دليلك الشامل عن تنظيم النوم خلال رمضان

دليلك الشامل عن تنظيم النوم خلال رمضان

من المعروف أن أنماط النوم تتغير عند الناس في رمضان، ومع أن الغالبية منهم يعانون من قلة النوم فهناك نسبة من الناس ممن ينامون بشكل مبالغ فيه. في هذه المقالة سنتحدث عن المشاكل التي تواجه الصائمين في رمضان في ما يخص النوم وسنقدم بعض النصائح والحلول لها.

عدد ساعات النوم التي يحتاجها جسم الإنسان يوميا

يختلف عدد ساعات النوم من شخص لآخر حسب طبيعة الجسم والعمر والعادات والنشاطات اليومية، ولكن خبراء النوم عادة ما يصفون نظام النوم الذي يتضمن من 6 إلى 9 ساعات يوميا بأنه صحي وكافي.

وفي هذا السياق، يشير خبراء النوم إلى أهمية نوعية النوم بالإضافة إلى مدته حيث يوصف النوم ذو النوعية الجيدة فقط أنه كافي لنيل القسط الكافي من الراحة وتجديد نشاط الجسم.

أسباب قلة النوم في رمضان

الاستيقاظ باكرا لتناول السحور

قد تكون وجبة السحور والاستيقاظ الباكر لتناول الطعام أحد أسباب قلة النوم في رمضان، فناهيك عن قطع النوم العميق قبل الفجر والاستيقاظ باكرا، يعجز الكثيرون عن العودة إلى النوم بعد تناول الطعام وامتلاء المعدة.

بالإضافة إلى ذلك فالكثير من الصائمين يفضلون الانصراف إلى التعبّد في الفترة التالية للسحور بدل العودة إلى النوم وخصوصا أنه من الشائع لدى محبي القهوة والمشروبات التي تحتوي على الكافايين احتساء مشروبهم اليومي الصباحي على وجبة السحور عوضا عن الاستغناء عنه أو تأجيله إلى الإفطار مما قد يعيق النوم.

السهرات الرمضانية الطويلة

تكثر في ليالي رمضان زيارات الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران بعد وقت الإفطار. بالطبع تعتبر هذه العادات الاجتماعية جيدة وهي تعبر عن ثقافة ودية بين الناس، لكن مشكلة هذه السهرات أنها تأخذ وقت النوم.

من الشائع أن تطول سهرات رمضان إلى وقت السحور حيث يدعو الناس بعضهم البعض لتناول هذه الوجبة في بعض الأحيان أيضا. ومع أن التسلية والزيارات وصلة الرحم في رمضان أمر مطلوب، إلا أنها تسبب اختلالا في نمط النوم لدى الناس.

قلة النوم لدى سيدات المنازل

في الحقيقة تواجه ربات البيوت تحدياتٍ إضافية فيما يتعلق بالنوم خلال رمضان بسبب الواجبات المنزلية تجاه العائلة وتحديدا من حيث تحضير مختلف أصناف الطعام على وجبة الإفطار والسحور وما بينهما من حلويات ومشروبات.

فبينما يستيقظ الزوج والأولاد لتناول السحور، تستيقظ ربة المنزل قبل الجميع لتحضير هذه الوجبة، وبينما يستطيع الجميع العودة إلى أسرتهم والاستمتاع بنوم هنيء حتى ساعات الصباح المتأخرة، تضطر الأم إلى توضيب الأواني والمطبخ بعد الانتهاء من السحور خصوصا إذا لم يكن في المنزل فتيات شابات يساعدنها.

أما خلال النهار فتستمر واجبات المرأة الاعتيادية من تنظيف وغسل ملابس وشراء مستلزمات المنزل وتحضير طعام الإفطار وما يتبعه من أطباق. في الحقيقة تزداد صعوبة مهمة تحضير الطعام في رمضان لأن العرف الاجتماعي الحديث يقتضي أن المائدة الرمضانية ليست مائدة اعتيادية وإنما يجب أن تكون متنوعة وأن تحوي ما لذّ وطاب من أطباق رئيسية ومقبلات.

