محللون إسرائيليون: على إسرائيل أن ترى في المصالحة فرصة لا تهديدا

أجمع عدد من المحللين الإسرائيليين على أن طريق المصالحة الفلسطينية لا زالت طويلة ومليئة بالعثرات، لكنهم دعوا إلى اعتبارها فرصة لا عقبة، وانتقد بعضهم ردود الفعل العدائية الهوجاء لحكومة نتياهو على اتفاق المصالحة.

 محللون إسرائيليون: على إسرائيل أن ترى في المصالحة فرصة لا تهديدا

أجمع عدد من المحللين الإسرائيليين على أن طريق المصالحة الفلسطينية لا زالت طويلة ومليئة بالعثرات، لكنهم دعوا إلى اعتبارها فرصة لا عقبة، وانتقد بعضهم ردود الفعل العدائية الهوجاء لحكومة نتياهو على اتفاق المصالحة.

ففي تقرير لصحيفة هآرتس، دعت إلى النظر إلى اتفاق المصالحة  كفرصة لا كتهديد،  وقالت: "بعد أن ادعى نتنياهو بأنه لا يمكن التقدم في التسوية لكون عباس لا يمثل كل الفلسطينيين طالما لا تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة، فإن الاتفاق في حال تحققه  يمنح الإجابة لهذا الادعاء".

من جانبه رأى  المعلق السياسي تسفي بارئيل، في مقالة نشرها في الصحيفة ذاتها أن "الطريق لتشكيل حكومة وحدة طويلة ومليئة بالألغام، لكن الظروف السياسية  التي تواجهها السلطة الفلسطينية وحركة حماس من شأنها أن تسهم في المصالحة".

 لكن النقد الشديد لسياسة حكومة نتنياهو جاء على لسان المعلق السياسي عاموس هرئيل، الذي اعتبر موقف حكومة نتنياهو من المصالحة عدائيا وأهوجا، لكنه توقع عقبات في تطبيق الاتفاق. وقال هرئيل إن المصالحة بين فتح وحماس لا تعني خراب الهيكل الثالث. الجانبان أظهرا في الماضي موهبة في تقويض الاتفاقات بينهما، لكن المصالحة توفر لنتنياهو ذخيرة دعائية  في خدمة جهوده  للإثبات بأن الفلسطينيين هم من أدوا لانهيار المفاوضات.

وأضاف هرئيل: "لم تمر دقائق على إعلان التوصل إلى اتفاق المصالحة، حتى شن مكتب رئيس الحكومة هجومًا على كل الجبهات، وشهد المكتب حراكا في المراسلات للوزراء،  وتلقى المراسلون وابلاً من الرسائل النصية، وحسابات التويتير والفيسبوك التابعة لمكتب نتنياهو أمطرت نارا وكبريتا".

وكانت أشد التصريحات هوجا، بحسب هرئيل، تصريحات أوفير جندلمان، المتحدث باسم نتنياهو للإعلام  الذي كتب في حسابه في "تويتير":   

"إن إسرائيل قادرة على سحق حماس وفتح لكن هل يريد  أفير  عباس محاربتها من خلال حكومة "الوحدة الوطنية" أم يريد السلام معها، هذان خطان متوازيان لا يلتقيان". 

ويضيف هرئيل: هذه المواقف العدائية الصادرة عن نتنياهو ومساعديه كاننت متوقعة.  وهو رد فعل يميز   حكومة إسرائيل غزاء اي  تغيير يحصل في الشرق الأوسط. حصل حينما تمت الإطاحة مبارك، وحينما فاز روحاني في الانتخابات الإيرانية، وحينما تم التوصل اتفاق مؤقت بين  الدول العظمى وإيران حول برنامجها النووي، وها هو يتكرر، رد فعل سلبي  يشير إلى الارتباك  ويرى في كل تغيير للوضع القائم  تهديدا لا فرصة.

 واضاف: رد الفعل هذا لم يكن متوقعا فحسب، بل منافقا ايضا،  فخلال وجود نتنياهو على راس الحكومة  أدار محادثات مع حماس،  وتوصل إلى اتفاقين مكتوبين واحد لتبادل الأسرى، وآخر لوقف إطلاق النار.

وتابع: نتنياهو الذي استنزف عباس بسبب إطلاق سراح 80 اسيرا  قضوا اكثر من 20 سنة في السجن ، وأدى رفضه إطلاق سراح 14 اسيرا فلسطينيا من عرب إسرائيل إلى تفجير المفاوضات، كان على استعداد لمنح حماس الف أسير بكامل لياقتهم البدنية بمن فيهم عرب إسرائيليين. كما أنه رفض منح عباس اي رمز من رموز السيادة في الضفة الغربية ، لكنه لم يتردد بالاعتراف بسيادة حماس على قطاع غزة.

 ويرى هرئيل أن وزيرة القضاء  تسيبي ليفني تجاوزت حدود النفاق يوم أمس، بتماهيها مع  خط نتنياهو  حيث ادعت أن اتفاق المصالحة الفلسطيني  من شأنه أن يمس بجهود  التسوية وفي نافذة الفرص التي فتحت مؤخرا.  لكن فات ليفني أن تقول إحياء المفاوضات، لو تحقق لن يعدو كونه استمرارا للمحادثات العبثية  التي اضطلعت بها طوال الشهور الثمانية الأخيرة.

 وتابع: كان يتوقع من إسرائيل التي  تقول بأنها تسعى لدفع حل الدولتين أن تفرح  يوم أمس للاتفاق بين حماس وفتح  وأن ترى فيه فرصة لا تهديدا. فمن كان ينتقص من السلطة الفلسطينية بسبب عدم سيطرتها على غزة هم نتنياهو وليبرمان واصدقاؤهم. واتفاق المصالح إذا تحقق  يوفر إجابة  لهذه الادعاءات  ويفضي إلى  حكومة تمثل كل الفلسطينيين.

التعليقات