الشاب نعمان عابد من الناصرة: تحوّل حيُّنا إلى ثكنة عسكريّة أثناء اعتقال ابن عمّي

ذكر الشاب نعمان عابد من الناصرة: "هناك تم تكبيلي وإلقائي على الأرض، واستمر الاعتداء عليّ بالضرب من قِبل عناصر شرطة آخرين، غير الذين رافقوني إلى مركز الشرطة، حتى كدت أفقد عيني اليمنى".

الشاب نعمان عابد من الناصرة: تحوّل حيُّنا إلى ثكنة عسكريّة أثناء اعتقال ابن عمّي

الشاب نعمان إبراهيم عابد

أطلقت الشرطة صباح اليوم الأحد، سراح الشاب نعمان إبراهيم عابد (26 عاما) من مدينة الناصرة إلى الحبس المنزلي، لمدة أربعة أيام، بعد أن كانت قوات من الشرطة قد اعتقلته، الخميس الماضي، من بيته في الحي الشرقي للمدينة، حينما كان يقوم بتصوير وتوثيق عملية اعتقال ابن عمه علي عابد، واعتداء الشرطة الذي وصفه بـ"الهمجيّ" على منزل العائلة.

وروى الشاب نعمان عابد لـ"عرب 48" تفاصيل اعتقاله قائلا إنه في "مساء يوم الخميس، عندما دخلت غرفتي للنوم عند الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، سمعت أصوات اعتداء، وصوت صراخ من منزل عائلة عمي التي تسكن في الطابق السفلي لمنزلنا، فأسرعت الى هناك حيث تعالت الأصوات، ووجدت أن الحيّ قد تحوّل إلى ثكنة عسكريّة، وأن قوات كبيرة من عناصر الشرطة و’حرس الحدود’ والوحدات الخاصة’، تقتحم منزل عائلة عمي بطريقة همجية من أجل اعتقال علي ابن عمي".

وأضاف عابد: "حاولت توثيق اعتداء الشرطة بواسطة هاتفي المحمول، وما إن رأوني أفعل ذلك حتى انقضوا عليّ دون سابق إنذار، واعتدوا عليّ بالضرب المبرح، ثم زجّوني بسيارة الشرطة، وواصلوا ضربي والاعتداء علي، حتّى وصلنا محطة الشرطة (المسكوبية) في الناصرة".

وتابع: "هناك تم تكبيلي وإلقائي على الأرض، واستمر الاعتداء عليّ بالضرب من قِبل عناصر شرطة آخرين، غير الذين رافقوني إلى مركز الشرطة، حتى كدت أفقد عيني اليمنى".

وقال إنه "في الوقت ذاته، كان قد تم اعتقال ابن عمي علي، وتم التحقيق معه بشبهة نشر ’مواد تحريضية’ عبر شبكة التواصل الاجتماعي، بينما تم التحقيق معي بشبهة الاعتداء على أفراد الشرطة!".

وقال عابد إنه تم نقله إلى مستشفى "العائلة المقدسة" في الناصرة، بعد أن أُصيب في عينه ورأسه، ثم نقل من معتقل الناصرة إلى سجن "تسلمون" الذي يقع بالقرب من المغار، ثم نُقل مساء الجمعة إلى المستشفى مرة أخرى، وتم تمديد اعتقاله لمدة يومين أثناء خضوعه للعلاج، وأُعيد إلى "تسلمون". وصباح اليوم الأحد، تم استدعاؤه للتحقيق مرة أخرى في شرطة الناصرة، وهناك تم إطلاق سراحه.

من جانبه، قال إياد عابد، والد المعتقل علي عابد لـ"عرب 48" إن ابنه علي لم ينشر أية مدوّنة لها علاقة بالحرب أو بالتحريض على "أمن الدولة"، وكل ما نشره هو دعوة لصلاة يوم الجمعة، مرفقة بصورة للمسجد الأقصى.

وأضاف إياد عابد: "لقد هوجمنا جميعا وتعرّضنا للاعتداء والتهديد بالسلاح من قِبل عناصر الشرطة، دون أن نبدي أية مقاومة أو تصدٍّ للشرطة، وهذا ما ينطبق عليه مصطلح ’قهر الرجال’، فقد شاهدت بأمّ عيني الاعتداء على ابني وزوجتي وبناتي، ولم يكن بوسعي فعل أي شيء لحمايتهم".

وذكر أن أولاده "نشأوا في بيت مثقَّف، وفي ظل نظام كانوا يعتقدون بأنه ديمقراطي، ولم يعايشوا فترة الحكم العسكري، ولم يعرفوا سياسة القمع هذه غير المبررة ودون ذنب اقترفه علي أو غيره".

ورأى أن الملاحقة إنما تأتي "بهدف الردع وتخويف كل من تسوّل له نفسه أن يكتب مدوّنة، أو يعبر عن رأي مخالف لرأي السلطة الحاكمة في دولة ديمقراطية!".

ومن المقرَّر أن يمثل الشاب المعتقل علي عابد، أمام محكمة الصلح في الناصرة، يوم غد الإثنين، للنظر في طلب تمديد اعتقاله مرة ثانية.

التعليقات