أوباما والرئيس الصيني يتفقان على التعاون لمكافحة التجسس عبر الإنترنت

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الجمعة، أنه والرئيس الصيني، شي جين بينغ، توصلا إلى "تفاهم مشترك" بشأن مواجهة قضايا التجسس عبر الانترنت، واتفقا على أن حكومة أي من البلدين لن تقدم على أو تدعم...

أوباما والرئيس الصيني يتفقان على التعاون لمكافحة التجسس عبر الإنترنت

أوباما وشي جين بينغ

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الجمعة، أنه والرئيس الصيني، شي جين بينغ، توصلا إلى "تفاهم مشترك" بشأن مواجهة قضايا التجسس عبر الانترنت، واتفقا على أن حكومة أي من البلدين لن تقدم على أو تدعم أي عملية لسرقة حقوق الملكية الفكرية عن طريق الإنترنت.

وكشف الزعيمان عن اتفاق يكمل اتفاقًا تاريخيًا بشأن انبعاث الغازات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري، تم التوصل إليه العام الماضي. ويحدّد الاتفاق الجديد الخطوات التي سيتخذانها للوفاء بتعهداتهما التي قطعاها آنذاك لخفض انبعاث هذه الغازات.

وتناول أوباما الذي تحدّث بعد اجتماع عقده مع شي جين بينغ في البيت الابيض القضية الشائكة بين أكبر اقتصادين في العالم والمتعلقة بالشكاوى الأميركية من التسلل الصيني إلى قاعدة بيانات الحكومة والشركات الامريكية.

وقال أوباما للصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك مع شي إنها "أثارت مرة أخرى مخاوفنا المتزايدة بشأن المخاطر المتنامية عبر الإنترنت على الشركات الأميركية والمواطنين الاميركيين، وأشار إلى أن ذلك يجب أن يتوقف”، مضيفًا "اليوم يمكنني أن أعلن أن بلدينا توصلتا إلى تفاهم مشترك بشأن سبل المضي قدما”.

وقال البيت الابيض في بيان إن الزعيمين اتفقا على تشكيل مجموعة من الخبراء البارزين لبحث قضايا الإنترنت، ومجموعة خبراء على مستوى عال لبحث سبل محاربة جرائم الإنترنت على أن تعقد أول اجتماع بحلول نهاية 2015 ثم تجتمع بعد ذلك مرتين سنويا.

ورغم حفاوة الاستقبال الرسمي في البيت الأبيض للرئيس الصيني شي، إلّا أن ذلك لم يخف بعض التوتر بسبب قضايا متعدّدة من بينها السياسات الاقتصادية لبكّين والنزاعات الإقليمية مع الدول المجاورة لها، وسجّلت الصين في مجال حقوق الإنسان.

وكان أوباما قد استقبل شي لدى وصوله إلى البيت الأبيض صباح الجمعة، وأقيمت مراسم استقبال تتسم بالحفاوة البالغة وتم استعراض حرس الشرف العسكري. وأعقب ذلك قمة رسمية ومأدبة عشاء فاخرة.

وعبر مسؤولون أميركيون وصينيون، عن أملهم في حدوث تعاون ولو في نقطة واحدة وهي التصدي لظاهرة التغير المناخي.

لكن ليس من المتوقع حدوث انفراجات كبرى بشأن القضايا الرئيسية التي يختلف عليها البلدان ومنها مزاعم التجسس الإلكتروني الصيني وسياسات بكين الاقتصادية ونزاعات الأراضي مع جيرانها.

ويعني وضع الصين كدولة نامية انها غير ملزمة بالتعهد بخفض انبعاث الكربون وهو وضع أغضب السياسيين الأميركيين والدول الصناعية الأخرى، وبالنسبة لأوباما فإن الاتفاق مع الصين يعزّز موقفه قبل قمة عالمية بشأن تغير المناخ في باريس في كانون الأول/ديسمبر. لكن مازالت تلوح في الأفق خلافات بشأن قضايا أخرى.

وأبلغ أوباما شي في مراسم الاستقبال أن الولايات المتحدة ستستمر في التحدث علنًا عن خلافاتها مع الصين. وقال "نعتقد أن الأمم تكون أكثر نجاحًا وأن العالم يحقّق مزيدًا من التقدم عندما يتم حل النزاعات سلميًا، وعندما يتم التمسّك بحقوق الإنسان العالمية”.

وفي محاولة لتلطيف الأجواء مع شي جدّد أوباما القول إن الولايات المتحدة ترحب بصعود الصين "المسالمة التي تتمتع بالاستقرار والرخاء".

ثم تحدث الرئيس الصيني عن ضرورة التحلي "بعقلية منفتحة”، تجاه خلافات البلدين مع "الاحترام المتبادل”، وأن "يلتقي كل طرف بالآخر في منتصف الطريق”، من أجل تحسين العلاقات. وقال إن “بلاده ملتزمة بحل أي نزاعات في بحر الصين الجنوبي بطريقة سلمية وبحماية حرية الملاحة البحرية والطيران”، مؤكدًا أن “الإنشاءات في هذا البحر لا تستهدف أي بلد”.

وأضاف شي أن "الجزر الواقعة في بحر الصين الجنوبي، أرض صينية منذ قديم الأزل، نملك الحق في الدفاع عن سيادتنا على أراضينا وحقوقنا ومصالحنا البحرية القانوية والمشروعة”، متابعًا "نحن ملتزمون بالحفاظ على السلم والاستقرار في بحر الصين الجنوبي وإدارة الخلافات والنزاعات من خلال الحوار، لا نعتبر المواجهة والصراع خيارًا صحيحًا”.

التعليقات