يصبح من المستحيل بعد ذلك لسيدة المنزل أن تجلس وتساهر أفراد عائلتها لوقت متأخر كما هي العادة في رمضان حيث من الطبيعي أن يغلبها النعاس وتخلد للنوم إلا إذا كان لديها ضيوف لا تستطيع الاستئذان منهم والتوجه إلى السرير.

بهذا الشكل قبل أن ينتهي شهر رمضان تكون قوى المرأة قد خارت بسبب نقص النوم وعدم قدرتها على تعويض ما ينقصها منه.

الإفراط بالنوم في رمضان

يستسهل البعض النوم خلال النهار حيث يفترض بهم الامتناع عن الطعام والشراب ويستيقظون قبل وقت الإفطار لتناول الطعام. من الممكن لهؤلاء النوم لبعض الوقت ليلاً والاستيقاظ لتناول السحور ثم العودة للنوم.

تسهل هذه الحالة الكثير من العوامل منها تقليل ساعات العمل في رمضان والتساهل فيها والسهرات الرمضانية الطويلة واكتظاظ التلفاز بالبرامج والمسلسلات، وقد ينتهي الأمر بهذا النوع من الصائمين بالنوم لأكثر من 12 ساعة وهو ما يعتبر إفراطاً في النوم.

نصائح لنمط نوم صحي في رمضان

تنظيم الاستيقاظ والنوم

تبدو فكرة وضع جدول للنوم في رمضان فكرة غريبة بعض الشيء، ولكن في الحقيقة فمحاولة الالتزام بمواعيد معينة للدخول والاستلقاء في الفراش أثبتت قدرتها على تنظيم أوقات النوم.

تأتي قلة النوم في المقام الأول من الاضطرار للبقاء مستيقظا لوقت طويل وعدم القدرة على تعويض النقص في ساعات النوم لاحقا. ومن هنا تأتي فكرة تنظيم جدول زمني، حتى ولو كان تقريباً، للنوم.

على سبيل المثال يمكن تحديد وقت الخلود للنوم في رمضان بمنتصف الليل أو قبله بقليل والاستيقاظ عند موعد السحور لتناول هذه الوجبة. بعد ذلك يكون للصائم حرية العودة إلى النوم لبضع ساعات قبل التوجه للعمل أو البقاء مستيقظاً وتعويض النقص في قيلولة النهار.

وهنا يجب التنويه إلى أن قيلولة النهار يجب أن تكون أقرب للظهر منها للعصر لأنه من المثبت علمياً أن القيلولة في ساعات النهار المتأخرة تؤثر سلباً بنوعية النوم ليلا.

التجهيز المسبق للسحور

تتميز أطباق السحور بأنه من الممكن تحضيرها مسبقا والاكتفاء بتسخينها أو تجهيزها بشكل نهائي قبل الفجر. على سبيل المثال يمكن لسيدة المنزل أن تحضر الحساء أو الشوربة مسبقا وأن تقوم بتسخينها فقط على السحور، أو أن تقوم بتقطيع الخضروات ووضعها في الثلاجة وإضافة الملح والزيت وعصير الليمون إليها لتصبح طبقا فاخرا من السلطة. ويمكن تطبيق هذه الطريقة على معظم الأطباق وبهذه الطريقة تكسب سيدة المنزل وقتا ثمينا من النوم.

الالتزام بمواعيد النوم خارج رمضان

الالتزام بمواعيد النوم خارج رمضان 

قد لا يكون من السهل بالنسبة للجميع عدم التأثر بأجواء رمضان وتغير أوقات الوجبات فيه، ولكن البعض يعيشون أيامه مثل غيرها من حيث النوم. فتراهم ينامون في نفس مواعيد نومهم المعتادة ويستيقظون للسحور ويعودون للنوم ليستيقظوا في المواعيد المعتادة لهم وهذه الطريقة في روتين الحياة تضمن الحصول على وقت كافي من النوم.

يعتبر هؤلاء الأشخاص من أقوياء العزيمة لأنهم بالدرجة الأولى لا ينجرون وراء حياة الليل الرمضانية ولا يطمحون إلى وصل الإفطار بالسحور وهو نمط صحي للغاية.

التعليقات