أنهت قمة العشرين في روسيا أعمالها بدون التوصل إلى اتفاق بشأن الهجوم العسكري على سورية، ويحاول وزير الخارجية الأمريكية إقناع أوروبا التي لن تشارك في العملية العسكرية ضد سورية، وفي المقابل فإن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيحاولون تأجيل تنفيذ الهجوم إلى حين نشر تقرير الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، اليوم السبت، مع وزراء الخارجية الأوروبيين، 28 وزيرا، وذلك في بداية زيارته لأوروبا لتجنيد الدعم الأوروبي للتدخل العسكري الأمريكي، وسط توقعات بأن محاولته لن تكون سهلة، حيث يتوقع أن يستغل الأوروبيين الزيارة لحث الولايات المتحدة على تأجيل الهجوم المخطط له ضد سورية.
وبحسب "رويترز" فإن وزراء الخارجية الأوروبيين سيطلبون من كيري أن تؤجل الولايات المتحدة أي هجوم على سورية إلى حين نشر تقرير مفتشي الأمم المتحدة الذين قاموا بفحص الادعاءات باستخدام أسلحة كيماوية. ومن المتوقع أن ينشر التقرير خلال الشهر الجاري. وعلم أن مسؤولين أوروبيين طلبوا من الأمم المتحدة الإسراع في التحقيق بهذا الشأن أو نشر تقرير أولي حتى لا ينتظر الغرب النتائج مدة طويلة.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة كان قد أكدت الأسبوع الماضي بأن نتائج التقرير لن تؤثر على خطواتها، وذلك بادعاء أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة سيحدد ما إذا كانت قد استخدمت أسلحة كمياوية في سورية، بدون إلقاء التهم على أي من الطرفين. وتدعي الإدارة الأمريكية أنها ترجح بشكل كبير أن النظام السوري هو الذي استخدم السلاح الكيماوي.
وكان كيري قد التقى صباح اليوم مع 15 وزير خارجية أوروبية، في لقاء أولي غير رسمي، وذلك في إطار زيارته الثانية لأوروبا. وتأتي جهود كيري هذه بعد انتهاء قمة العشرين في سانت بطرسبورغ بدون التوصل إلى اتفاق بين قادة الدول المشاركة بشأن الهجوم العسكري على سورية، وشاركت 11 دولة من بين 20 دولة بنشر بيان إدانة.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا هي الدولة الوحيدة من بين دول الاتحاد الأوروبي التي أعلنت عن نيتها المشاركة في الهجوم العسكري على سورية، واكتفت كل من الدانمارك وبريطانيا بالتعبير عن الدعم، بينما اكتفى وزير خارجية ألمانيا غيدو ويسترفيلا بمطالبة الأمم المتحدة بنشر التقرير بأسرع وقت ممكن لكي يتمكن قادة أوروبا من اتخاذ قرار بشأن الرد على الهجوم الكيماوي. وقال وزير خارجية السويد كارل بيلدت للمراسلين إنه يجب انتظار تقرير الأمم المتحدة لكي تتوضح الصورة أفضل، مشيرا إلى أن الهند والبرازيل والصين وآخرين لا يعتقدون أن المعلومات الاستخبارية التي قدمتها الولايات المتحدة غير كافية.
التعليقات