"اتفاق قبل أن يتفاقم التناقض بين يهودية الدولة وديمقراطيتها"..

-

فيما يبدو أنه انحياز واضح من هيئة تحرير صحيفة "هآرتس" إلى جانب وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، في الانتخابات التمهيدية لرئاسة "كاديما"، يبرز واضحا، فيما تنسب الصحيفة عكسه لليفني، التناقض القائم بين يهودية الدولة وديمقراطيتها، ومن هنا يأتي تمسك ليفني بشعار "دولتين لشعبين" (تكون فيه الدولة الفلسطينية بحسب المواصفات الإسرائيلية). ومن هنا يأتي تعجلها إلى التوصل لى اتفاق في أسرع وقت ممكن، قبل أن يتفاقم هذا التناقض بين يهودية الدولة وديمقراطيتها.

وبينما تدعي الصحيفة أن ليفني تدرك عدم وجود تناقض بين يهودية الدولة وديمقراطيتها، فهي تنقل رأي ليفني في هذا الموضوع، والتي تعكس بشكل واضح مدى التناقض بين الشقين.

وتكتب الصحيفة أن أهمية الانتخابات لرئاسة "كاديما"، تنبع من كونها ستقرر من يقود البلاد في السنتين القادمتين، وتشير إلى أن ليفني قد تبنت البرنامج السياسي لـ"كاديما" بمنتهى الجدية، ومنذ ذلك الحين وهي تعمل على تحقيقه. وتضيف أنها كمن استيقظ من حلم "إسرائيل الكبرى"، فتنجح في غرس الانطباع بأن الحل السياسي موجود لديها، وأنها تدرك كم هو ضروري التوصل إلى اتفاق بسرعة مع الفلسطينيين، في ظل وجود قيادة معتدلة للطرفين.

وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن "ليفني هي الناطقة الأكثر عمقا ووضوحا في مسألة دولة يهودية وديمقراطية، وخاصة لأنها تعطي وزنا متساويا لمركبي هذا التعريف، ولا ترى أي تناقض بينهما".

وتضيف الصحيفة أن ليفني تعتقد أن عدم التوصل إلى اتفاق تقسيم إلى دولتين قوميتين، فإنه سيتوجب على إسرائيل أن تختار في النهاية بين المحافظة على غالبية يهودية بطرق غير ديمقراطية، أو المحافظة على أسس الديمقراطية من خلال التخلي عن الطابع اليهودي للدولة. وهذا السيناريو، الذي قد يحصل في دولة ثنائية القومية، تحاول ليفني منع حصوله.

وفيما يبدو واضحا وقوف الصحيفة إلى جانب ليفني، فهي تشير إلى أن قيادة ليفني تعتبر تجديدا في المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث اللاعبون متعبون، وكذلك المعسكرات التي ينتمون إليها، والمقربون الذي يركضون وراءهم من منصب إلى منصب ومن جيل إلى جيل، محاطون بعلاقات الثروة والسلطة بمقاييس محلية وقطرية ودولية. في حين تصف الصحيفة ليفني كمن تأخذ موقفا متطرفا من الفساد وتدوير الزوايا.

وتتابع الصحيفة أن ليفني وشاؤل موفاز شريكان في الفشل في الحرب الثانية على لبنان، والتي خرجت إليها حكومتهما بدون مسؤولية، وبدون تخطيط وبدون إدراك في المستوى المطلوب. ومن جهة ثانية فإن التجربة التي امتلكتها في هذه الحرب من الممكن أن تساعدها في اتخاذ قرارات، أو بالأحرى في عدم اتخاذ قرارات فورية تعتمد على القوة.

وتخلص الصحيفة إلى أنه من الصعب التنبؤ بفوز ليفني، أو بنجاحها بتشكيل حكومة، أو بقدرتها على قيادة الدولة، إلا أن "ترشيحها يعني وجود احتمال لسياسة أخرى جدية ورسمية مع رؤية سياسية واضحة وجاهزية لتحقيقها بالسرعة المطلوبة".

التعليقات