ما هي أسباب الحنق التركي على أميركا؟

تزداد الخلافات يومًا بعد يوم بين أنقرة وواشنطن، فصحيح أن هذا التوتّر يأتي امتدادًا لخلاف سابق، بدا واضحًا حين زار الرئيس التركي، رجب طيّب إردوغان، الولاياتَ المتّحدة الأميركيّة دون أن يقوم رئيسها، باراك أوباما، باستقباله في البيت الأبيض.

ما هي أسباب الحنق التركي على أميركا؟

وزير الخارجية الأميركي (أ.ف.ب)

تزداد الخلافات يومًا بعد يوم بين أنقرة وواشنطن، فصحيح أن هذا التوتّر يأتي امتدادًا لخلاف سابق، بدا واضحًا حين زار الرئيس التركي، رجب طيّب إردوغان، الولاياتَ المتّحدة الأميركيّة دون أن يقوم رئيسها، باراك أوباما، باستقباله في البيت الأبيض، إلّا أنه هذه المرّة يبدو أكثر جديّة، مع تلميحات تركيّة بضلوع أميركي في العملية الانقلابيّة الفاشلة.

البداية تأتي من اللحظات الأولى للانقلاب العسكري، حيث جاء الردّ الأميركي الأوّل متأخرًا، وحتى حينما صدر، لم يدعم الحكومة التركية المنتخبة، حيث اكتفت مصادر حكوميّة أميركيّة بالقول 'أميركا تعتقد أن محاولة انقلاب عسكري جارية في تركيا، ومن غير الواضح، في الوقت الحالي، من سينتصر'، بعدها بأربع ساعات، دعا أوباما ووزير خارجيّته، جون كيري، من بعده، جميع الأطراف التركيّة إلى 'دعم الحكومة التركية المنتخبة ديمقراطيًا'.

وما يعزّز الخلافات التركيّة – الأميركيّة، ليس هذا الموقف الأميركي المتأخر فحسب، إنما 'زلّة اللسان' التي قالها كيري، حينما أعلن أن محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا 'لم تنفّذ بصورة جيّدة'، وهو الخبر الذي قامت سي إن إن العربية بحذفه لاحقًا.

خبر سي إن إن العربية حول تصريحات كيري

كما برز الخلاف الأميركي التركي حول قاعدة إنجرليك الجويّة، حيث انطلقت عدّة طائرات تركيّة من مؤيدي الانقلاب، رغم أن القاعدة تحت القيادة التركيّة الأميركية المشتركة، فالقاعدة الأهم بالنسبة للولايات المتحدة الأميركيّة لا يمكن أن تخرج منها الطائرات دون علمها، واليوم فقط، أعلنت الحكومة التركيّة أن القاعدة شكّلت 'بؤرة حيّة' لدعم الانقلابيين، حيث تم اعتقال قائد القاعدة، اليوم الإثنين، و10 ضبّاط آخرين لصلاتٍ محتملة بالانقلاب.

لكن الأهم، هو ما أوردته صحيفة 'واشنطن بوست'، السبت، عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إنهم 'كانوا على معرفة بما يحدث في تركيا، لكنّهم لا زالوا يحاولون تحديد آثار ذلك على الولايات المتّحدة'.

وبالعودة إلى الساعات الأولى للانقلاب العسكريّ، فإن السفارة الأميركيّة في أنقرة استخدمت توصيف 'انتفاضّة' لوصف ما يحدث في البلاد، بدلًا من استخدامها تعبير 'انقلاب عسكري'، وهو تعبير يمنح الانقلابيين الشرعيّة، وفق مراقبين.

انتفاضة بدل انقلاب - بيان السفارة الأميركية في أنقرة

وحتّى بعد استتاب الأمن جزئيًا في تركيا، ومع تصاعد موجة الاعتقالات ضد الانقلابيين، حذّرت واشنطن أنقرة، اليوم الإثنين، من تجاوز الحد في مسعاها لإحالة المسؤولين عن محاولة الانقلاب الفاشلة إلى العدالة، وقالت إن أنقرة لم تطلب رسميًا تسلم رجل الدين المقيم في أميركا، فتح الله غولن، والذي تتهمه بالضلوع في المؤامرة.

اقرأ/ي أيضًا | هل تكون قاعدة إنجرليك سببا لتوتر تركي أميركي؟

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر إن الولايات المتحدة لم تصدر أي تقييم بشأن ما إذا كان لفتح الله غولن أي دور في محاولة الانقلاب بتركيا. وأضاف أنه حسب معلومات وزارة الخارجية الأميركيّة فإن 'غولن يعيش في سلام في بنسلفانيا'.

وتتهم أنقرة غولن بتدبير الانقلاب، حيث يعتبر تسليمه أحد نقاط الخلاف بين البلدين، كذلك.

التعليقات