22/06/2017 - 19:13

"سكاي نيوز عربية": السقوط المدوي

أعادت الدعوى القضائيّة التي رفعها رئيس حركة "النهضة" التونسيّة، راشد الغنوشي، ضد قناة "سكاي نيوز عربيّة" الإماراتيّة الجدل حول مصداقية القناة التي تهاوت، وفق مراقبين، بشكل كبير جدًا منذ انطلاق القناة عام 2012.

أعادت الدعوى القضائيّة التي رفعها رئيس حركة "النهضة" التونسيّة، راشد الغنوشي، ضد قناة "سكاي نيوز عربيّة" الإماراتيّة الجدل حول مصداقية القناة التي تهاوت، وفق مراقبين، بشكل كبير جدًا منذ انطلاق القناة عام 2012.

واتهمت القناة جزافًا الغنوشي بتنسيق اغتيال المعارض التونسي البارز، شكري بلعيد، عام 2013، إذ ورد في تقرير بثته القناة "اعترف الإرهابي أبو أنس الليبي بعد أن ألقى الأميركيون القبض عليه بأن عبد الحكيم بلحاج متورط في الاغتيالات السياسية في تونس، بالتنسيق مع رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، وبعلم من القطريين" وهو تقرير جاء ضمن حملة التحريض التي تشنّها الإمارات ضد قطر.

وتستغل القناة اسمها "سكاي نيوز" وهي شبكة أخبار بريطانية مرموقة وتحظى بمصداقية في بريطانيا من أجل إضفاء مصداقية على أخبارها، إلا أنها لا تفرق بشيء عن القنوات الإماراتيّة التي تنساق وراء سياسات حكام إمارة أبو ظبي، وهو ما دفع مكتب محاماة بريطاني إلى تقديم شكوى رسمية لدى هيئة البث البريطانية (أوفكوم) ضد القناة، بالإضافة إلى قناة "العربيّة"، لبثّهما تصريحات ليس لها أساس من الصحة نسبت كذبا إلى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، عقب تعرض وكالة الأنباء القطرية (قنا) لقرصنة إلكترونية في 24 أيار/مايو الماضي.

ووفقًا لبيان عمّمته وكالة الأنباء القطريّة "قنا"، فإنه، وبما أن قناة "العربية" وقناة "سكاي نيوز عربية" (وهي تابعة لشبكة سكاي الفضائية البريطانية ) تستمدان قواعدهما التنظيمية من هيئة "أوفكوم" البريطانية، فقد أوكلت وكالة الأنباء القطرية مكتب "كارتر رك للمحاماة" بتقديم شكوى لدى هذه الهيئة، للفت انتباه هاتين القناتين لقوانينها الإذاعية بما في ذلك البنود التي تتطلب الحياد الواجب والدقة في الأخبار، وهو الأمر الذي خالفته القناتان في بث التصريحات الكاذبة المنسوبة لأمير قطر".

والسقوط المدوّي في تغطية قناة "سكاي نيوز عربيّة" للحصار المفروض على قطر واتهام الغنّوشي ليس جديدًا عن القناة، إذ وقعت القناة، العام الماضي، في مغالطات كبيرة عند تغطية أحداث الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا.

والبداية كانت من ليلة الانقلاب، إذ نقلت القناة المتحمّسة للانقلابيين، عن مصادر أميركيّة قولها إن 'إردوغان يطلب اللجوء لألمانيا' وهي معلومة اتضح أنها كاذبة من أساسها، ما دعا القناة إلى حذفها لاحقًا، بيد أن المتابعين كانوا أذكى من القناة وقاموا بتصويرها.

ومن الأخطاء التي وقعت فيها القناة، هي ادّعائها أن 'الجيش التركي يسيطر على كافّة مرافق إسطنبول' وهو ما لم يكن صحيحًا البتّة، فالانقلابيّون أغلوا جسري البوسفور فقط وحاولوا السيطرة على المطار؛ وفي خبر آخر، قالت القناة إن هنالك 'ترحيبًا بنزول دبّابات الجيش التركي للشوارع'، وهو الأمر الذي اتّضح زيفه، لاحقًا، حيث أظهرت الصور الآتية من إسطنبول رفضًا كبيرًا لمحاولة الانقلاب الفاشلة تلك ومظاهرات ضد الانقلاب والانقلابيين.

وفي الوقت الذي كان فيه مصير رئيس هيئة الأركان التركية، الجنرال خلوصي أقار، مجهولًا، نسبت القناة إلى وسائل إعلام لم تحدّدها القول إن خلوصي قد قُتِل، ليتّضحَ في ما بعد أنه لا زال على قيد الحياة، سالمًا معافىً.

كما نقلت القناة عن مصدر أميركي، لم تسمّه، القول إنه تم 'رفض السماح لطائرة إردوغان بالهبوط في مطار إسطنبول واتصالات مع السلطات الألمانيّة للجوء'.

ومنذ انطلاقها، حاولت القناة منافسة قناة "الجزيرة" واستقطبت عددًا من العاملين فيها مثل مدير مكتبها السابق في القاهرة، سمير عمر، ومراسلها في واشنطن، ناصر الحسيني، لكن القناة فشلت في تحقيق الاختراق اللازم لمنافسة قناة مثل الجزيرة، بل إن ناصر الحسيني عاد إلى "الجزيرة" واستقطبت القناة عددًا من القناة العاملين في "سكاي نيوز عربيّة" مثل حسينة أوشان.

التعليقات