محللون إسرائيليون: أردوغان يلعب بالنار

"ينضاف إلى خسارة إسرائيل لأصدقائها في المنطقة، خسارة لأهم قيمة كانت تملكها، ألا وهي قوة الردع في مجالات متعددة وليست العسكرية فحسب"..

محللون إسرائيليون: أردوغان يلعب بالنار
ما زال وضع إسرائيل الإقليمي وخاصة خسارة حليفتيها السابقتين، مصر وتركيا، الشغل الشاغل للمعلقين والمحللين الإسرائيليين، الذين ما انفكوا يحذرون من العزلة التي تطبق على إسرائيل في ضوء الربيع العربي.
 
في هذا السياق، أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت"، أليكس فيشمان، إلى التصعيد الذي اتخذ مؤخرا ملمحا عسكريا بين إسرائيل وتركيا، حيث كتب تحت عنوان، "أردوغان يلعب بالنار"، أن الأخير قد تجاوز الخيط الرفيع الفاصل بين التصعيد الكلامي وبين الانزلاق إلى مواجهة عسكرية، منوها، إلى أن الرجل الذي أدار بشهادة الجميع معركة سياسية مخططة ومنظمة ضد إسرائيل، ووضع لها أهدافا واضحة، هذا الرجل بدأت عواطفه تقوده وأخذت العوامل النفسية تغلب المنطق لديه.
 
وتحدث فيشمان، في مقاله، عن جملة تحركات عسكرية تركية استعراضية، بينها خروج قوة بحرية تركية في مهمة تنقيب، مقابل الشواطئ القبرصية وهي معززة بفرقاطات وغواصات وكأنها في مهمة عسكرية، وعن زيادة وتيرة الحركة العسكرية التركية البحرية والجوية في البحر المتوسط، وعن مفاخرة الخارجية التركية أمام السفراء العرب في أنقرة، أن الطيران التركي أرغم أكثر من مرة طائرات إسرائيلية كانت على مقربة من الأجواء السورية على الفرار، وبغض النظر، إذا كان الحديث يدور عن أنصاف حقائق أو مجرد فنتازيا، كما يقول فيشمان، فالشيء الواضح، حسب رأيه، أن اللهجة التركية قد انتقلت من الشتائم إلى ألاعيب الحرب، وأن أردوغان بدأ يلعب بالنار وفي وضع كهذا فإن المسافة الفاصلة بين شعور أحد الطيارين الأتراك أو الإسرائيليين بالتهديد والضغط على الزر الذي يطلق الصاروخ ليست بعيدة وأن المسافة بين التحرش وبين الانفجار الاقليمي ليست بعيدة أيضا.
 
المحلل السياسي في صحيفة "معاريف،" بن كاسبيت، يرى أن خيارات إسرائيل ليست كثيرة، وأن عليها أولا وآخرا أن تختار بين إسلام تركيا وإسلام إيران أو بين أردوغان وأحمدي نجاد، اللذين يصفهما بأوصاف، نربأ عن نقلها، ليرسو لديه الخيار على الأول، فتركيا مفضلة على إيران، كما يقول، لأنها دولة غربية تقريبا، نصف أوروبية، كوسموبوليتية، منفتحة على العالم الديمقراطي، عضو في الناتو، لا تدعو للقضاء على إسرائيل، لا تعمل على إنتاج أسلحة دمار شامل، وتعيش مع أمم العالم بسلام نسبي.
 
بن كاسبيت، كعادة الإسرائيليين في تشويه صورة خصومهم، يذهب حد الاعتقاد أن أردوغان يعاني من عدم استقرار نفسي، أو هو واقع تحت تأثير وزير خارجيته المتشدد إسلاميا وهو يعاني حالة تمزق بين الشرق والغرب، كما يقول، ولكنه يعاود طرح المفاضلة القائمة بينه وبين نجاد ليختار أردوغان، ليس قبل إضافة، حتى الآن.
 
الكاتب الصحفي إيتان هابر، يضيف إلى خسارة إسرائيل لأصدقائها في المنطقة، خسارة لأهم قيمة كانت تملكها، ألا وهي قوة الردع في مجالات متعددة وليست العسكرية فحسب، كما يقول، ويشير إلى انقلاب المعادلة التي كانت قائمة، حيث أصبحت إسرائيل هي المرتدعة في مختلف هذه المجالات، سياسيا وقضائيا وعسكريا وهو يذكر، لتأكيد نظريته، برسالة القاهرة الأخيرة التي ردعت إسرائيل عن التحرك العسكري ضد قطاع غزة، علما أن إسرائيل كانت قد خرجت في الماضي بحربين ضد لبنان وضد غزة دون أن تتلبد سماء القاهرة، ويذكر كذلك أن جنرالا اسرائيليا صاحب صولة في المعارك، لم يتمكن من الهبوط من الطائرة في لندن، عندما انتظره شرطيان في نقطة تفتيش الجوازات، مشيرا إلى أنه لم يخلق بعد في قمة القيادة السياسية والعسكرية، من هو على استعداد لامتحان قوة المحكمة الدولية في "هاغ" وفي مجال الارتداع الاقتصادي يورد هابر، أن عشرات الشركات الإسرائيلية تخاف أن تفصح عن هويتها الإسرائيلية وتعمل وهي مجهولة الهوية.
 
عسكريا، يقول هابر، إن هناك على مقربة من دمشق في سوريا أو على ضفاف الليطاني في لبنان أو في زقاقات رفح، هناك يستطيع أي كان أن يضغط على زر التشغيل، لتعرف إسرائيل أنها واقعة تحت هجمة صاروخية وعندها لا يؤثر على نتيجة الحرب كثيرا، تدمير كتيبة دبابات على الجبهة، لأن ما سيحسم الحرب هو الدمار والخراب الذي سيصيب العمق الإسرائيلي، ناهيك عن أن الجيوش من حولنا تمتلك السلاح الأمريكي العصري، وأن الحرب القادمة ستكون طويلة وعلى أرضنا، يقول هابر.

التعليقات