالسماء تحرُسُ بوّابة الماوراءِ |
بِنصٍّ تنزّلَ كالريشِ في رُدهاتِ العِراك. |
راكِدٌ كلّ حُزنِ الأرضِ في وجهِ حِمارٍ، |
هائِجٌ غَضَبي في قرونِ التيسِ |
وحَذَري إجفالةٌ كَسَرت عُنقَ الغزال. |
نُزهَةٌ.. ويحينُ الإيابُ من الزَّهوِ |
هيَ الزَّهو على مدخَلِ القبرِ مهما قَسَت |
تلكَ الحياة، يصافحني حديثُ ولادَةٍ |
ويغلِقُ التابوت على نصاعَةِ |
الكتّانِ ويكمِلُ المهزلَة.. |
مهزَلَةُ تَبَدُّلِ الأدوارِ في الخَلقِ |
يُغيظها اللهو وإتيانُ اللذائِذ..ِ |
طاعَةُ الروحِ تلكَ وعصيانُ التراب |
وعِفَّةٌ رعَويَّةٌ تروِّضُ الوَحْشَ |
على قدْرِ ما يستوحِشُ الحَمَلُ |
المُقيَّدُ للقرابين. |
مهزَلَةٌ تغضُّ طَرْفَ أبي |
على استحياءَ منّي حينَ أولَد |
أو أموت، وحينَ أقولُ أعرِفُ أنني |
هِبَةُ الخميسِ وأنّي وأنّي.. |
فَلِمَ لم تدَعْها هباءً.. محضَ لذَّةٍ |
تنشَفُ في أكاليلِ |
العَروس؟. |
الليلُ يحجُبُ ما يرى أعمى النَّهار، |
لصٌّ بخلخالينِ هوَ الليلُ |
يُضرِمُ في الرُّدهاتِ النُّباحَ على شِسْعِهِ، |
يَسرِقُ البهجَةَ والغرانيقُ يقظى |
تراقِبُ النَّهبَ أضاميمَ من تحتِ إبطيهِ |
والخلاخيلُ تَخُشُّ ويومِضُ فيها النُّحاس. |
وحينَ يعودُ الرِّتاجُ إلى كَتِفِ البابِ |
تنتَفِضُ الغرانيقُ كيما تُقاوِم ما ظلَّ |
من ظِلِّهِ في المَمَرّ. |
القُرنفُلُ يَندُفُ عن غصنِهِ |
والعاشِقُ يقرأ الطالعَ في عِطرِهِ |
المشاعِ معِ الرّيحِ.. |
والمرأةُ تفتَحُ نافِذَة للهُبوبِ الزكيِّ |
تستنشِقُ ما صَحا من ذِكرياتٍ |
وطيشٍ.. |
وحينَ تَخِزها الشوكَةٌ |
يعبُرُ في ذهنها الوَلدُ الذي كانَ |
يسرقُ الوردَ وينتحلُ القصيدَةْ. |
الوردةُ المُغمَضَةُ خباءُ النَّبضِ، |
وذكرى سيِّئة تتحنَّطُ في صفحاتِ |
كتاب. |
قُبَلٌ شَهَويَّةٌ تتفتَّحُ في الفَواتِ.. |
إذ تبرُدُ الفضَّةُ دونَ شَكلِ القِرْط. |
الوردَةُ المغمضةُ كحرفِ الواوِ |
حينَ يكمِشُ شفتينِ تشقَّقَتا |
بعدَ أن جَفَّ رحيقُ القُبلةِ |
في انفصالِ العِناق. |
العارفُ ليسَ الراوي.. |
والحكايةُ يُناهِزُ عُمرَها الماء والحوت، |
البدءُ ليسَ مهمًا.. |
يغرِسُ رأسهُ في الهواءِ معافى، |
والنهايةُ تَمخُرُ نحوَ ضفافِ الحقيقةِ |
كانسِحابِ النَّصل، |
فيا أيُّها الهامِشُ اربط العارِفَ بالنزهَةِ |
والمهزَلةِ وبالليلِ وبالقُرنفلِ |
واجلِدني إذا أصحو على دَرَجِ الهبوطِ |
يطارِدُ أنفاسِيَ اليانَسون. |
نَفَقُ السَّكرَةِ كانَ طويلا.. |
أقِفُ فتجذِبني الجدرانُ من ياقةِ الصَّحوِ |
وأحضانِ الأصدقاءِ وذكرَياتي، |
تجذِبني إلى الفَقدِ فاجلِدني الثَّمانينَ |
قبلَ أن يبرُدَ السَّوطُ والحَسَنات، |
فالحياة تُخرِجُ من كيسِها ما لا أحبُ |
وتهدِنيهِ، |
اجلدني الثمانينَ فقد هيَّأتكَ المشيئةُ |
للانتقامِ ودعْني.. |
أتبوَّأ رحمتي من لهاثِكَ. |
أنا الإنسانُ.. |
بينَ البهيمَةِ والملاكِ مكانتي |
حُلمِيَ المُطلَقُ يسبَحُ مُذ كانَ آدَمُ |
فِكرَةً. |
فها أنَذا أبصِرهُ في الظلامِ/ |
وأجسُّ قمحَ لونِهِ في المرايا |
وأشربهُ من مسامي |
ولا أتَعَرّفْ. |
التعليقات