رأى محللون أن البلاد تتجه نحو التصعيد في أعقاب التوتر الأمني في البلاد عموما والقدس خصوصا.
وقال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور محمود محارب، لـ'عرب 48'، في أعقاب عملية الكنيس في القدس، صباح اليوم الثلاثاء، إن 'هذا التصعيد للمقاومة الفلسطينية، وإن كانت أعمال فردية، إنما تعكس حالة الاحتقان المتزايدة في أوساط المقدسيين جراء الممارسات القمعية الإسرائيلية'.
ورأى محارب أن 'هذه العمليات تتصاعد على ضوء إستراتيجية إسرائيل لتهويد مدينة القدس وزيادة الاستيطان وإقامة 16 مستوطنة في أنحاء القدس العربية وإطباق الحصار وتدمير البنية الاقتصادية، بحيث قتلوا الأمل لدى المقدسيين وجيل الشباب هناك'.
وأضاف محارب أن 'محاولة تهويد المسجد الأقصى من جانب الحزب الحاكم في إسرائيل، بالإضافة للنشاط الإرهابي للمستوطنين واليمين الفاشي ضد العرب، دفعت الكثير من الشباب للاستعداد للتضحية ومواجهة الاحتلال، لذلك نشهد في الآونة الاخيرة، في جميع الأحياء الشعبية التي تتعرض لعملية إذلال وإهانات منهجية، الأمر الذي دفع بالبعض للاستعداد للموت، لأن إسرائيل لم تترك لهم متنفسا'.
وتابع محارب أن 'تصعيد الاحتلال سيقود إلى تصعيد فلسطيني. والفلسطينيون في القدس يريدون أن يكونوا جزءا من الدولة الفلسطينية ومستعدون للتضحية'.
من جانبه، شدد الباحث في شؤون مدينة القدس، خليل التفكجي، على أن 'التصعيد هو نتيجة حتمية لممارسات الاحتلال'، لافتا إلى أن 'القضية ليست قضية انتفاضة ثالثة، بل هي نتيجة للسياسات والممارسات العدوانية الاسرائيلية منذ العام 1967، والجديد اليوم هو عودة إسرائيل لممارسة القبضة الحديدية ضد القدس وأهلها الذين يعانون الويلات'.
وأضاف التفكجي: 'يأتي هذا أيضا ردا على محاولة إسرائيل ومضيها في تغيير معالم المدينة وممارسات القمع والاعتداءات المتكررة على الناس وممتلكاتهم وعلى المقدسات. وهذا القمع المتراكم والاحتقان ضد ما تقوم به إسرائيل لقضم ما تبقى والإجهاز على كل ملامح المدينة العربية'.
وأشار إلى أن 'الفلسطينيين يجدون أنفسهم اليوم وحدهم أمام البطش والعنجهية والعدوان الإسرائيلي'.
وخلص التفكجي إلى القول إنه 'باعتقادي أنه سيكون هناك تصعيد فلسطيني لمثل هذه العمليات القتالية المنفردة كما حدث اليوم وحدث سابقا، وهي غير منظمة ولا أستطيع أن أتنبأ متى تتحول إلى انتفاضة عارمة، لكني أعتقد أن هذا النوع من العمليات سيتواصل مع تواصل وتصعيد الاحتلال من عدوانه على الفلسطينيين وعلى المقدسيين'.
التعليقات