أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، محادثة بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في إطار الجهود الدبلوماسية الهادفة لمنع تدهور الوضع في الشرق الأوسط الى حرب شاملة، فيما من المقرّر أن يجري محادثات أزمة مع فريق الأمن القومي مع تصاعد المخاوف من هجوم إيراني على إسرائيل، ردا على اغتيال زعيم حركة حماس، إسماعيل هنيّة في عملية نُفذت في طهران.
وقال البيت الأبيض عن الاتصال إن بايدن والملك عبد الله الثاني، "بحثا جهودهما لوقف تصعيد التوتر الإقليمي، بما يشمل التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري، وصفقة للإفراج عن الرهائن".
وفي عمّان، أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني بأن الملك عبد الله الثاني، قد أكد خلال اتصال مع بايدن ضرورة "خفض التصعيد"، وإرساء "تهدئة شاملة" في المنطقة، كي لا تنزلق إلى "حرب إقليمية".
وأكد البيت الأبيض "دعم واشنطن الثابث للأردن كشريك وحليف في تعزيز السلام والأمن الإقليميين".
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، إن الملك عبد الله أكد خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس بايدن، "ضرورة خفض التصعيد الدائر في المنطقة، والتوصل إلى تهدئة شاملة، تحول دون انزلاقها إلى حرب إقليمية".
وأكد أن "التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وإنهاء الكارثة في غزة هو الخطوة الفورية التي يجب تنفيذها لحماية أمن المنطقة، ومنع المزيد من الحرب والصراع".
كما أكد الملك، خلال الاتصال، "ضرورة وقف جميع الخطوات التصعيدية واحترام القانون الدولي وتنفيذه وفق معايير واحدة".
وحذر الملك من "خطورة الأعمال العدائية التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين والإجراءات أحادية الجانب، التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل وتستهدف الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، الأمر الذي قد يؤجج العنف في الإقليم".
وأكد أيضا "أهمية دور الولايات المتحدة في وقف الحرب على غزة والدفع باتجاه وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".
من جانبه، أعرب بايدن، بحسب البيان، عن "شكره للملك على جهوده من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، مؤكدا "دعم الولايات المتحدة الثابت للأردن".
ونشرت الولايات المتحدة طائرات مقاتلة وطائرات حربية إضافية في المنطقة لدعم إسرائيل، بعدما أشارت تقارير إلى أن إيران قد ترد اعتبارا من الإثنين، على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية.
وقال البيت الأبيض إنه من المقرر أن يلتقي بايدن فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات في البيت الأبيض، "لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط"، بعد عودته من عطلة نهاية الأسبوع في منزله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير.
وستكون نائبة الرئيس كامالا هاريس التي من المتوقع أن تعلن عن مرشحها لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية عام 2024 في اليومين المقبلين، ضمن الحاضرين.
ويعقد الاجتماع عند الساعة 2,15 بتوقيت واشنطن (18,15 ت غ) أي بعد حلول الليل في المنطقة، بحيث يكون الوقت 9,15 في البلاد، و9,45 في طهران.
وحملت إيران مسؤولية اغتيال هنية لإسرائيل التي لم تعلق مباشرة على الهجوم، ووعدت طهران بالرد على ذلك. وجاء استشهاد هنية بعد ساعات من غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، أودت بالقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر.
وأبلغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، نظراءه في دول مجموعة السبع في مؤتمر عبر الهاتف، الأحد، أن أي هجوم، والذي توقع أن يكون مشتركا بين إيران وحزب الله، يمكن أن يحصل في غضون 24 إلى 48 ساعة اعتبارا من الإثنين، كما أورد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.
وأضاف أكسيوس أن بلينكن طلب من نظرائه ممارسة ضغوط دبلوماسية على طهران وحزب الله وإسرائيل، "للحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس".
وشدد بلينكن أيضا على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي، وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، حيث استهدفت بعض الفصائل المتحالفة مع ايران القوات الأميركية في وقت سابق في إطار الحرب على غزة، كما أعلنت الخارجية الأميركية.
وكان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، قد قال، أمس الأحد: "نستعد لكل الاحتمالات" مضيفا أن الولايات المتحدة "تفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تفاقم هذا الوضع".
كما يبدو أن التوترات نسفت آمال الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال بايدن، الخميس، إنه أجرى محادثة هاتفية "صريحة جدا" مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لدفعه إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وأوضح للصحافيين أن اغتيال هنية "لم يساعد" الوضع.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "أكسيوس" أأن المحادثة كانت حامية، إذ رفض نتنياهو ما قيل إنه يحاول عمدا تخريب جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإلى صفقة للإفراج عن الرهائن.
التعليقات