"بوش يمتنع عن التعهد بإقامة دولة فلسطينية"..

-

كتب ألوف بن في صحيفة "هآرتس" أن الرئيس الأمريكي ألقى يوم أمس "العظام" لكل من يتهمه بتجاهل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. فقد ألقى خطاباً منهكاً بدا كأنه قائمة تشمل كافة القضايا المعلقة والتي تنتظر المناقشة والتنفيذ. وتعهد بزيادة الجهود الأمريكية من أجل تعزيز ثقة الطرفين بحل الدولتين. ورغم أن تصريحاته بدت جميلة إلا أنها كانت أقل حماساً من التصريح الذي أطلقه في بداية ولايته الثانية، والذي نثر الوعود فيه بـ"استثمار ثروات أمريكا في إقامة الدولة الفلسطينية"..

وتابع أن بوش امتنع عن التعهد بإقامة الدولة الفلسطينية، واكتفى بوضع معضلة أمام الفلسطينيين، حيث طالبهم بالاختيار بين "المتطرفين من حركة حماس" وبين" ثنائي المعتدلين؛ رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس حكومته سلام فياض".

وهاجم بوش حركة حماس، ووصف الحركة بأنها "مجموعة قتلة"، مدعياً أنها "ستجلب كارثة على الشعب الفلسطيني، وأن إبعادها عن السلطة هو عملية شرعية". وفي هذا السياق يورد بن تعليق مصدر سياسي إسرائيلي قال فيها إن "إسرائيل لا تتحدث بهذه الحدة".

وعرض بوش مساراً على مرحلتين؛ الأولى "أن يقوم الفلسطينيون باجتثاث الإرهاب والفساد، بموجب التعليمات المشددة لخارطة الطريق، والتي تتضمن اعتقال المقاومين (الذين وصفوا بـ"الإرهابيين")، ونزع وتفكيك المنظمات الفلسطينية ومصادرة أسلحتها. وفي حال جرى تنفيذ ذلك، تبدأ مفاوضات إسرائيلية- فلسطينية حول الحل الدائم، حيث تناقش القضايا الجوهرية؛ الحدود واللاجئين والقدس، حيث يتم ترسيم الحدود بالاتفاق، بموجب "خطوط الماضي وواقع اليوم، مع تعديلات متفق عليها"، أي أن الحدود ستكون بموجب الخط الأخضر، مع تبادل مناطق مقابل ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل.

وكتب بن أن بوش وافق على مطلب عباس بمناقشة الحل الدائم، والقفز عن مرحلة الدولة بحدود مؤقتة. إلا أنه لا يوجد أي مدعاة لقلق رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، الذي يرفض مناقشة القضايا الجوهرية الآن. فقد حصل على مهلة تمتد إلى حين "تصبح السلطة الفلسطينية خالية من الإرهابيين والفاسدين"..

وأضاف أن الخطاب كان قد أعد بمناسبة مرور 5 سنوات على طرح "حل الدولتين"، وتردد البيت الأبيض بشأن التوقيت، حيث لم يرغبوا أن يكون قريباً من موعد زيارة أولمرت إلى واشنطن في التاسع عشر من حزيران/ يونيو الماضي، حتى لا يبدو كأنه "إملاء إسرائيلي"، خاصة وأن خطاب بوش في العام 2002، والذي طالب فيه بإبعاد الرئيس الراحل ياسر عرفات عن السلطة، كان خضوعاً لمطالب أرئيل شارون.

ويشير بن إلى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية كان في غاية الارتياح من خطاب بوش. وأن الكلمات القاسية التي وجهها بوش لحركة حماس، أتاحت لأولمرت تحذير عباس، قبل إلقاء الخطاب، من إجراء محادثات مع حركة حماس. وكان الطلب الوحيد لبوش من إسرائيل هو إخلاء البؤر الاستيطانية.

كما يضيف أن المبادرة إلى عقد مؤتمر في الخريف، يستجيب لرغبة أولمرت، والذي هو بأمس الحاجة إلى انجاز سياسي عشية صدور التقرير النهائي للجنة فينوغراد. بيد أن بوش أكد على ضرورة الاعتراف بإسرائيل كشرط للمشاركة في المؤتمر. ويقول "بقي الآن أن ننتظر مشاركة السعودية في المؤتمر، خاصة وأن رفضها الاجتماع علانية مع إسرائيل كان قد عرقل مبادرة مماثلة قبل عدة شهور".

وبحسب بن فإن إسرائيل اعتبرت خطاب بوش كغطاء فاتر لوزيرة الخارجية كونداليزا رايس، التي لا تزال تطرح ما يسمى بـ"الأفق السياسي" بدون أن تلقى حماسا من أولمرت. فبوش جاهز لـ"الأفق السياسي والحديث عن الحل الدائم"، ولكنه سيترك المؤتمر لتقوده رايس، بينما سيبقى هو في البيت الأبيض، لأنه لا يريد أن يجازف بما تبقى له من "مكانة هزيلة" في "الوحل الفلسطيني"..

التعليقات