29/12/2011 - 16:40

قصيدتان لغزّة / عمر الحشيمي

خَرجَ القرصانُ السفاحُ إليهمْ قَتلَ البحارةَ والرّكابْ واغتالَ الحلمَ فصارَ سرابْ اغتالَ الحلمَ فصارَ سرابْ

قصيدتان لغزّة / عمر الحشيمي

 

بحرُ غزّة


"أعيرونا مدافعكم ليوم لا مدامعكم

أعيرونا وظلوا في مواقعكم"

 

أعيرونا زوارِقَكمْ

أعيرونا بوارِجَكمْ

وظلوا في مرَابِعكمْ

ظلوا في مراتِعكمْ.

 

فارهَةٌ مراكبُكمْ

فاخرةٌ زوارقُكمْ

متونُها ملاعبُ الجميلاتْ

وظهورُها مراتعُ الأميراتْ

فرسانُها الغيدُ الحسانْ

ومراسيها نيسُ وكانْ.

 

مقاصِدكُمْ غيرُ مقاصِدِنا

مراسيكُمْ غيرُ مراسينا

وشواطيكُمْ غيرُ شواطينا

 

مياهُ البحرِ تعرِفُنا

وتعرِفُنا موانينا

ويعرِفُنا موجُ البحرِ والشطآنْ

وتعرِفُنا شُعُبُ البحرِ والمُرْجانْ

زوارقُ الصيادينَ تعْرِفُنا

مَراكبُ الفُقَراءِ تعْرِفُنا

وتَعْرِفُنا جُزُرُ البحرِ والخُلجان

ولنا معَ البحرِ حَكايا طِوالْ

أساطيلُ الفتحِ، والحُريةِ

و"ساعرُ"، وجُولْ جمالْ

زوارقُ المطَّاطِ، ودلالْ

ضَفادعُ العبورِ، والقنالْ

لنا مع البحرِ حَكايا طِوالْ

 

وبحرُ غَزةَ يعْرِفُنا

يُراقِبُنا ويرْقُبُنا

ويعرفُ أننا كنا

وما زْلنا

نُعِدُ ليوم عودَتنا

نَعُدُّ أنفاسَ غُربتنا

ويعرفُ أننا عائدونَ

ويعرفُ عزَ أنفُسنا

ويعرفُ أننا

أفْرَطْنا في محبّتنا.

ويعرفُ أننا

ما خُنّا ولا هُنّا.

بحرُ غزةَ معَ الفجرِ

شاهدٌ على شهادَتِنا

 

أسطول الحرّيّة

 

أسطولُ الحُريةِ والأحْرارْ

جاءَ من أصقاعِ الأرضِ

لفكِ الحصارِ

وكسرِ الحصارْ

 

وسُفنُ الفَخَارِ

قُبيلَ الفجرِ

تَمْخُرُ العبابْ

تتهادى مُثقلَةً

بالحِنطَةِ وحليبِ الأطفالِ والألعابْ

وبعضِ متاعٍ، ومقاعدَ لمُقعدينَ، وثيابْ

وأقلامِ رصاصٍ، ودفاترَ وكتابْ

 

ويحلمُ البحّارةُ والرّكّابْ

بلقاءِ الأهلِ في غزةَ والأحبابْ

يحلمونَ ببسمةِ الأطفالِ

وفرحةِ الأطفالْ

وزغاريدِ النسوةِ

وأهازيجِ الرجالْ

وصباحٍ مُنعمٍ بدفءِ الرّمالْ

 

خَرجَ القرصانُ السفاحُ إليهمْ

قَتلَ البحارةَ والرّكابْ

واغتالَ الحلمَ فصارَ سرابْ

اغتالَ الحلمَ فصارَ سرابْ

 

هذا البحرُ بحر ُدِماءٍ وعذابْ

 

هذا البحرُ سَاحُ ضِباعٍ وكلابْ

هذا البحرُ وكرُ أفاعٍ وذئابْ

غَابَ العدلُ عنه... فصارَ غابْ

غَابَ العدلُ عنه... فصارَ غابْ

التعليقات