قمة القاهرة تدعو إلى حوار سوري جاد

دعا قادة الدول الإسلامية المشاركون بقمة القاهرة في بيان ختامي لها إلى الحوار الجاد بين التحالف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة، وبين ممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي في سورية والذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أي شكل من أشكال القمع

قمة القاهرة تدعو إلى حوار سوري جاد

دعا قادة الدول الإسلامية المشاركون بقمة القاهرة في بيان ختامي لها إلى الحوار الجاد بين التحالف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة، وبين ممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي في سورية والذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أي شكل من أشكال القمع.

وأهاب قادة الدول الإسلامية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن تسرع في تشكيل حكومة انتقالية تمثل كافة أطراف وطوائف شعبها دون تمييز أو إقصاء، محذرين من أن استمرار التصعيد العسكري سيجر البلاد إلى مخاطر جسيمة تهدد السلم والأمن والاستقرار في سورية والمنطقة بكاملها. وشدد البيان على ضرورة صون وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، منددا باستمرار سفك الدماء.

وأكد القادة المسؤولية الأساسية للحكومة السورية عن استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات. وجدد القادة تأييدهم لحل سياسي للأزمة السورية، داعين مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤوليته ووضع نهاية للعنف وإراقة الدماء وإيجاد حل سلمي ودائم للأزمة. ورحب القادة باتفاق المعارضة السورية في الدوحة، وتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، داعين باقي قوى المعارضة إلى الانضمام للائتلاف الوطني. ودان البيان بشدة العدوان الإسرائيلي ضد سيادة ووحدة أراضي سورية، مطالبين المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لوقف أي عدوان مستقبلا.

قمة القاهرة تدعو إلى تشكيل شبكة أمان مالية إسلامية لمساعدة فلسطين

وفي الشأن الفلسطيني دعت القمة في البيان إلى تشكيل شبكة أمان مالية إسلامية لمساعدة فلسطين، وتكليف الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي باتخاذ الإجراءات العملية لمتابعة تنفيذ ذلك.

وأكد القادة مجددا الطابع المركزي لقضية فلسطين والقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء. وجدد البيان الإدانة الشديدة لإسرائيل للاعتداءات المستمرة والمتصاعدة على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس. وثمن القادة الجهود التي يبذلها الملك المغربي محمد السادس رئيس لجنة القدس لحماية المقدسات الإسلامية والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية.

ورحبت القمة بمنح فلسطين صفة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة، وقالت: "نثمن الدعم الذي حظي به القرار من أغلبية دول العالم باعتبار ذلك خطوة هامة على طريق تصحيح الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني على مدى عقود". ودان البيان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي و"مواصلة فرض سلطة الاحتلال عقابا جماعيا على أبناء الشعب الفلسطيني، لاسيما الحصار غير الإنساني والمخالف للقانون الدولي المفروض على قطاع غزة".

وطالب القادة إسرائيل بالوقف الفوري التام للحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، كما دعوا لاتخاذ إجراء عاجل للمضي قدما في إعادة إعمار قطاع غزة، مشددين على أن التسوية العادلة والسلمية والشاملة للصراع في الشرق الأوسط يجب أن تستند إلى أحكام القانون الدولي وإلى قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ودعا البيان الأطراف الفلسطينية كافة إلى توحيد جهودهم تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، والاستجابة لدعوات الرئيس محمود عباس إلى عقد انتخابات عامة بأسرع وقت ممكن.

وبالنسبة للبنان فقد أكد القادة دعمهم في استكمال تحرير جميع أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الشأن اليمني، أعرب البيان عن دعم الدول الإسلامية الكامل لوحدة اليمن وسيادته، مشيدا بنجاح مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية.

وفي الملف السوداني، أكد البيان دعم القمة للسودان واحترامها لوحدته وسيادته وسلامة أراضيه، مرحبة بالاتفاقية الإطارية بين شطريه التي وقعها في أديس أبابا.

وبالنسبة للصومال رحب البيان باختيار أعضاء البرلمان الجديد الرئيس حسن شيخ محمود بطريقة ديمقراطية شفافة. وأكد البيان تضامن الدول الإسلامية مع جيبوتي في نزاعها مع إريتريا.

ودعا مجددا جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي إلى دعم اتحاد القمر بموجب القرار الصادر عن مجلس وزراء الخارجية.

القمة الإسلامية تدعو إلى إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط

وأكد البيان الختامي للقمة الإسلامية الثانية عشرة دعم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط. وأعرب القادة عن أسفهم بشأن تأجيل المؤتمر الذي كان مقررا عقده في ديسمبر/كانون الأول الماضي بفنلندا حول عدم الانتشار النووي، رافضين هذا التأجيل الذي وصفوه بانتهاك للقرار الذي اعتمدته الدول الأطراف في معاهدة عدم الانتشار النووي.

