29/12/2011 - 02:21

عرق الذاكرة / رامي ياسين*

عُدْ.. فالغبارُ المسمومُ أمامَكَ وعلى جانبيكَ وحلُ الهزيمةِ المدنّسْ..

عرق الذاكرة  / رامي ياسين*

 

- رامي ياسين -

صمتٌ فاضحٌ

يعرّفُنا.. ويُسكِرنا.. ويعرّينا

يسكن ظلّنا

ويُسكِنُنا .. ويُسكِتُنا .. وينفينا

يأكلُ معنا فتاتَ الجوع

يشربُ ما تبقّى لنا من كأسِ الشّرفِ

يَشْرَبُنا .. ويُظمِئُنا .. ويَسقينا

يستبيح ثوانينا المخدّرة

                          ماضينا

أيّ صمتٍ عفنٍ يُدهِشُ قذارتنا ، نتوحّدُ مع الموت ليُحيينا؟

 

اُنفُخ على كتفكَ اليُسرى يا بعلُ

ليلطّخَ غُبارُ المؤامرة وجهَ النّكبةِ

واسند بيدكَ هذي المرأة الزيتونة

واحمل بالأخرى روح الشّهيدْ..

اجثُ على الركبةِ

واقسمْ بهما

أننّا هنا .. من جديدْ..

 

احملْ أوراقَ أحزانِ الأيّامِ

وقليلاً من البهجةِ الغاضبة..

ولا تنسَ صناديقَ المؤامرات

الشقيقة منها والصديقة

وبعضًا من الهزائمِ الشاحبة..

واصرخْ في المثقّفِ العربيّ

لك كلّ هذا

بفعلكَ

تحجّرت الحضارة القديمة

وانعجنَ العفنُ بطينِ الهزيمة

أيّ صفعةٍ تجعلكَ تكسِرُ فخّارَ الصّرخةِ اليتيمة؟

انحنِ

طأطئ رأسكَ

واحمل فتاتَ الفتاتْ..

هي بقاياك

هي جعبتكَ لترحلَ بها إلى مستقبلِ الخيبةِ  

                                        والخذلانِ

                                             والنكباتْ..

أيداكَ رؤاك

أيّ دعاءٍ ترفعُ به يديكَ إلى الله لتعمّ الخيراتْ؟

انحنِ

طأطئ رأسكَ

واكتب في دفتر ملاحظاتكَ

إننّي أقول الـ " نعمْ "

بسببٍ أو بلا سببِ

والنّغمْ..

عدم الدّخولِ حالة الشّغبِ

ها أنذا مثقّفٌ عربي

 

 

غيمةُ حزنٍ تعتريكْ..

تلاحق ظلّكَ إنّها ظلّك

تستنهض ما دفنه وجع الأيام فيكْ..

تُدغدِغُ خلايا الصّمت في جسدك

وأنتَ الوجعُ الذي لا يهوى الحنجرة

وجعكَ يتقيّأ نفسه

ممّا فاضَ مرتين

وصمتكَ العاري يفضحك

فالتهم حناجرَ السّامعينْ..

واقصد مئذنة الراكعينْ..

اصرخ..

واصرخ..

فالثّورةُ محضُ صرخةٍ من وَجَعْ..

 

عُدْ..

فالغبارُ المسمومُ أمامَكَ

وعلى جانبيكَ وحلُ الهزيمةِ

                             المدنّسْ..

عُدْ .. وتناثرْ

لا تتقدّم

لا تقف

لا تهاجرْ..

هذا ثالوثنا المقدّسْ..

عد وتناثرْ

ازرع يديكَ في حيفا

جمّد قدميكَ في جنين

واعلن أن عينيكَ في القدس

                         مسدّسْ..

وتناثرْ

كل ذرّةٍ من ترابِ جسدكَ

ستبخّر وَجَعَ السنين..

وتملأ عشقنا

تملؤنا فلسطين.

 

* الأردن.

RamiYaseen@Yahoo.com

التعليقات