"واشنطن لا تطالب بوقف الاستيطان"...

الولايات المتحدة تقر بالفشل في تجديد المفاوضات المباشرة، وبحسب مسؤول أمريكي فإن تجميد الاستيطان لـ90 يوما لن يحقق الظروف المطلوبة لتجديد المفاوضات بشكل ناجح * من المتوقع أن تعلن كلينتون العودة إلى المفاوضات غير المباشرة *

 
عنونت "يديعوت أحرونوت" عددها الصادر صباح اليوم، الأربعاء، بـ"لا مفاوضات، ولا مساعدات، ولا تجميد"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تقر بالفشل في وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، كما نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية اتهامهم لنتانياهو بالمماطلة والتسبب بالوصول إلى طريق مسدود.
 
وفي التفاصيل، كتبت الصحيفة أنه بشكل رسمي فإن المفاوضات السياسية دخلت في أزمة عميقة، وأن الولايات المتحدة أعلنت يوم أمس فشل المباحثات بشأن تجميد البناء الاستيطاني، ولن تكون هناك مفاوضات مباشرة، ولن تحصل إسرائيل على رزمة المساعدات الأمنية والسياسية.
 
كما نقلت عن مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، قولهم إن نتانياهو لم يشعر بالأسف لهذا القرار، في حين نسبت لمسؤولين فلسطينيين قولهم إن "إسرائيل اختارت المستوطنين وليس السلام".
 
ونقلت عن مسؤول أمريكي رسمي قوله يوم أمس، الثلاثاء، إن الإدارة الأمريكية وصلت إلى نتيجة مفادها أن تمديد تجميد البناء الاستيطاني لن يكون أساسا لتجديد المفاوضات المباشرة بين نتانياهو وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
 
وقال أيضا إن سقف توقعات الطرفين بشأن ما سيحصل خلال التجميد وبعده كان أعلى من اللازم. وأضاف أن الولايات المتحدة امتنعت عن إلقاء مسؤولية الفشل على أحد الطرفين.
 
وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الإدارة الأمريكية قد قررت أن تجميد الاستيطان في هذه المرحلة لا يمكن أن يكون أساسا للمفاوضات بين الطرفين.
 
وأضاف أن الإدارة الأمريكية ستواصل اتصالاتها مع الطرفين، ومع دول عربية والشركاء الدوليين بشأن القضايا الجوهرية بهدف تحقيق تقدم. وقال أيضا إنه في الوقت الحالي ومع انسداد قناة المحادثات المباشرة فإن تقديرات البيت الأبيض والخارجية الأمريكية تشير إلى أن "العملية السياسية" سوف تدخل في جمود عميق.
 
كما كتبت الصحيفة أن خيبة أمل تسود الإدارة الأمريكية بسبب رفض إسرائيل التوصل إلى اتفاق بشأن تجميد الاستيطان. ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله إنه تم الاتفاق على ذلك في لقاء استغرق 7 ساعات بين نتانياهو ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إلا أن نتانياهو طرح مطالب جديدة أوصلت المحادثات إلى طريق مسدود.
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إن الولايات المتحدة أدركت أنه لا يمكن توفير سقف التوقعات الفلسطينية بأنه يمكن التوصل إلى اتفاق حول الحدود خلال 90 يوما.
 
وقالت المصادر الإسرائيلية ذاتها إن إسرائيل طلبت الحصول على طائرات "أف 35" قبل تجميد الاستيطان وأن الطلب لا يزال على الطاولة. وبحسبها فإن الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل لا يزال قائما، وأن الولايات المتحدة ستواصل الحفاظ على تفوقها النوعي.
 
 
ومن جهتها عنونت صحيفة "هآرتس" عددها الصادر اليوم بأن "الولايات المتحدة وإسرائيل تعلنان فشل الاتصالات لتجديد المفاوضات المباشرة".
 
وكتبت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الأمريكية سوف تلقي خطابا خلال الأسبوع الحالي، ومن المتوقع أن تتحدث عن مسار جديد لتجديد ما يسمى بـ"العملية السياسية".
 
كما أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة سوف تجري في واشنطن محادثات مع ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين لإيجاد طريقة لمواصلة المفاوضات. وأضافت أن واشنطن تهدف إلى العودة إلى "المحادثات التقريبية"، أي المفاوضات غير المباشرة بوساطة أمريكية.
 
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأمريكي قوله يوم أمس إن الولايات المتحدة أجرت مشاورات مع الطرفين، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنه حتى في حال تجديد تجميد الاستيطان لمدة 90 يوما أخرى فإن ذلك لن يوفر الظروف التي تتيح تجديد "العملية السياسية" بشكل ناجح.
 
وكتبت صحيفة "معاريف" في صفحتها الرئيسية تحت عنوان "إسارئيل والولايات المتحدة: تفجر المحادثات" أن الاتصالات مع الولايات المتحدة لتجديد المفاوضات المباشرة انتهت بدون تحقيق أي نجاح. وأن واشنطن لا تطالب نتانياهو بتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، إلا أنه سوف يواجه "الجمود السياسي".

التعليقات