11/10/2023 - 17:21

مصوّر إسرائيلي يكذّب مزاعم "قطع حماس لرؤوس أطفال"

أتت هذه التقارير الكاذبة بعد أن ذكرت قناة "I24" عن لسان مراسلتها ذلك، كانت قد زعمت أنها "سمعت جنودا" يقولون هذا الادعاء، وسرعان ما انتشرت هذه المزاعم في استغلال إسرائيلي للترويج والتحريض عبر الإعلام الأجنبي. 

مصوّر إسرائيلي يكذّب مزاعم

جنود إسرائيليون في منطقة مستوطنات غلاف غزة (Getty images)

كتب المصور الصحافي الإسرائيلي، أورين زيف، اليوم الأربعاء، سلسلة تغريدات على حسابه الشخصي في منصة "إكس" (تويتر سابقا) فنّد فيها مزاعم التحريض الإسرائيلية التي أفادت برصد جثث "أطفال قطعت رؤوسها حماس" في منطقة مستوطنات غلاف غزة.

أوضح زيف أنه لم يتمكن من العثور على أي دليل يؤكد هذه الادعاءات، ولم يذكر المتحدث باسم الجيش أو أي من قادة الجيش حدوث ذلك.

وبحسب زيف، لقد تم السماح للصحافيين بالتحدث مباشرة مع الجنود في مستوطنة "كفار عازاه" في منطقة مستوطنات غلاف غزة، دون أي إشراف من طواقم المتحدثين باسم الجيش، وأيضًا لم يتم تأكيد هذه المزاعم المتداولة من قبل الجنود الذين التقى بهم زيف.

وأتت هذه التقارير الكاذبة بعد أن ذكرت قناة "I24" الإسرائيلية عن لسان مراسلتها ذلك، كانت قد زعمت أنها "سمعت جنودا" يقولون هذا الادعاء، وسرعان ما انتشرت هذه المزاعم في استغلال إسرائيلي للترويج والتحريض عبر الإعلام الأجنبي.

وقال زيف إن "الجنود الذين تحدثت معهم في كفار عازاه أمس لم يذكروا ‘أطفالا مقطوعي الرأس‘، وقال المتحدث باسم الجيش: ‘لا يمكننا التأكيد في هذه المرحلة... نحن على علم بالأعمال الشنيعة التي تستطيع حماس القيام بها‘".

ويحذر زيف أنه "من المؤسف أن إسرائيل ستستخدم الآن هذه الادعاءات الكاذبة لتصعيد القصف في غزة، وتبرير جرائم الحرب التي ترتكبها هناك".

لو كان الجيش الإسرائيليّ يملك توثيقا يؤكّد المزاعم لعمّمها في كل وسائل الإعلام

وبعد تشكيك زيف بالمزاعم التي تناقلتها وسائل إعلام غربية كثيرة وتبنّتها البعض منها، أوضح زيف في حديث لـ"عرب 48" أن "من قال هذه الرواية هو جندي ممن تواجدوا هناك وتحدثوا مع وسائل الإعلام، قالها لمرة واحدة ولم يفهم سياقها، إذا كان (المقصود بالفعل) تجسيد مجازي للمجزرة التي كانت، أو بالفعل هو رأى هذه المشاهد بنفسه".

وأضاف زيف أن "الناطق بلسان الجيش لم يؤكد لي ذلك، ولم ينفِ ذلك أيضا بصورة واضحة. هذه الرواية بقيت في محل الشك، لذلك ارتأيت أن أكتب ما رأيته على صفحتي على الرغم من أن العديد من الجهات حاولت استغلال ذلك من كلا الطرفين"

وتابع زيف: "لو كان الناطق بلسان الجيش يملك بالفعل صورة تشير إلى هذه الحادثة المروعة، لكانوا قد نشروها في كل وسائل الإعلام العبرية (الإسرائيلية) والأجنبية، وهذا يفسر لماذا لم يردّد السياسيون الإسرائيليون حتى الآن هذه الرواية بشكل رسمي".

وقال: "أنا واثق من أن هناك أطفالا قد قُتلوا، ولكن يجب أن نعلم أنه تم استعمال العديد من الأسلحة، مثل صواريخ ’آر بي جي’، والقنابل، لذا فمن الممكن أن أحد هذا الأسلحة قد أدى إلى مقتل عدد من الأطفال بفصل رأسه، وهذا دور الطب الشرعي ليؤكد ذلك، ولكن حتى الآن لم يتم فحص الموضوع بصورة معمّقة مع أدلة مادية، أو شهادات عينية".

وأضاف: "حاولت أن اتوصل إلى مصدر أول أو شاهد عيان يؤكد ذلك، ولكنني لم أستطع حتى الآن، حتى إنني وخلال الجولة لم أرَ ذلك بأم عيني، ولا يمكنني أن أجزم بذلك، ولكن المكان كان عبارة عن مجزرة كبيرة".

وأنهى حديثه بالقول: "من المهم القول، إنه في المكان ذاته ارتكبت جريمة حرب، وهذه التغطية كانت من أشد التغطيات التي قمت بها خلال مسيرتي الطويلة. موقفي معروف ولا حاجة للتأويل حول حقوق الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، ولكن كنت قد شهدت على مأساة كبيرة في ذلك المكان، وبعض القتلى كانوا داخل أسرّتهم"، على حدّ قوله.

التعليقات