الولايات المتحدة وإيران تحققان تقدما في محادثاتهما النووية

أفاد الوسيط العماني بأن المحادثات الأميركية الإيرانية ناقشت المبادئ والأهداف الأساسية والجوانب الفنية، مشيرًا إلى تحديد طموح مشترك للتوصل إلى اتفاق دائم حول النووي الإيراني، مع تحديد الثالث من أيار/مايو موعدًا مبدئيًا لاجتماع رفيع لاستكمال المباحثات.

الولايات المتحدة وإيران تحققان تقدما في محادثاتهما النووية

توضيحية من طهران (Getty Images)

أعلنت الولايات المتحدة وإيران عن إحراز تقدّم في الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة التي عقدت بينهما في سلطنة عُمان، اليوم السبت، وسط مساعٍ لتقليص الخلافات والتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ووصف مسؤول أميركي كبير المحادثات بأنها "إيجابية وبنّاءة"، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن المحادثات كانت "أكثر جدية" مقارنة بالجولات السابقة، رغم استمرار وجود "خلافات رئيسية" بين الجانبين.

وأوضح عراقجي في تصريح للتلفزيون الإيراني الرسمي أن "بعض الخلافات خطيرة للغاية وبعضها أقل حدة"، لافتًا إلى أن الجانبين سيواصلان العمل خلال الفترة المقبلة لتقليص الفجوات قبل الجولة الرابعة المقررة مبدئيًا في الثالث من أيار/ مايو المقبل، والتي ستعقد برعاية عُمانية.

وأشار وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، إلى أن المحادثات ناقشت المبادئ والأهداف الأساسية والجوانب الفنية، مؤكدًا أن الطرفين حددا "طموحًا مشتركًا للتوصل إلى اتفاق يقوم على الاحترام المتبادل والالتزامات الدائمة".

وبينما شدد عراقجي على أن المفاوضات تركز فقط على الملف النووي دون التطرق إلى أي قضايا أخرى، قال إن "الجولة المقبلة ستشهد مشاركة محتملة لخبراء من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لتعميق النقاشات التقنية".

ووفق الخارجية الإيرانية، فقد جرت المباحثات في "أجواء جديّة وعملية للغاية" واستمرت نحو 9 ساعات، بحضور وفدين يرأسهما من الجانب الإيراني عراقجي، ومن الجانب الأميركي المبعوث الخاص، ستيف ويتكوف، وبوساطة عمانية.

وتُعد هذه اللقاءات أعلى مستوى من الاتصالات بين البلدين منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وفي سياق متصل، عبّر ترامب، في مقابلة مع مجلة "تايم" نشرت الجمعة، عن تفاؤله بقوله: "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع إيران"، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن بلاده "لن تتردد في اللجوء إلى الخيار العسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية".

يُذكر أن هذه الجولة تأتي استكمالًا لجولتين سابقتين، عقدتا في مسقط وروما، أسفرتا كذلك عن مؤشرات على تقدم نسبي في المحادثات النووية.

وعقد الخبراء اجتماعا أولا قبل انطلاق المفاوضات بين عراقجي ويتكوف، بشكل غير مباشر عبر وسطاء عمانيين.

وجاء ذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بأنها بناءة. وتهدف الاجتماعات غير المباشرة على مستوى الخبراء في مسقط، والتي استمرت لساعات، إلى وضع إطار لاتفاق نووي محتمل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، للصحافيين، في عُمان "لا تزال إيران متمسكة بموقفها المبدئي بشأن ضرورة إنهاء العقوبات الجائرة، وهي مستعدة لبناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي".

التعليقات