19/12/2018 - 10:42

تدريب العقل مفتاح لجسم سليم... ورشيق أيضًا

توصلت دراسة حديثة نشرتها دورية "جورنال أوف كلينيكال إندوكرينولوجي آند ميتابوليزم" يوم أمس الثلاثاء، إلى أن اليقظة الذهنية، والتي تعتمد على أداء التدريبات الذهنية، قد تحسِّن من فاعلية برامج إدارة الوزن المكثفة.

تدريب العقل مفتاح لجسم سليم... ورشيق أيضًا

(Pixabay)

توصلت دراسة حديثة نشرتها دورية "جورنال أوف كلينيكال إندوكرينولوجي آند ميتابوليزم" يوم أمس الثلاثاء، إلى أن اليقظة الذهنية، والتي تعتمد على أداء التدريبات الذهنية، قد تحسِّن من فاعلية برامج إدارة الوزن المكثفة.

والدراسة هي الأولى من نوعها، إذ تطرح فكرة تطبيق إستراتيجيات اليقظة الذهنية في سياق خدمة السمنة، مما يدل على فاعليتها من أجل التوصل إلى تغيير إيجابي في السلوكيات المتعلقة بتناول الغذاء.

إذ تبيّن من خلال البحث أنّ الأفراد الذين شاركوا في دورات اليقظة الذهنية كجزء من برنامج إدارة الوزن المكثف فقدوا في ستة أشهر وزنًا أكبر مما فقده المشاركون الآخرون في البرنامج الذين لم يحضروا تلك الدورات.

وعرّف باحثو جامعتي "وارويك" و"كوفنتري" البريطانيتين الذين أجروا الدراسة، اليقظة الذهنية على أنها "القدرة على الإدراك المتواصل والمستمر للحالة الذهنية والعاطفية للإنسان"، وفي سياق البيئة المباشرة الخاصة به، ويمكن تطويرها من خلال ممارسة التأمل وبعض التدريبات الأخرى.

واستمرت مدة الدراسة التي ضمت 53 شخصًا متطوعًا، أكثر من عشرة أشهر امتدت من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2016 إلى آب/ أغسطس 2017. وكان متوسط مؤشر كتلة الجسم للمشاركين أكبر من 35 كغم/ متر مربع، وأعمارهم أكبر من 18 عامًا.

وأكّدت النتائج أن الذين أكملوا دورة التدريبات الذهنية فقدوا 2.85 كيلوغرام، مقارنةً بأفراد المجموعة الضابطة المكونة من 20 فردًا والذين لم يشاركوا في الدورة، وذلك في فترة الأشهر الستة التالية لتلقي الدورة التدريبية.

في المقابل فإنّ الأفراد الذين لم يحضروا سوى مرة واحدة أو اثنتين من الدورات الأربع فقدوا حوالي 0.9 كغم، خلال الفترة نفسها، بينما عانى أفراد العينة الذين لم يستكملوا الدورة التدريبية من زيادة الوزن فوق ما كانوا عليه في بداية الدراسة مقارنةً بأولئك الذين انتهوا من دورة التدريبات الذهنية الجماعية.

كما أكّد المشاركون الدراسة أن التدريبات الذهنية ساعدتهم على تحسين علاقتهم بالغذاء. فالأفراد الذين استكملوا الدورات كاملةً ذكروا أنهم أصبحوا أكثر قدرةً على التخطيط قبل تناول الغذاء، وأصبحوا أكثر ثقةً فيما يتعلق بقدرتهم على الإدارة الذاتية لبرامج فقدان الوزن.

وأوضحت الدراسة أهمية التدريبات الذهنية في علاج العديد من الأمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والألم المزمن، والاكتئاب، واضطرابات القلق، وحتى كعلاج مساعد لإدارة السرطان.

كما بيّنت أن تطبيق هذه التدريبات في كل السيناريوهات السابقة كانت له نتائج إيجابية في تحسين الأداء الذهني والبدني؛ إذ ساعد التركيز الذهني الكامل القدرة على تعديل علاقاتنا وتفاعلاتنا مع التجارب الشخصية السلبية من خلال تعزيز الوعي والقَبول بتلك التجارب والعمل على مواجهتها.

وأوضح الباحثون في الدراسة بعقد دورات مماثلة في إطار الرعاية الأولية، أو حتى تطويرها إلى أدوات رقمية عبر برامج وتطبيقات ذكية يمكنها توسيع نطاق هذا النهج للوصول إلى عدد أكبر من السكان.

وبيّنوا أن هناك العديد من الأمراض المزمنة الحالية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأنماط الحياة، ما يجعل من الأهمية بمكان التركيز على تمكين الناس من اتخاذ قرارات مناسبة حول أنماط حياتهم ودفعهم باتجاه تغيير سلوكياتهم السلبية إلى سلوكيات إيجابية مفيدة.

وتضع منظمة الصحة العالمية "فرط الوزن والسمنة" ضمن قائمة مخاطر الوفاة الرئيسية على مستوى العالم، إضافةً إلى ارتفاع ضغط الدم، وتعاطي التبغ، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والخمول البدني.

كما تشير إحصائيات المنظمة إلى أن "معدلات السمنة زادت بمقدار ثلاث مرات منذ عام 1975، وأن أكثر من 1.9 مليار شخص بالغ في جميع أنحاء العالم يعانون من "فرط الوزن والسمنة"، وفق تقديرات عام 2016.

التعليقات