تركيا تضرب أهدافًا سورية إثر مقتل خمسة من مواطنيها بقنابل "مورتر"

قال مكتب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في بيان، إن الجيش التركي ضرب أهدافا داخل سوريا، اليوم الأربعاء، ردا على سقوط قذيفة "مورتر"، أطلقت من سوريا وقتلت خمسة مدنيين أتراكا.

تركيا تضرب أهدافًا سورية إثر مقتل خمسة من مواطنيها بقنابل

 

قال مكتب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في بيان، إن الجيش التركي ضرب أهدافا داخل سوريا، اليوم الأربعاء، ردا على سقوط قذيفة "مورتر"، أطلقت من سوريا وقتلت خمسة مدنيين أتراكا في منطقة حدودية.

وكانت أم وأطفالها الأربعة قد قتلوا وأصيب 13 شخصا بجروح، بينهم عناصر شرطة، في انفجار قنبلة "مورتر" أطلقها الجيش النظامي السوري باتجاه تركيا، بحسب ادعاء الأخيرة.

وقال نائب في حزب "العدالة والتنمية" عن محافظة "شانلي أورفه"، هليل أوزكان، وفقا لـ"وكالة أنباء الأناضول"، إنه "وفقا للمصادر، فإن أمًا وأبناءها الأربعة قتلوا وجرح 13 شخصًا من أبناء بلدة ’آقجه قلعة‘، حين سقطت قذائف سورية على البلدة."

اجتماع عاجل لأعضاء الحلف الأطلسي

وجاء في البيان الصادر عن مكتب أردوغان، أن سفراء الدول الأعضاء في الحلف الاطلسي، وتركيا عضو فيه، سيعقدون اجتماعا عاجلا في الساعات المقبلة لبحث الوضع الناشئ من هذا الحادث.

وقال رئيس الوزراء التركي إن "هذا الهجوم استدعى ردا فوريا لقواتنا المسلحة (...) التي قصفت على طول الحدود أهدافا تم تحديدها بواسطة الرادار".

وأكد أردوغان على أن "تركيا لن تدع هذه الاستفزازات من جانب النظام السوري تهدد أمننا القومي من دون عقاب، في إطار احترام القانون الدولي وقواعد الاشتباك التي ينص عليها".

وأوضح أردوغان أن وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، تشاور مع الأمين العام للحلف الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، و"تم اتخاذ قرار بأن يعقد مجلس الحلف اجتماعا في موعد وشيك جدا".

وناشد نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينتش، حلف شمال الأطلسي "الناتو" بضرورة التحرك للرد على الهجوم الذي تعرضت له تركيا، ونقلت "وكالة أنباء الأناضول "عن أرينتش قوله: "على حلف الناتو أن يقوم بدوره في هذا الأمر عملاً بمادة اتفاقيته التي تقول إنه في حال تعرض أحد أعضاء الحلف لأي هجوم، فعلى الحلف القيام بواجباته تجاه ذلك."

بان كي مون يدعو تركيا إلى تجنب المزيد من التور

وقالت مصادر دبلوماسية إن داوود أوغلو اتصل هاتفيًّا مساء اليوم ببان كي مون، وأطلعه خلاله على آخر مستجدات الحادث، وذلك بعد الاتصال الذي أجراه مع كل من رئيس هيئة الأركان التركية، الجنرال نجدت أوزال، ومحافظ "شانلي أورفه"، جلال الدين جوفنش.

وفي وقت سابق، أجرى الوزير التركي اتصالاً مماثلاً بالممثل الأممي والعربي الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وأعطاه معلومات مفصلة عن الحادث.

من جهته، حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تركيا، إثر الحادث، على تجنب المزيد من التوتر مع سوريا وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين البلدين.

وقال مارتن نسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمره الصحفي اليومي: "تحدث الأمين العام للأمم المتحدة اليوم مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، والذي عبر عن قلق حكومته لما حصل اليوم في تركيا، من حادث سقوط قذيفة من سوريا والتي أدت إلى مقتل عدد من المدنيين."

وأضاف أن الأمين العام "عبر عن تعازيه للخسائر في الأرواح، وشجع الوزير على إبقاء كل قنوات الاتصال مفتوحة مع السلطات السورية بهدف تخفيف أي توتر قد يحدث نتيجة الحادث، كما تحدث الوزير أيضا مع المبعوث الدولي بشأن سوريا، الأخضر الإبراهيمي في الموضوع نفسه ".

اجتماعات تركية طارئة

وأضافت المصادر أن داوود أوغلو يجري حاليًّا اجتماعات مع دبلوماسيين أتراك رفيعي المستوى في أنقرة، على أن يلغي مواعيد مهمة بسبب الوضع في "آقجه قلعة".

كما أجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، اتصالًا هاتفيا برئيس هيئة الأركان ومحافظ "شانلي أورفه"، وعمدة آقجه قلعة، عبد الحكيم أيهن، لمعرفة آخر تطورات حادث سقوط القذائف، وعقد اجتماعًا مع مستشاريه وكبار مسؤولي الحكومة في أنقرة لبحث موضع سقوط القذائف.

وكانت وكالة "أنباء الأناضول التركية" نقلت في وقت سابق معلومات أولية واردة من الجهات الرسمية، تفيد بأن قذيفتين أطلقتا من جهة مدينة "تل أبيض" السورية، وسقطتا على "آقجه قلعة"، وقد أوضح رئيس بلديتها، عبد الحكيم أيهن، أن إحدى القذيفتين ألحقت أضرارًا مادية بعدد من المنازل والمحال التجارية، في حين أدت الثانية إلى وقوع ضحايا.

وعقب سقوط القذيفة الثانية، هرعت عربات الإسعاف، إلى مكان الحادث، ونقلت القتلى والمصابين إلى المستشفى الحكومي بالمحافظة، كما طوقت القوات الأمنية المكان ومنعت وصول المواطنين إليه.

تعزيزات تركية ودعوة روسية بضبط النفس

وسبق أن طال رصاص الاشتباكات بين الجيش السوري والمعارضين المسلّحين مدرسة في "آقجه قلعة" التركية، المحاذية لمعبر "تل أبيض" الحدودي، ما دفع البلدية إلى الطلب من السكان الأتراك المقيمين في مناطق قريبة من الحدود السورية ترك أماكن إقامتهم والابتعاد عن المنطقة.

وتواصل تركيا في الآونة الأخيرة إرسال التعزيزات إلى الحدود التركية بمحافظة "شانلي أورفة"، آخرها كان أمس الثلاثاء، وذلك بعد أن قامت الدفاعات السورية بإسقاط طائرة استطلاع تركية في 22 من شهر حزيران/يونيو الماضي، ووسط ازدياد حدة الاشتباكات بين الجيش السوري وقوات المعارضة في معبر "تل أبيض" بمحافظة الرقة، والذي كانت المعارضة أعلنت السيطرة عليه.

ودعت موسكو أمس أنقرة ودمشق إلى ضبط النفس، محذرة من استفزازات محتملة من مجموعات متشددة في المعارضة السورية قرب الحدود.

وتشهد العلاقات بين دمشق وأنقرة توترا شديدا على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا، حيث فرضت تركيا عقوبات على سوريا وردت سوريا بالمثل.

وقامت تركيا بقطع علاقاتها مع سوريا، مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك بسبب ما أسمته ممارسة السلطات السورية لأعمال "القمع والعنف" بحق المدنيين في البلاد، في حين اتهمت سوريا تركيا بأنها ترعى مسلحين يهاجمون الأراضي السورية انطلاقا من الحدود، الأمر الذي نفته تركيا.

التعليقات