جاويش أوغلو: الحملة الأمنية مستمرة لعدم زوال خطر الانقلابيين

مصادر استخباراتية تركية تقول إنها كشفت قائمة بأسماء 40 ألف شخص كان سيتم اعتقالهم فيما لو نجح الانقلاب، بالإضافة إلى مخطط لإثارة الفوضى من خلال اختطاف وإعدام الزعيم الكردي أوجلان

جاويش أوغلو: الحملة الأمنية مستمرة لعدم زوال خطر الانقلابيين

عسكريون أتراك مشتبهون بالتورط بمحاولة الانقلاب منقادون لمحكمة باسطنبول، اليوم(أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن حكومة بلاده سيطرت على الوضع في البلاد في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة، وعزا استمرار الحملة الأمنية وإجراءات التحقيق ضد "مشتبهين" بالقول إنه لا يمكن تأكيد زوال الخطر بشكل كامل.

جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في معرض ردّه على سؤال حول "القلق الأمريكي والأوروبي من إمكانية استغلال الحكومة التركية للمحاولة الانقلابية الفاشلة كذريعة للتخلص من بعض الشخصيات الهامة في البلاد".

وأوضح جاويش أوغلو، في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، وردا على سؤال حول "استغلال الحكومة التركية للمحاولة الانقلابية الفاشلة كذريعة للتخلص من بعض الشخصيات الهامة في البلاد"، أن الجهة التي تعرضت للمحاولة الانقلابية هي الحكومة التركية وليست الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، وأنه "كنّا نحاول شرح خطورة المنظمة الإرهابية (يقصد منظمة فتح الله غولن) للجميع، ولكن بعضًا من نظرائي لم يفهم ذلك، والبعض الآخر تجاهله بالكامل".

وأضاف أن "القضية تمسّ أمننا القومي، وأكّدت ذلك في مكالمتي الهاتفية مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري، لأن الجميع شاهد بأمّ عينه كيف استهدفت عناصر منظمة فتح الله غولن الإرهابية المواطنين بالمروحيات والمقاتلات والمدافع بشكل عشوائي، وكيف قصفت مبنى البرلمان التركي أيضًا".

وقال جاويش أوغلو إن الحكومة التركية كانت على علم بعلاقة الموقوفين في السلك القضائي أو المجالات الأخرى، مع منظمة فتح الله غولن أو ارتباطهم بها، لذلك فهي مضطرة لاتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة بحق هؤلاء.

وفيما يتعلق بعدم وجود معلومات لدى الحكومة التركية حول خطة الانقلاب رغم قوة الهيكل الأمني وجهاز الاستخبارات لدى تركيا، أشار الوزير التركي إلى أن من بين المتورطين في المحاولة الانقلابية شخصيات قريبة من الحكومة، وليس من السهل التعرّف عليهم، مضيفًا: "تعلمون أن أحد الأشخاص العاملين مع رئيس أركان الجيش منذ ثمانية أعوام، رفع المسدس في وجه الأخير الذي لم يكن على علم بصلة ذلك الشخص مع المنظمة الإرهابية لأن التعرف عليهم أمر في غاية الصعوبة".

من جهة ثانية، كشفت مصادر استخباراتية تركية أن هناك قائمة بأسماء 40 ألف شخص كان سيتم اعتقالهم فيما لو نجح الانقلاب، بالإضافة إلى مخطط لإثارة الفوضى من خلال اختطاف وإعدام زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، عبد الله أوجلان، والمسجون حالياً في جزيرة إيمرالي ببحر مرمرة.

وبحسب صحيفة "خبر تورك"، التي نقلت هذه التصريحات، فإن الرسائل المتبادلة بين أعضاء الكيان الموازي والموالين لجماعة فتح الله غولن، تؤكد أن على رأس الـ40 ألفاً رئيس الجمهورية رجب طيب إردوعان، وطاقم العمل في الرئاسة، ورئيس الحكومة بن علي يلدرم، وأعضاء الحكومة والمقربين منها، وأعضاء البرلمان من حزبي العدالة والتنمية، والشعوب الديمقراطي، بالإضافة لبعض الإعلاميين، وعدد من رجال الدولة.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الانقلابيين خططوا لخطف أوجلان وإعدامه، ومن ثم إثارة غضب المواطنين في المناطق الجنوبية الشرقية ذات الأغلبية الكردية وخلق حالة فوضى، تساعد على إتمام مهامهم الانقلابية.

وقالت النيابة العامة التركية إن مساعد رئيس هيئة الأركان التركية لفنت توركقان، اعترف أثناء التحقيق معه، بضلوعه في محاولة الانقلاب الفاشلة، وصلته بمنظمة الكيان الموازي منذ سنين طويلة، مشيرا إلى أنه نفّذ كافة التعليمات والأوامر الصادرة عن المنظمة على أكمل وجه، وأنه تنصّت على رئيس الأركان السابق، نجدت أوزال.

وعقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعا اليوم، برئاسة إردوغان، وأعلن في ختامه عن إرجاء صدور بيان عنه.

 

التعليقات