دفن موغابي بعد شهر... بنصب مهيب!

بعد أيام من الجدل، وافقت عائلة رئيس زيمبابوي الراحل، روبرت موغابي، الذي توفي الأسبوع الماضي، اليوم، الجمعة، على دفنه في نصبٍ مخصص "لأبطال" البلاد في هراري، بعد شهرٍ على الأقلّ.

دفن موغابي بعد شهر... بنصب مهيب!

باكية عند جثمان موغابي (أ ب)

بعد أيام من الجدل، وافقت عائلة رئيس زيمبابوي الراحل، روبرت موغابي، الذي توفي الأسبوع الماضي، اليوم، الجمعة، على دفنه في نصبٍ مخصص "لأبطال" البلاد في هراري، بعد شهرٍ على الأقلّ.

وأثارت مسألة مكان دفن موغابي توترا كبيرا بين عائلته والسلطات الحاكمة في الأيام الأخيرة؛ إذ ترغب العائلة في دفنه بمسقط رأسه، بينما ترغب السلطات في تكريم بطل الاستقلال والدكتاتور الذي حكمها بيدٍ من حديد، لعقود.

وتراجعت أسرة موغابي، الجمعة، عن قرارها دفنه في قريته، ليدفن في "ميدان الأبطال" كما طلبت بإلحاح حكومة الرئيس الحالي، إيمرسون منانغاغوا.

وأكد رئيس زيمبابوي التوصل إلى الاتفاق مع العائلة، ولكنّه أوضح أنّ الدفن لن يتم قبل عدة أسابيع، وقال أمام وسائل الإعلام "سنبني ضريحًا لاستقبال الأب المؤسس، في قمة تلة ميدان الأبطال"، وتابع "لن ندفنه قبل انتهاء الضريح".

ومن جانبه أوضح المتحدث باسم عائلة موغابي، ليو موغابي، أنّ "بناء هذا المكان سيستلزم 30 يومًا على الأقل".

وعكس الخلاف حول مكان دفنه، التوتر بين الرئيس السابق وعائلته من جهة، ومن جهة أخرى منانغاغوا الذي وصفه موغابي علنا بـ"الخائن"، إثر انقلابه عليه.

وكان الجيش دفع في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 موغابي إلى الرحيل بعد قراره إقالة منانغاغوا الذي كان نائبا للرئيس، تحت ضغط زوجته غريس موغابي. وبدعم من جزء من الحزب الحاكم، كانت السيدة الأولى السابقة تطمح لخلافة زوجها المسن.

بعد سنتين، ما زال المحيطون بموغابي يكنون كراهية للجنرالات وقادة الحزب الحاكم "الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي (زانو) - الجبهة الوطنية" الذين تخلوا عنه.

وخرج الخلاف الذي كان يجري في الكواليس إلى العلن، الخميس. وقالت العائلة إنها "صدمت لمحاولة حكومة زيمبابوي إجبارها على قبول برنامج تشييع ودفن مخالف لإرادتها"، ورد الرئيس منانغاغوا محاولا تهدئة التوتر "العائلة هي صاحبة الكلمة الفصل".

وبعيدًا عن هذا الخلاف، تواصلت مراسم تكريم موغابي، الجمعة، في ملعب روفارو بضاحية هراري، حيث تقاطر آلاف الأشخاص منذ صباح الجمة لإلقاء نظرة الوداع على موغابي في نعشه المفتوح.

وكان موغابي تسلم السلطة في هذا الملعب في 18 نيسان/ أبريل 1980 في روديسيا السابقة، التي كان يحكمها البيض، من رئيسها السابق، إيان سميث.

وتوفي بطل استقلال المستعمرة البريطانية السابقة الذي تحول إلى حاكم مستبد، الجمعة الماضي عن 95 عاما في مستشفى فخم في سنغافورة كان يزوره للعلاج في السنوات الأخيرة.

ونقل جثمانه، الأربعاء، إلى هراري لمراسم تكريم تستمر عدة أيام بما فيها جنازة وطنية، السبت، في الملعب الرياضي الوطني في العاصمة بحضور رؤساء معظم الدول الأفريقية.

وحيا منانغاغوا عند وصول جثمان موغابي إلى المطار "الأب المؤسس للأمة"، وقال إن "الشعلة التي قادتنا إلى الاستقلال لم تعد موجودة، لكن عمله وأفكاره سيواصلان قيادة هذه الأمة".

التعليقات