أطباء شرق حلب يضطرون لتفضيل مصاب على آخر

"ما لم يتم فتح شريان حياة حقيقي إلى حلب، فستكون مسألة وقت فقط حتى تحاصرنا قوات النظام مجددا ويفتك الجوع، وتجف مستلزمات المستشفيات تماما"

أطباء شرق حلب يضطرون لتفضيل مصاب على آخر

مصابون جراء قنابل كيماوية بمشفى القدس (رويترز)

وجه أطباء سوريون من القلة المتبقية في أحياء حلب الشرقية، رسالة إلى الرئيس الأميركي رووا فيها الخيارات الصعبة التي يتخذونها لإنقاذ جريح على حساب آخر، في وقت تتواصل الاشتباكات جنوب المدينة برغم إعلان موسكو هدنة يومية من ثلاث ساعات.

ووقع 15 طبيبا من أصل 35 لا يزالون يعملون في الأحياء الشرقية في مدينة حلب، والتي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، على رسالة وجهوها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، واتهموا فيها واشنطن بأنها لم تقم بـ"أي جهد (...) لرفع الحصار أو حتى استخدام نفوذها لدفع الأطراف إلى حماية المدنيين".

وقالوا "لسنا في حاجة إلى ذرف الدموع أو التعاطف أو حتى الصلوات، نريد أن تتحركوا. أثبتوا أنكم أصدقاء السوريين".

وأكد الأطباء في رسالتهم أنه "ما لم يتم فتح شريان حياة حقيقي إلى حلب، فستكون مسألة وقت فقط حتى تحاصرنا قوات النظام مجددا ويفتك الجوع، وتجف مستلزمات المستشفيات تماما".

أطفال يموتون بين أيدينا

وروى أبو البراء، وهو اسم مستعار لأحد الأطباء الموقعين على الرسالة الموجود في حلب لوكالة فرانس برس ظروف العمل الصعبة التي يواجهونها يوميا.

وقال "كان يتوفى الأطفال والمصابون بين أيدينا من دون أن نكون قادرين على أن نفعل شيئا"، مضيفا "كنا نرى إصابات كبيرة تحتاج إلى مستلزمات غير متوفرة لدينا ولا نقدر على تأمينها، فينتهي الأمر بوفاة المرضى".

واعتبر الأطباء أن "أكثر ما يؤلمنا كأطباء أن نجبر على اختيار من سيعيش ومن سيموت".

واضافوا "يحضرون لنا أحيانا أطفالا صغارا إلى غرف الطوارئ، مصابين بإصابات بليغة، فيتعين علينا أن نبدّي عليهم من لديه فرص أفضل للنجاة".

وبالاضافة إلى الجهد الكبير، يتعرض الأطباء لمخاطر يومية خاصة مع تعرض المشافي للقصف في الكثير من الأحيان.

وفي رسالتهم المؤثرة، قال أطباء الأحياء الشرقية "طوال خمس سنوات، ظللنا نواجه الموت الآتي من السماء بشكل يومي. ولكن الموت يواجهنا الآن من كل حدب وصوب".

وبحسب منظمة الصحة العالمية، شكلت سورية العام الماضي البلد الأكثر خطورة للعاملين في القطاع الصحي، حيث تم تسجيل 135 هجوما استهدف المرافق والطواقم الطبية.

هدنة دون مساعدات

وتتواصل الاشتباكات العنيفة حاليا في جنوب حلب، حيث تسعى قوات النظام لاستعادة المواقع التي خسرتها وإعادة تطويق الأحياء الشرقية، حيث يقيم نحو 250 ألف شخص.

واستمرت المعارك العنيفة والقصف الكثيف طوال الليل حتى صباح الخميس في جنوب غرب مدينة حلب، وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، الذي أفاد بتراجع حدة الاشتباكات والقصف من دون أن تتوقف عند الساعة العاشرة صباحا موعد بدء الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا.

واعلنت روسيا الأربعاء "فترات تهدئة إنسانية من الساعة 10,00 إلى 13,00 بالتوقيت المحلي ابتداء من الخميس، سيتم خلالها وقف كل المعارك والقصف الجوي والقصف المدفعي" في حلب.

ألا أن مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية أكد عدم دخول أي قافلات مساعدات إلى تلك المنطقة نتيجة المعارك والقصف العنيف جنوب المدينة.

وكانت قوات النظام أدخلت صباحا قافلة شاحنات تنقل مواد غذائية ومحروقات إلى الأحياء الغربية عبر طريق الكاستيلو شمالا، بحسب المرصد السوري.

التعليقات