25/09/2017 - 16:54

صحف ألمانيا مستاءة من فوز "البديل" ونجاحه بحاجة لمجتمع منقسم

رغم فوز الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل في الانتخابات الألمانية، إلا أن حزب اليمين الشعبوي المتطرف، "البديل من أجل ألمانيا"، هو من خطف الأضواء بعد تحقيقه إنجازًا تاريخيًا بدخوله البرلمان، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.

صحف ألمانيا مستاءة من فوز

أليس فايدل وألكسندر غاولاند من حزب البديل (أ.ف.ب)

رغم فوز الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل في الانتخابات الألمانية، إلا أن حزب اليمين الشعبوي المتطرف، "البديل من أجل ألمانيا"، هو من خطف الأضواء بعد تحقيقه إنجازًا تاريخيًا بدخوله البرلمان، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.

ونجح هذا الحزب في الحصول على 13% من أصوات الناخبين، لكن فرحته لم تكتمل، إذ قررت زعيمته، فرويكي بيتري، الانسحاب من المؤتمر الصحافي وعدم دخول البرلمان من خلال كتلة الحزب.

وكانت هذه الأمو حديث الصحافة الألمانية صباح اليوم الإثنين، وعن ذلك كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" تقول إن "دخول حزب البديل من أجل ألمانيا كثالث أقوى حزب البرلمان يُعتبر خطوةً تاريخية إلى الوراء بالنسبة إلى المجتمع الألماني. إنه لأمر مرير بالنسبة إلى الثقافة الديمقراطية، وضربة ضد أول مادة في القانون الأساسي (الدستور الألماني)، التي تحمي كرامة جميع الناس بما في ذلك اللاجئين. والأكيد يبقى أن الغالبية الكبيرة من الناخبين موجودة في خندق آخر ولم تصوت لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا. وفي الوقت نفسه تبقى الأصوات الكثيرة التي حصدها حزب البديل هزيمة لمدنية الكيان السياسي".

دخول حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي البرلمان الألماني، كان أيضا موضوعا سلطت عليه الضوء مجلة "دير شبيغل" في موقعها الالكتروني وعلقت تقول: "اليمينيون الشعبويون يدخلون الآن كثالث أقوى كتلة البرلمان الألماني، وفي صفوفهم لا يوجد قليل من اليمينيين المتطرفين. أشباح الماضي تعاود الكَرَّة. فلأول مرة، منذ المرحلة المبكرة للجمهورية الاتحادية، يجلس مجددًا حزب يميني في البرلمان الألماني".

وأضافت: "لكن كتلة حزب البديل من أجل ألمانيا ستكون أقوى من سلفها، حيث يتوقع حصولها على أكثر من 80 ممثلًا برلمانيًا. وهذا له تأثيراته: تخطي الحدود والاستفزازات والفضائح المبرمجة. حزب البديل من أجل ألمانيا سيركز كل شيء على دخوله البرلمان القادم بعد أربع سنوات، والشرط لحدوث ذلك هو وجود مجتمع منقسم".

صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار عنونت تعليقها على الانتخابات التشريعية بالقول "كان من الممكن أن تكون النتيجة أسوأ"، وتابعت تقول: "دعونا نكن صريحين: كان من الممكن أن يأتي كل شيء أسوأ. آنجيلا ميركل دافعت على كل حال عن منصب المستشارية، وحزب البديل لم ينتفخ ليصبح في مستوى حزب شعبي. وإذا كان هذا كافيًا لنتحدث عن انتصار لميركل فإن كل شيء يكون قد قيل حول النتيجة".

وواصلت الصحيفة تقول: "لننظر إلى ما هو إيجابي: ميركل تنقذ نفسها بتحقيق الهدف، والبلاد تبقى في منأى عن تشكيلة جديدة لتحالف حكومي كبير. وهذا ما يمكن استنتاجه. وتحت هذا كله تبقى النتيجة مفتوحة".

صحيفة "دير تاغس شبيغل" ألقت نظرة عامة على نتيجة الانتخابات التشريعية في مقاربة مع دخول حزب البديل من أجل ألمانيا البرلمان الألماني، وكتبت تقول إن "حزبي الاتحاد المسيحي، قد يميلان أكثر إلى اليمين، لكي لا يتقوى حزب البديل من أجل ألمانيا أكثر. والحزب الليبرالي الديمقراطي سبق وأن فعل ذلك. وهنا يُتاح مجالٌ جديد للاشتراكية الديمقراطية. في آن واحد يمكن أن تفكر فيما إذا كان ممكنا تشكيل كيان معاكس مع حزب اليسار والخضر، له أغلبية ضد الحكومة المقبلة. ومن ثم سيتولى الحزب الاشتراكي الديمقراطي دورًا جديدًا: ألا وهو دور الزعامة. وهذا قد يشكل تحديًا مثيرًا".

صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" علقت أيضا نتائج على هذه الانتخابات وكتبت أن "البرلمان الألماني في خطر، لأنه سيتحول إلى أرضية رنانة لأجندة شعبوية ونظريات المؤامرة الشيزوفرينية، وتقوي بهذا الشكل التمكن بسهولة من السيطرة على المجال العام. وهذا من أجل التسلل بشكل منهجي لتفريغ البديهية الليبرالية لمجتمع منفتح. هذا يهمنا جميعًا! يهمنا جميعًا نحن الذين لا نُحسب على حزب البديل من أجل ألمانيا وزبائنه. هذه الديمقراطية تحتاج إلى شغفنا ومقاومتنا ومعارضتنا بلا حل وسط ضد سم اليمين. والآن أكثر من أي وقت مضى: لا مجال للتودد في أي مكان".

أما صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" فقد سلطت الضوء على النتيجة الضعيفة، التي أحرزها الحزب الاشتراكي الديمقراطي في هذه الانتخابات التشريعية، الأمر الذي جعله يختار كرسي المعارضة عوض المشاركة مجددًا في الحكومة.

وكتبت أنه "في الوقت الذي حقق فيه الاتحاد المسيحي نتيجة محترمة، رغم خسارة قوية في الأصوات، يطرح سؤال نفسه لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بعد نتيجة الأحد، مثلما طرح نفسه أيضا في الانتخابات في المرتين السابقتين. والسؤال هو: لماذا سجل الحزب نتيجة سيئة رغم وجود مرشح محترم في قيادته؟ لكن ضعف الحزب الاشتراكي الديمقراطي ليس قضية أشخاص".

وتابعت "ضعف الحزب الاشتراكي الديمقراطي يكمن في أنه لم يقدر على تقديم مشروع معارض ذي مصداقية في وجه الحزب المسيحي الديمقراطي. الاشتراكيون الديمقراطيون ليسوا الآن بحاجة إلى نقاش حول الأشخاص. فالمطلوب هو توجه جديد في البرنامج داخل المعارضة".

 

التعليقات