طائرات بدون طيار: الصور ليست واضحة بما يكفي لتشخيص شخص يحمل سلاحا

"أولا، كنت سأسألهم: كم مرة رأيتم النساء والأطفال والنار تشتعل بهم بعد أن أصيبوا بصاروخ؟ كنت سأسألهم: كم مرة رأيتم رجالا يحاولون عبور حقل زحفا، في محاولة للوصول إلى مكان يستطيعون فيه تلقي المساعدة بعد أن قطعت أرجلهم؟ أو: كم مرة رأيتم جنودا يحتضرون إلى جانب الشارع في أفغانستان لأن الطائرات بدون طيار خاصتنا، والذكية والدقيقة، لم تتمكن من تشخيص عبوة ناسفة زرعت في طريق قافلتهم؟"

طائرات بدون طيار: الصور ليست واضحة بما يكفي لتشخيص شخص يحمل سلاحا

كتبت هتر لينباو في صحيفة "غارديان" البريطانية، وهي تعمل في تفعيل الطائرات بدون طيار في الجيش البريطاني، أنها عندما تقرأ ما يقوله سياسيون في امتداح طائرات "ريبر" و"بريداتور"، يخطر ببالها أن تسألهم بضعة أسئلة:

"أولا، كنت سأسألهم: كم مرة رأيتم النساء والأطفال والنار تشتعل بهم بعد أن أصيبوا بصاروخ؟ كنت سأسألهم: كم مرة رأيتم رجالا يحاولون عبور حقل زحفا، في محاولة للوصول إلى مكان يستطيعون فيه تلقي المساعدة بعد أن قطعت أرجلهم؟ أو: كم مرة رأيتم جنودا يحتضرون إلى جانب الشارع في أفغانستان لأن الطائرات بدون طيار خاصتنا، والذكية والدقيقة، لم تتمكن من تشخيص عبوة ناسفة زرعت في طريق قافلتهم؟".

وتضيف أن قليلين من بين السياسيين الذين يمتدحون، وبدون خجل، الطائرات بدون طيار، لديهم فكرة جيدة عما يحصل فعلا على الأرض. وتؤكد أنها رأت ذلك بأم عينيها، وتعرف أسماء بضعة جنود شبان ظلوا ينزفون حتى الموت على قارعة الطريق. وأن عشرات الشبان احتضروا أمام عينيها في أفغانستان، في الحقول وعلى ضفاف الأنهار، وحيث كانت عائلاتهم بانتظارهم، وحتى في طريقهم للصلاة في الجامع.

وتكتب أيضا أن "جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا تصرح بعناد أن الطائرات بدون طيار ذكية ودقيقة، فلماذا إذا تشعر بالحاجة لنشر معلومات خاطئة، أو معطيات قليلة أو ناقصة بشأن مقتل مدنيين، وتقارير مشوهة عن القدرات التكنولوجية للطائرات بدون طيار. فمثل هذه الحوادث ليست معدودة، ونسبة المدنيين الذين يصابون لم تتغير، رغم أن سلطات الدفاع والأمن تفضل أن تقول لنا شيئا آخر".

وتضيف أن الجمهور يجب أن يعرف أن الصورة في شريط الفيديو الذي صور ليست واضحة بما يكفي لتشخيص شخص يحمل سلاحا، حتى في الأيام الصافية التي تكون الرؤية فيها جيدة. ولذلك فإن كبار المختصين سيجدون صعوبة في تحديد، بشكل قاطع، ما إذا كان الشخص في الصورة يحمل سلاحا أم لا.

وتتابع: "كنا دائما نتساءل إذا كنا قد قتلنا الأشخاص المقصودين، أو إذا عرضنا للخطر حياة أناس غير المقصودين، أو دمرنا حياة مواطن بريء لأن زاوية الكاميرا ليست دقيقة".

وتتابع أنه من بين الأشخاص العاملين على تفعيل الطائرات بدون طيار من يتوجه لتلقي المساعدة النفسية في إطار الجيش، ولكنهم لا يستطيعون التوجه إلى من يرغبون بالتوجه إليه بسبب سرية المهمة. كما تشير إلى أنه من المثير أن إحصائيات حالات الانتحار التي تعمل في هذا المجال لا تنشر، ولا يوجد معلومات حول عدد الجنود العاملين في تفعيل هذه الطائرات الذين يتلقون علاجات ضد الاكتئاب والأرق والخوف.

كما تشير إلى أن صحيفة "غارديان" نشرت مؤخرا تصريحات لوزير الدفاع البريطاني يمتدح فيه العاملين في برنامج تفعيل طائرات بدون طيار. ولكنها تعلق على ذلك بالقول "ليتني كنت أستيطع أن أتحدث إليه عن انتحار اثنين من زملائي خلال عام من خروجهم من الجيش".

وفي نهاية المقال تكتب أنه "في الشرق الأوسط فإن مفعلي طائرات بدون طيار يستخدمونها للهجوم وليس للدفاع. ولذلك طالما أن الجمهور لا يعلم بذلك، فإن التهديد الخطير لقدسية الحياة يظل قائما سواء في البيت أم خارج حدود الدولة".

التعليقات