وأكد البيان حق كافة الدول في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للمعايير التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة النووية وتحت إشرافها والتعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في هذا الخصوص. وأعرب القادة عن بالغ قلقهم إزاء موقف النظام الإسرائيلي الذي يمتنع عن المشاركة في المؤتمر يواصل عرقلة انعقاده. ودعا البيان الدول الأعضاء في المنظمة إلى دعم النيجر لتمكينها من مواجهة تحديات التنمية المستدامة. وفيما يتعلق بساحل العاج، أكد قادة الدول الإسلامية مجددا تضامنهم مع جهودها الرامية إلى إحلال السلام وإنعاش اقتصادها الذي عصفت به الحرب.

كما حثّ القادة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على تكثيف جهوده لعقد مؤتمر المانحين لساحل العاج. ورحب قادة الدول الإسلامية بالتطورات السياسية والاقتصادية الإيجابية في غينيا. وأكد الزعماء مجددا دعمهم لـ"جهود جمهورية آذربيجان الرامية إلى استعادة وحدة أراضيها وسيادتها في مواجهة عدوان أرمينيا عليها"، داعين إلى سحب القوات المسلحة الأرمينية بشكل فوري وكامل ودون شروط من الأراضي الآذربيجانية المحتلة بما فيها إقليم ناجورنو كاراباخ. ويحث قادة الدول الإسلامية الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على مواصلة دعم ومساندة شعب وحكومة أفغانستان في مكافحة الإرهاب والتصدي للاتجار بالمخدرات وتحقيق الأمن والاستقرار وإعادة التأهيل والإعمار والتنمية الشاملة والمستدامة.

كما جدد قادة الدول الإسلامية دعمهم لحق شعب جامو وكشمير في تقرير المصير. وأطلقت القمة نداء إلى جميع الدول الأعضاء بالمنظمة والتي لم تعترف بعد بكوسوفو إلى أن تنظر في موضوع الاعتراف بها ومواصلة الإسهام في دعم اقتصاد كوسوفو. كما أعرب القادة عن أسفهم لإخفاق المفاوضات الأخيرة في التوصل إلى تسوية شاملة للقضية القبرصية. وطالب البيان سلطات ميانمار بالسماح بإيصال المساعدات للجماعات المتضررة هناك، كما دان "الأعمال الوحشية المتواصلة" في حق المسلمين هناك.

القمة الإسلامية تندد بإرهاب الدولة

وندد البيان بإرهاب الدولة بجميع أشكاله وتجلياته وأيا كان مرتكبه، مؤكدا الالتزام بتعزيز التعاون المتبادل في مكافحة الإرهاب. ودان القادة الهجوم الإرهابي على مجمع الغاز في أميناس بالجزائر. وأكد البيان أنه من الضروري تعزيز ثقافة التسامح بين الشعوب لمواجهة محاولات تغذية الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، معربا عن بالغ قلق منظمة التعاون الإسلامي إزاء تنامي الهجمات على الإسلام والمسلمين.

وشدد البيان على أن الإسلام دين الوسطية والانفتاح وينبذ جميع أشكال التعصب والتطرف والانغلاق، مشيرا إلى ضرورة التصدي لإشاعة أو نشر الفكر المنحرف وبكل الوسائل المتاحة، داعيا في الوقت نفسه إلى وضع مناهج تعليمية. وندد البيان بكل الدعوات المحرضة على الكراهية الدينية والتي تشكل تحريضا على العداء أو العنف سواء من خلال وسائل الإعلام المكتوبة أو السمعية البصرية أو الإلكترونية أو أية وسيلة أخرى.

كما أكد قادة العالم الإسلامي ضرورة التعاون بين الدول الأعضاء من أجل التنفيذ الفعال لاستراتيجية محاربة الإسلاموفوبيا التي أقرتها الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي وأهمية التعجيل بعملية تنفيذ قرارها بشأن وضع آلية دولية ملزمة قانونا لمنع التعصب والتمييز والتحيز والكراهية على أساس الدين وتشويه الأديان.

ودعا البيان الدول الأعضاء في المنظمة أن "تضمن الاحترام والحماية التامة للأماكن والمواقع والأضرحة والرموز الدينية وأن تتخذ كافة التدابير الإضافية في الحالات التي تتعرض فيها هذه الأماكن المقدسة للتخريب أو التدنيس أو التدمير". كما دعا القادة إلى إنشاء مرصد دولي لدعوات الكراهية العرقية أو الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز والعداء أو العنف في مختلف أنحاء العالم.

التعليقات