ناقشت الدوحة ودمشق "إطارا شاملا" لإعادة إعمار سورية، كما أعلن وزير الخارجية السوري، وذلك خلال زيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، إلى سورية، هي الأولى لرئيس دولة بعد حوالي شهرين على الإطاحة بالأسد.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، "ناقشنا في اجتماعات اليوم إطارا شاملا للتعاون الثنائي فيما يتعلق بإعادة الإعمار".
وأضاف أن "المناقشات غطت قطاعات حيوية بما في ذلك البنية التحتية وضمان استعادة أسس المجتمع والاستثمار والخدمات المصرفية وتمهيد الطريق للتعافي الاقتصادي والصحة والتعليم".
من جهته، أعلن الوزير القطري أن بلاده سوف تستمر "في تقديم الدعم المطلوب على كافة الصعد الإنسانية والخدمية وأيضا فيما يتعلق بالبنية التحتية والكهرباء".
وأضاف "مشاريعنا كثيرة وما تحدث به سمو الأمير مع فخامة الرئيس هي مجالات كثيرة: ما هو متصل بالجانب الإنساني وما هو متصل أيضا بالجانب التنموي والشراكة الثنائية الاقتصادية بين البلدين".
ووصل أمير قطر إلى دمشق صباح اليوم، غداة تعيين أحمد الشرع رئيسا انتقاليا.
وكتب الديوان الأميري القطري على "إكس": "سمو الأمير يصل إلى العاصمة دمشق في زيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وفي مقدمة مستقبليه (...) أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية".
وأمير قطر هو أول رئيس دولة يزور دمشق منذ أن أطاح تحالف فصائل مسلّحة على رأسها "هيئة تحرير الشام"، ببشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي؛ ويعدّ أرفع مسؤول يزور دمشق منذ وصول السلطة الجديدة إلى الحكم.
وأكّدت السفارة السورية في قطر، في وقت سابق، أن أمير قطر سوف يلتقي أحمد الشرع خلال "زيارة تاريخية تتناول التعاون والدعم في قطاعات عدة".
وتأتي الزيارة غداة سلسلة قرارات واسعة النطاق اتخذتها السلطات الجديدة في سورية، تشمل حلّ كل الفصائل المسلحة ومن بينها "هيئة تحرير الشام" التي كان يتزعمها الشرع، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، وإلغاء العمل بالدستور وحلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود.
ورحّب الوزير القطري، الخميس، بهذه الإجراءات. وقال "نشكركم على الإعلان الذي قمتم به البارحة بانتهاء مرحلة الثورة والانتقال إلى مرحلة تأسيس الدولة".
وكان رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي زار دمشق منتصف كانون الثاني/ يناير الجاري، أعلن أن بلاده ستقدّم الدعم الفني اللازم "لإعادة تشغيل البنى التحتية اللازمة" في سورية.
وقال إن قطر ستوفّر لسورية 200 ميغاواط من الكهرباء على أن تزيد الإنتاج تدريجا. وبحسب مصدر دبلوماسي في الدوحة، فإن قطر تدرس خططا مع دمشق لتوفير أموال لزيادة أجور القطاع العام في سورية.
وإثر وصول السلطة الجديدة الى دمشق بقيادة أحمد الشرع بعد الإطاحة بالأسد، كانت قطر ثاني دولة بعد تركيا أعادت فتح سفارتها في دمشق.
وأغلقت الدوحة بعثتها الدبلوماسية في دمشق، واستدعت سفيرها في تموز/ يوليو 2011، بعد أشهر من الثورة السورية التي سرعان ما قمعها نظام الأسد وتحوّلت إلى نزاع دامٍ.
على العكس من دول عربية أخرى، لم تستأنف قطر العلاقات الدبلوماسية مع سورية في عهد الأسد الذي كان في مرحلة إعادة التطبيع مع الأنظمة العربية، وشارك في القمة العربية في مدينة جدة في أيار/ مايو 2023.
وأجرى وزير الخارجية السوري الجديد، الشيباني، زيارة إلى الدوحة مطلع كانون الثاني/يناير التقى خلالها رئيس الوزراء القطري.
وشهدت دمشق حركة دبلوماسية نشطة في الأسابيع الأخيرة، حيث توالت الزيارات من موفدين غربيين، مثل وزير الخارجية الفرنسي والتركي ووزيرة الخارجية الألمانية، إضافة إلى موفدين عرب للقاء الشرع.
واستقبل الشرع هذا الأسبوع وفدا من موسكو التي كانت حليفا وثيقا للأسد.
واستأنفت الخطوط الجوية القطرية في وقت سابق من كانون الثاني/ يناير أولى رحلاتها إلى مطار دمشق.
وكانت قطر قد عرضت المساعدة "لاستئناف" مطار دمشق عملياته و"ضمان صيانته خلال المرحلة الانتقالية"، وفق ما أفاد مسؤول قطري، الشهر الماضي.
التعليقات