عام على التصعيد: الأمم المتحدة تدعو إسرائيل ولبنان لحلّ تفاوضيّ

حذّر بيان أمميّ من أن "كلّ صاروخ أو قذيفة تُطلق، أو قنبلة تُلقى، أو غارة برية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701، وعن خلق الظروف اللازمة من أجل ضمان الأمن الدائم".

عام على التصعيد: الأمم المتحدة تدعو إسرائيل ولبنان لحلّ تفاوضيّ

فتيات بلبنان عقب غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت (Getty Images)

دعت الأمم المتحدة الأطراف في إسرائيل ولبنان، اليوم الثلاثاء، إلى العودة لـ"الحل التفاوضي"، باعتباره "السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار" في الجانبين.

جاء ذلك في بيان مشترك لمنسقة الأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، أرولدو لاثارو، بعد مرور عام على بدء التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وفصائل في لبنان، وعلى رأسها "حزب الله".

وقال البيان: "مرّ عام على تبادل إطلاق النار بصورة شبه يوميّة عبر الخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان (...) فقد فيه الكثير من البشر أرواحهم، واقتلع آخرون من ديارهم، ودمرت حياتهم، بينما لا يزال المدنيون على جانبي الخط الأزرق يتوقون إلى الأمن والاستقرار".

وأضاف: "عام كان التجاهل خلاله هو مصير نداءاتنا المتكررة لضبط النفس، وحماية المدنيين، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية، والانخراط في عملية سياسية مستندة إلى تنفيذ القرار 1701".

ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 آب/ أغسطس 2006، إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق، ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الأممية.

وتابع البيان: "اليوم، بعد مرور عام، تصاعد التبادل شبه اليومي لإطلاق النار إلى حملة عسكرية شعواء ذات كلفة إنسانية كارثية. إذ أصبح القصف الإسرائيلي المستمر جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في لبنان، وقيام حزب الله بإطلاق الصواريخ والقذائف تجاه إسرائيل، حيث يتكبد عدد هائل من الناس ثمنًا لا يُمكن تصوره من القتلى والجرحى، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين".

وحذّر من أن "كلّ صاروخ أو قذيفة تُطلق، أو قنبلة تُلقى، أو غارة برية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701، كما تباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة من أجل ضمان الأمن الدائم للمدنيين على جانبي الخط الأزرق".

وأكد البيان أن "زيادة حدة العنف والتدمير لن تحل القضايا الجوهرية ولن تجلب الأمن لأي طرف على المدى الطويل".

وشدد في هذا الصدد على أن "الحل التفاوضي هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار الذي يتوق إليه ويستحقه المدنيون على جانبي الخط الأزرق. وقد آن الأوان للتحرك في هذا الاتجاه".

ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه.

وأسفرت تلك الغارات حتى أمس الإثنين، عن 1251 قتيلا و3618 مصابا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.

التعليقات