28/12/2011 - 00:06

يحيى / أحمد عقل*

أنا لا أحملُ الوردَ إلا لترابِ عينيك أرسمُ طفلاً على حائط الزنزانة يشبهكِ أسميته: يحيى لـ يحيا

يحيى / أحمد عقل*

- أحمد عقل -

أنا لا أحملُ الوردَ 

إلا لترابِ عينيك
أرسمُ طفلاً على حائط الزنزانة
يشبهكِ
أسميته: يحيى لـ يحيا

حنطي البشرة
قوي البنية
أخضرَ العينين
كأنه نشيدُ الربيع
له جبين النور
وقامة السّماء

مُرهف: كلّما رأى مدينةً بكى!

هكذا أراك!

كـ أني اختصار المُدن فيه
يلملم بُقعي، بُقعةً بقعة
بالوردِ وماء عينيه
يحمي المدينة!
والمدينةُ، تتساقط
من طرف ثوبي العربي،، ومن نشيدِ القهوة
يلملمُني،، يبحثُ عني فيّ

هكذا قالت الأم من قبرها!


أنتِ موسيقى
وأكثر من قوس قزح

قال يحيى!

نشيدي الأخضر
وقصائدي
وأغنيتي
ومُعجزتي
أنتِ!

أضافَ يحيى!

يهربُ من مدينة لمدينة
يبحثُ في الأزقةِ عن صوتكِ
عن طرف فستانكِ الذي تمزق
من فعل الصُّراخ على بابِ المشفى
يركبُ الهواء،، يصرخ:
هل كان عليكِ الموتَ لأحيا، يحيى؟
يحرِّض المدينة لتبحث
أكادُ أقسم،، أني رأيتُ بنايةً تركض باكيةً تبحث!

هكذا قالت العجوز النائمة!

أنتِ أجمل من أمه
رغم أنكِ أمه!
أنتِ نشيده الأخير والأول
أنتِ،، لعبته التي ابتعتها له في ذكرى مولده الأول
أنتِ،، صُراخه في الليل
أنتِ،، آخر قطرة ماء رضعها من نهد الغيمة
أنتِ،، من أجله هو الآن يحيى لـ يحيا!

هكذا كتبَ الأب الأسير لابنهِ الوحيد
في عيد ميلاده العاشر ولروح امرأتهِ،، وحضنَ القصيدة!

التعليقات