حرب بوش ضد الصحفيين في العراق تسفر عن استشهاد ثلاثة زملاء

الشهداء هم الفلسطيني طارق أيوب، مراسل شبكة الجزيرة، والمصورين تاراس بروتسيك، مصور وكالة رويترز للأنباء، اما الشهيد الثالث فهو مصور شبكة تيليثينكو الاسبانية

حرب بوش ضد الصحفيين في العراق تسفر عن استشهاد ثلاثة زملاء
يبدو أن قيادة أركان الحرب والعدوان على العراق، اتخذت، منذ صباح اليوم، الثلاثاء، قرارا استراتيجيا باستهداف الصحفيين العاملين في العاصمة العراقية بغداد، الذين يعتبرون الشاهد الحي على ضخامة الجرائم التي ترتكبها قوات بوش وبلير ضد الشعب العراقي.

فبعد مطاردة الصحفيين في فندق الرشيد، الذي كان يعتبر، دائما، المركز الصحفي الذي تنزل فيه كل طواقم الاعلاميين، انتقل الصحفيون الى فندق المنصور، فقصف هو أيضا، ومن هناك لجأ الصحفيون الى فندق فلسطين (الميريديان سابقا) الذي اصبح ملاذهم ومركزهم الصحفي الأخير في العاصمة العراقية، حسب ما قاله مراسلون صحفيون. لكن دبابة اميركية، قصفت قرابة الساعة 11:00 صباحا، هذا الفندق، أيضاً، وشوهد الصحفيون وهم يتراكضون خارج الفندق حاملين كاميراتهم ومعداتهم طلبا للنجاة. وعلم ان القصف طال مكاتب وكالة رويتر للأنباء مما اسفر عن مقتل المصور تاراس بروتسيك، مصور شبكة رويترز للأنباء، واصابة ثلاثة بجراح، كانت جراح احدهم، مراسل شبكة تيليثينكو الاسبانية، بالغة الخطورة، مما اسفر عن استشهاده متأثرا بجراحه.

واعترف الجيش الاميركي بقصف الفندق، زاعما انه تعرض الى النيران من داخله!!

يشار الى ان العدوان على الطواقم الاعلامية، بدأ فجر اليوم، باستهداف مكتبي الجزيرة وابو ظبي، الواقعين في احد الاحياء السكنية في بغداد، مما اسفر عن استشهاد الزميل الصحفي طارق أيوب، الذي اصيب مباشرة بأحد صاروخين اطلقتهما طائرة حربية اميركية على مبنى الجزيرة.

وأكد الصحفيون المتواجدون في العراق، ان نظرية الاصابة الخاطئة ليست واردة بالنسبة لعمليات القصف التي استهدفتهم، فعمليات القصف استهدفت مراكز معروفة بأنها مراكز للصحفييين، كما ان مبنى مكتب الجزيرة يحمل يافطات كبيرة، على جوانبه، وعلى سطحه، كتب عليها كلمة صحافة، وكذلك الامر بالنسبة لمكتب قنال ابو ظبي، ولفندق فلسطين المعروف بأنه يغص بالصحفيين.

يشار الى ان القوات الاميركية تستهدف، اليوم، مكتب الجزيرة للمرة الثانية، حيث كانت قد استهدفت مكتب الجزيرة في العاصمة الافغانية كابول في نوفمبر 2001، عندما كان موفد الجزيرة، تيسير العالوني، هو الصحفي الوحيد الذي قام بتغطية جرائم الحرب داخل افغانستان.


ونعى مكتب الجزيرة في العراق، الزميل الصحفي طارق أيوب، الذي استشهد خلال القصف الاميركي الوحشي الذي استهدف مكتب الجزيرة في العاصمة العراقية بغداد، بشكل متعمد.

وكانت طائرات العدوان الاميركي - البريطاني، على العراق، قد شنت، صباح اليوم (الثلاثاء) هجوماً متعمدا على مكتب شبكة "الجزيرة" في العاصمة العراقية بغداد، بهدف شله ووقف بثه، حسب ما قاله موفد "الجزيرة" الى العاصمة العراقية، تيسير علوني، الذي اضاف ان صاروخين استهدفا المكتب واوقعا عدة اصابات ودمارا كبيراً للممتلكات.

وقال العلوني ان الطائرات الحربية الاميركية تعمدت قصف مكتب الجزيرة، الذي لجأ اليه عشرات الاطفال والنساء والمسنون.

واصيب في عملية القصف مصور الجزيرة في بغداد، زهير العراقي، فيما استشهد الزميل طارق، الذي كان يقوم اثناء القصف باعادة توجيه الكاميرا على سطح المبنى المؤلف من طابقين لاعداد تقرير حول عمليات القصف. وقال المصور الجريح، زهير، انه رآى بأم عينه الطائرة الاميركية تحلق على ارتفاع منخفض وتتجه مباشرة نحوهما وتطلق صاروخها.

وقال العلوني انه تم الاستعانة بالزملاء من تلفزيون ابو ظبي لانقاد الجرحى ونقل النساء والاطفال الى مكان آمن.

وما لبث ان اعلن مراسل "الجزيرة" ان مكتب شبكة "ابو ظبي" تعرض الى قصف مماثل.

والزميل طارق في الثلاثينات من عمره، فلسطيني الاصل ومن مواليد الكويت، متزوج ولديه بنتا صغيرة، حاصل على ماجستير في الإعلام، عمل في العديد من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية . التحق بقناة الجزيرة عام 98م كمراسل في الأردن. عند بداية الحرب على العراق كان يتابع الاحداث من منطقة الحدود الأردنية العراقية في مخيم الرويشد، ثم أرسلته القناة إلى بغداد للمشاركة في تغطية الحرب منذ أيام قليلة.

التعليقات