01/06/2015 - 14:28

شتاينماير: الوضع القائم في غزة لا يجوز أن يستمر أبدا

قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر- شتاينماير اليوم الاثنين إن الوضع القائم في قطاع غزة "لا يجوز أن يستمر أبدا"، داعيا إلى تسريع جهود إعمار القطاع وتحسين مستوى حياة سكانه.

شتاينماير: الوضع القائم في غزة لا يجوز أن يستمر أبدا

مؤتمر صحافي في غزة (رويترز)

اجتمع وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، اليوم الاثنين مع وفد من حكومة الوفاق الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك بعد أن أجرى جولة في غزة وحض على ضرورة بذل مزيد من الجهود من أجل إعادة إعمار القطاع الذي تعرض لدمار واسع جراء العدوان الإسرائيلي صيف 2014 .

وقبل اجتماعه بحكومة الوفاق،  قال شتاينماير إن الوضع القائم في قطاع غزة 'لا يجوز أن يستمر أبدا'، داعيا إلى تسريع جهود إعمار القطاع وتحسين مستوى حياة سكانه. وذكر شتاينماير ، خلال مؤتمر صحفي عقده في مرفأ غزة البحري، أنه بحث مع السياسيين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية كيفية العمل لخلق أفاق للحياة في غزة.

 وقال شتاينماير 'نحن بحاجة لبذل مزيد من الجهود لإعادة الإعمار'، وأضاف: 'في جميع الاجتماعات تحدثت عن الأمل وتيقنت أننا نجلس هنا على برميل بارود لا يجب أبدا أن ينفجر'. وحث شتاينماير على بذل مزيد من الجهود لدفع إعادة الإعمار في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية تساهم في ذلك. ودعا إلى عدم تكرار «الأحداث العسكرية» وما تخلفه من دمار في قطاع غزة.

وقال: 'لتجنب مخاطر التصعيد (في غزة) نحن بحاجة إلى جانب المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار العمل على تحسين الوضع الاقتصادي واستثمارات من الداخل والخارج وإمكانيات التصدير للبضائع المحلية وهذا لا يتم إلا من خلال فتح المعابر'. وشدد شتاينماير على أنه 'من الصعب إنجاز ذلك دون وقف لإطلاق الصواريخ من غزة باعتبار أن الأمن مقابل للتنمية البشرية هنا وتطوير حياة السكان '.

وأضاف 'اليوم رأينا الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية في الفترة الماضية' في إشارة الى الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل الصيف الماضي.

واكد الوزير الالماني أنه خلال جولة تفقدية في منطقة الشجاعية شرق غزة التقى 'مواطنين فقدوا منازلهم وشاهدت حجم وأهمية المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي لهؤلاء'.

وقال 'نتحدث مع السياسيين في إسرائيل ومع الممثلين السياسيين للسلطة الفلسطينية في رام الله كيف علينا أن نعمل سوياً من أجل خلق آفاق للناس ليعيشوا بكرامة' مضيفا 'تيقنت أن الجميع يعرف أننا نجلس على برميل بارود لا يجوز أبدا أن ينفجر'.

ودشن الوزير مدرسة 'أسماء' الابتدائية للاجئين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة والتي تم بناؤها بتمويل ألماني.

اجتماع مع حكومة الوفاق

وعقد شتاينماير اجتماعا مع وفد عن حكومة الوفاق في مقر مجلس الوزراء في غزة ضم نائب رئيس حكومة الوفاق زياد أبو عمرو وكلا من وزير العمل مأمون أبو شهلا ووزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة.

وقال أبو شهلا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن اللقاء بين الوفد الحكومي وشتاينماير كان إيجابيا ومثمرا. وأضاف أبو شهلا أن 'الوزير الألماني كان متجاوبا جدا وأظهر وجود تطور إيجابي في موقف المجتمع الدولي لصالح القضية الفلسطينية وخصوصا قطاع غزة'.

وذكر أبو شهلا أن شتاينماير وعد بتكثيف دعم بلاده لتحسين الأوضاع في قطاع غزة وتقديم الدعم السياسي للقضية الفلسطينية. وعقب لقائه الوفد الحكومي ، غادر شتاينماير قطاع غزة عبر معبر بيت حانون/إيرز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

وكان شتاينماير وصل إلى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون/إيرز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية في شمال القطاع. ولدى وصوله غزة افتتح شتاينماير مدرسة تتبع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' في مدينة غزة.

وتفقد الوزير الألماني مناطق الدمار في حي 'الشجاعية' شرقي مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف العام الماضي. والتقي شتاينماير نازحين فلسطينيين ممن دمرت منازلهم في العدوان الإسرائيلي وأطلع على أوضاعهم.

وكان شتاينماير حذر أمس الأحد خلال زيارته لإسرائيل من حرب جديدة في قطاع غزة، واصفا الوضع حاليا بأنه 'بالغ الخطورة'.

وطالب شتاينماير إسرائيل والفلسطينيين باستئناف المفاوضات في عملية السلام المتعثرة.

شتاينماير يلتقي مع الصيادين

ولاحقا تفقد شتاينماير مرفأ الصيادين 'مشروع غرف الصيادين' الممول من البنك الألماني للتنمية من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن شتاينماير التقي أربعة صيادين فلسطينيين وأطلع منهم على حجم القيود الإسرائيلية على عملهم.

وذكر عياش أنه تم إطلاع الوزير الألماني على اعتقال قوات البحرية الإسرائيلية خمسة من الصيادين الفلسطينيين قبالة ساحل شمال مدينة غزة بالتزامن مع زيارته إلى القطاع.

وأضاف أن شتاينماير وعد بالعمل على تحسين أوضاع الصيادين الفلسطينيين وتخفيف القيود الإسرائيلية المفروضة على عملهم إلى جانب دعم احتياجاتهم. ولم يلتق شتاينماير أي من مسؤولي حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' التي كانت أعلنت مساء أمس ترحيبها بزيارته إلى قطاع غزة ووصفتها بـ 'الخطوة المهمة'.

وأعربت الحركة عن تطلعاتها 'أن تلعب ألمانيا الدور الذي يتناسب مع حجمها على المستوى الأوروبي والدولي لرفع الحصار عن غزة، ووقف العدوان وإنصاف الشعب الفلسطيني'.

وشتاينماير هو أرفع مسؤول ألماني يصل قطاع غزة منذ شن إسرائيل عدوانا عسكريا واسع النطاق على القطاع في الفترة من الثامن من تموز/ يوليو حتى 26 آب/أغسطس الماضيين وأدى إلى استشهاد أكثر من 2140 فلسطينيا، وما يزيد عن 10 آلاف جريح.

التعليقات